يتحدث التاريخ بأن سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام أبا الأنبياء وأبا العرب واليهود عندما رحل من العراق إلى فلسطين وجد بها عرباً يقال لهم (الكنعانيون) وهؤلاء هم سكان فلسطين الأصليين الذين استمروا بها حيث وجدهم أيضاً بها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام عندما هاجر ببني إسرائيل من مصر إلى فلسطين حيث استوطن أرض فلسطين وظهر فيها أغلب أنبيائهم الكرام مثل داود وسليمان وزكريا وعيسى عليهم الصلاة والسلام، وبعد ظهور الإسلام ولمكانة (القدس) الدينية تم فتح المدينة في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حيث أصبحت مدينة إسلامية إلى أن استولى عليها الصليبيون ثم تمت استعادتها منهم على يد القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، واستمرت تابعة للمسلمين حتى بعد عودة اليهود لفلسطين سنة 1948م.. إلى أن استولت عليها إسرائيل سنة 1967م ضمن الضفة الغربية كلها ومرتفعات الجولان وسيناء في مصر.

لقد تحفظ العرب على قيام إسرائيل سنة 1948م وبسبب هذا التحفظ نشبت ثلاث حروب بين العرب وإسرائيل، ولم يكسب العرب مع الأسف من هذه الحروب شيئاً بل العكس خسروا سوى حرب 1973م التي رفعت الجانب المعنوي للعرب كما أدت إلى استعادة مصر لسيناء، وكانت الأمم المتحدة قد أقرت مشروع تقسيم فلسطين بين الفلسطينيين واليهود مناصفة سنة 1948م بعد قيام إسرائيل ونشوب الحرب الأولى بين العرب واليهود ورُفض مشروع التقسيم من الفلسطينيين والعرب بسبب ما أشرنا إليه من عدم قناعتهم بوجود إسرائيل وهي الاستراتيجية التي أكدها العرب في الخرطوم بعد حرب 1967م بأنه لا اعتراف بإسرائيل أو تفاوض معها أو سلام معها في الوقت الذي كانت تدعي فيه إسرائيل رغبتها في السلام والتعايش مع العرب بشرط القبول بوجودها من قبلهم.. إلا أن هذا الادعاء الإسرائيلي قد انكشفت حقيقته بعد أن قام العرب بتعديل كبير في استراتيجيتهم؛فبعد زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات لإسرائيل سنة 1977م ومن ثم توقيع معاهدة السلام بين البلدين وما حصل في اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل ومعاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل والمفاوضات التي تمت بين سوريا وإسرائيل والتي لم تحقق شيئاً حتى الآن، فقد ترتب على ذلك اعتراف مصر والأردن بإسرائيل واستعداد سوريا والسلطة الفلسطينية وبقية العرب للقيام بذلك مقابل إكمال عملية السلام، وهو ما يعني انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية ومن الضفة الغربية وقطاع غزة وإقامة دولة فلسطين إلا أن ما حصل أن إسرائيل بدأت تتراجع وتتلكك بل انها تراجعت عن تنفيذ ما اتفقت عليه مع السلطة الفلسطينية، بل انها أعلنت بأنها لن تنسحب من الأراضي الفلسطينية بشكل كامل فبعض الإسرائيليين يتجه إلا أن الانسحاب (90%) في عهد حكومة (باراك).. أما (شارون) فيقول بأن الدولة الفلسطينية ستكون في حدود (40%) من الأراضي المحتلة بل ان إسرائيل ومن يقف معها أصبحوا يطلقون على المقاومة الفلسطينية صفة الإرهاب، فماذا كانت تنتظر إسرائيل من الفلسطينيين مع استمرار الاحتلال والحرمان والفقر.