ما يحز في نفسي ويجلب لي الضيق هو عندما اتحدث عن عادات كانت موجودة في هذا الشهر الفضيل. واندثرت من فترة وجيزة ترى ان العادات والتقاليد أكثر وضوحا في المجتمعات القروية عنها في المجتمعات الحضرية ولكن للأسف اختفت حتى من القرى واختفت حتى كل عادات الأصالة التي تشعرك بمجيء شهر رمضان الكريم وبدأت الناس بعد صلاة التراويح تذهب إلى الأسواق أو الدوران في الشوارع بدون هدف ومنهم من يغلق باب بيته حتى السحور.. واختفت المظاهر الحلوة التي كانت تجعل للشهر الفضيل مذاقا مختلفا عن سائر شهور العام.. وبالتأكيد ان مرور الوقت ومراحل العمر المختلفة تعطي طابعا معينا لكل مرحلة في رمضان الطفولة في زمن مضى يختلف عن رمضان الحاضر.. ففي القديم وأقول في زمن ليس بعيدا عن حاضرنا ونظرا لرتابة الحياة فيها فإن مجئ هذا الشهر يكسر هذه الرتابة حين رؤية الهلال ويصبح الاستعداد من نوع خاص.. يتأهب الأطفال للعب والفرح وتتوالى الاحتفالات بصورة يومية ثم يخرج الأطفال بعد الافطار وتفتح البيوت لاستقبال الضيوف وتزاور العائلات وتذوب الحواجز والفواصل فالكل يكاد يكون عائلة واحدة والمؤلم حقا هو اختفاء هذا المظاهر والاحتفالات الجميلة في طبعها والتي ما زلنا نحتفظ بها ذكريات حلوة تستمر معنا استمرار حياتنا ولكن في الوقت الحالي للأسف الشديد اختفى كل شيء وبرزت ظاهرة جديدة حيث اصبحت الاحتفالات جزءا من برامج تقوم بها الجمعيات والمراكز الاجتماعية.. حيث ضاعت العفوية والبراءة واختفت التلقائية والفرح الذي كان يشعر به الطفل حين يحصل "القريقعان" أي العيدية من أهل الحارة والأقارب.

نحن لا نقول ان الماضي أحلى من الحاضر ولكن نقول الذكرى احلى واجمل والدليل على ذلك اننا مازلنا نتذكر ونتحسر على ايام فاتت كانت البراءة والعفوية تنبع من القلب؟ ولكننا نجد العزاء بما تقوم به بعض الجمعيات الخيرية ومركز الأمير سلمان الاجتماعي باحياء هذه العادات من جديد وبث روح الفرح والمتعة في نفوس اطفال المستقبل.

وكل رمضان وانتم بخير