وأيضاً شمل النظام الأساسي للحكم المقومات التالية:

  • حدّد النظام دوراً للدولة في تعزيز الوحدة الوطنية ويتمثل في الحرص على توثيق أواصر الأسرة والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية ورعاية أفرادها وتوفير الظروف المناسبة لتنمية مكاناتهم وقدراتهم.

إذاً فإن الوحدة الوطنية المتمثلة في التعاون والتكامل والولاء للوطن والملك والاحترام المتبادل إذا كانت مطلوبة في أي وقت فإن حتميتها في الوقت الحاضر وفي ظل الظروف الدولية القائمة لأمر ضروري ومهم إن بلادنا كسائر الدول الأخرى قد تأثرت بالأحداث الأخيرة وعلينا مواجهة ذلك بالتمسك بالمفهوم الصحيح للإسلام وبمزيد من التلاحم والوحدة والتعاون وهو الأمر الذي أكد عليه ولاة الأمر والمسؤولون وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وسمو وزير الداخلية أثناء لقاءاتهم بالمواطنين أو الصحفيين حيث يستخلص من أحاديثهم وفقهم الله حول ذلك ما يلي:

  • إن العقيدة الإسلامية هي الدين الذي بسببه توحّدت هذه البلاد والتأم شمل شعبها ولذا فإنه لا تفريط ولا تراجع عن التمسك بها كمنهج ودستور حياة.

  • إن الدولة تنظر إلى الشعب كوحدة متماثلة لا فرق بين المواطنين بغض النظر عن أماكن إقامتهم سواء كانوا في وسط المملكة أو غربها أو شرقها أو شمالها أو جنوبها.

  • إن قوة الإيمان بالله تعالى وسنّة رسوله والعمل الجاد من أجل تقدم هذه البلاد هو المعيار والفيصل بين الأشخاص {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}. و{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله}.

  • ان المؤمل في أبناء هذه البلاد أن يقوموا بتولي شئونها سواء في القطاع العام أو الخاص وأن ينظر الشباب للأعمال والفرص الوظيفية بدرجة واحدة فقد ولّى الوقت الذي يُميّز فيه بين هذه الأعمال والوظائف.

  • إن الدين الإسلامي هو الدين الجامع والأخير فهو ليس للعرب فقط بل للناس وللبشر جميعاً {إنا أرسلناك رحمة للعالمين} ولذا فإن من سمات الدين الرحمة والتسامح والحث على التعاون والتكافل {وتعاونوا على البر والتقوى} وإن الدعوة لهذا الدين ليست بالقوة أو الإكراه {لا إكراه في الدين} وإنما بالأسلوب الأمثل الراقي {وجادلهم بالتي هي أحسن} فواجب المسلمين هو إبلاغ الدعوة بهذا الأسلوب وعلى الجانب الآخر حق الاختيار {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} فإذا كان خيار الجانب الآخر هو البقاء على دينه فليس مطلوباً من المسلمين إرغامهم على غيره أو مقاطعتهم وعدم التعامل معهم مادام أنهم لم يضاروا المسلمين {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا} بل إن الإسلام أباح لنا الأكل من طعامهم والزواج من نسائهم فهل هناك تسامح أكثر من ذلك عندما يقبل الإسلام بأن تعيش مع المسلم وتحت سقف واحد زوجة كتابية تعاشره وتؤاكله وتنجب منه وبالمقابل نرى أن الديانة المسيحية تحرم على المسيحي الزواج من غير المسيحية إلا إذا تنصّرت فديننا الحنيف دين يسر وتسامح يقول (إن هذا الدين يسر ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه) فعلينا أبناء هذه البلاد مهبط الوحي ومقر الحرمين الشريفين أن نكون الأسوة الحسنة في تطبيق هذا المفهوم للإسلام.

نخلص مما تقدّم إلى أن بلادنا قامت على أساس الإسلام الحنيف البعيد عن الخرافات والأوهام والتعصب والغلو وأن أجزاء البلاد ومواطنيها توحدوا على هذا الأساس في ظل حكم اتخذ الإسلام دستوراً ومنهج حياة، وإن كانت الوحدة لاتزال والحمد لله ملتئمة والأواصر بين المواطنين قوية فلا تحزّب ولا تعصّب واحترام المواطن لأخيه المواطن الآخر متأكد وهو مما يلاحظ في الداخل والخارج إلا أنه وفي ظل الظروف العالمية الحالية ينبغي علينا تعزيز هذه الوحدة وتقويتها حسب الأسس والمفاهيم التي أوردنا بعضاً منها وألا نعطي الغير فرصة لإثارة الفتنة والبلبلة.