قبل عام بالضبط ـ حين دخل الرئيس بوش إلى البيت الأبيض ـ فوجئت بالعدد الكبير من السود والملونين في إدارته الجديدة؛ فمن السود هناك وزير الخارجية كولن باول ووزير التعليم رود بايج ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس... ومن الآسيويين هناك وزير المواصلات نورمان فينا ووزيرة العمل إيليان تشاو... ومن الاسبان وزير الطاقة سبانس ابراهام ووزير التطوير الاجتماعي ميل مارتنير...
ولولا خشيتي أن تملوا لأكملت بقية القائمة؛ ولكن اضيف فقط ان السود يحكمون حاليا ربع الولايات الأمريكية في حين تحكم الأعراق الملونة خمسي الولايات الأخرى. وبعد ان كانت الأقليات الملونة لا تحظى بأي تمثيل في الكونجرس (حتى عام 1925) وصل عددهم الآن إلى 70ممثلا. ووجود هذا الكم من السود والملونين في الإدارة الجديدة دليل على الزحف السياسي لهذه الأعراق. وخلال الثلاثة عقود القادمة يتوقع أن يترأس أمريكا رجل أسود أو ملون!!.
- وصعود السود والاسبان إلى قمة الهرم السياسي دليل على عدالة التنوع العرقي في أمريكا (ولا داعي للتذكير كم وزيرا من أصل أسود يوجد في بلادنا العربية).. كما ان هذه الظاهرة دليل على تغير التركيبة العرقية في اسفل الهرم ذاته. ففي عام 1860تم تصنيف الشعب الأمريكي في ثلاث مجموعات عرقية فقط هي: البيض والسود والخلاسين. اما هذه الأيام فهناك (20) مجموعة عرقية تشكل ثلث المجتمع الأمريكي (حسب المكتب الوطني للاحصاء لعام 1999) ناهيك عن 26مليون مواطن ولدوا خارج أمريكا!.
وبالطبع لا أحد ينكر ان العنصر الانجلوساكسوني الأبيض فرض لغته بحكم الأسبقية وانه ما يزال يشكل 70% من السكان (يتبعهم السود بـ ,121% ثم ذوو الأصول الاسبانية بـ ,115%). ولكن منذ الخمسينات بدأت نسبة المهاجرين الأوروبيين البيض تتراجع لصالح المهاجرين من آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية. وفي الثمانينات أشارت الاحصائيات إلى ان 25% فقط من المواليد الجدد يعودون إلى أصول بريطانية بروتستانتية (العرق المؤسس).. وفي ظل ارتفاع معدل التناسل ـ والهجرة ـ للأعراق السمراء يتوقع تحول البيض إلى أقلية بحلول عام 2050!!
- (وأزيدك من الشعر بيت)..
فحديثنا منصب حتى الآن على المتوسط العام لكامل البلاد؛ اما ان أردنا الحديث عن المدن الكبرى ـ كل على حدة ـ فسنكتشف انها تحولت إلى اللون الأسمر منذ زمن طويل؛ فالسود مثلا اصبحوا يشكلون 80% من سكان العاصمة واشنطن، ونصف سكان ميامي ولدوا في أمريكا الجنوبية، وثلاثة أرباع سكان نيويورك من أصول مهاجرة غير أوروبية.. اما ولاية كاليفورنيا فاستقبلت لوحدها منذ التسعينات ثلثي المهاجرين الآسيويين ونصف اللاتينيين ـ كما اختارها 85% من المهاجرين من هونج كونج قبل عودتها للسيادة الصينية!!.
.. في الواقع قد لا يزال البيض البروتستانت هم الواجهة الأنيقة التي نراها في وسائل الإعلام. ولكن المجتمع بدأ يتحول إلى اللون الأسمر وبدأت اعظم قوة في العالم تصبح أقل (أنجلو ـ أوروبية) وأكثر (اسيو ـ لاتينية)!!
ـ أما السؤال المعتاد:
.. فأين مكاننا من الإعراب!!
1
ابوعبد العزيز
2002-01-06 12:59:31شكرا على هذا الجهد فأنا من قراء كتاباتك الجميلة وجمعك اللا محدود ولكن أود أن أجمع هذه المقالات فياليت لوترسل لي كيف الطريقة اللي أوصل بها إلى هذه المقالات وهل سوف تطلع في كتيب أم ترسلها لي على البريد المهم انتظر الرد السريع لوتكرمت وشكراً