كما نشر أن آخر إحصائية للجنة الوطنية للسلامة المرورية سجلت وفاة 140معلمة وإصابة 5910بعد تعرضهن لتسعة عشر حادثاً مفجعاً في طريق سفرهن لمدارسهن التي يعملن بها خارج مدن سكنهن..
ويفترض أن نقتنع بهذه الأرقام ولكن أثق ان هناك أرقاماً غابت!! لأن ما سجل كان وفق تعريفات محددة للجنة وليس من ضمنها (ربما) الحوادث التي لم تسبب وفيات..
عودة إلى هذا التقرير أو الإحصائية سنجد أن اللجنة قدرت أن عدد حوادث المعلمات يفوق المعدل الوطني لعموم الحوادث البالغ أربعة حوادث لكل مائة شخص ذلك ان عدد حوادث هؤلاء المعلمات اللاتي يفترض ان يجدن التقدير والاحترام من الجهات المسؤولة عنهن ومن المجتمع بكافة قطاعاته للدور التنويري الحقيقي الذي يؤدينه .. بلغ (6.2) لكل مائة معلمة تنقل للتدريس خارج محيط المدينة أو المراكز.
وكما علق رئيس اللجنة ان هناك جملة من العناصر المشتركة في وقوع هذه الحوادث المروعة منها تجاوز عمر بعض المركبات الناقلة لهن أكثر من اثني عشر عاماً..
أي أنها في الغالب تكون غير صالحة للنقل إضافة إلى استخدام إطارات تجاوزت عمرها الافتراضي!!
وفي دراسة اخرى حديثة عن الإدارة العامة للمرور تؤكد ان حوادث المعلمات تفوق جميع الحوادث المرورية العادية حيث أوضحت ان منطقة الرياض سجلت (17.5%) وهي أعلى نسبة بينما جاءت منطقة عسير في المرتبة الثانية بنسبة (13%) فيما سجلت الباحة ما نسبته اكثر من (7%) وفي الشرقية بلغت النسبة اكثر من (3%) أما حائل فقد احتلت القائمة الأخيرة بنسبة (2%). وفيما يخص عدد الوفيات من المعلمات في هذه الحوادث المفجعة فخلال سنوات ثلاث قبل صدور الدراسة تجاوز عدد المعلمات المتوفيات نتيجة هذه الحوادث اكثر من (140) معلمة، بينما بلغ عدد المصابات (956) مصابة نتيجة (119) حادثاً مرورياً..
@@ وتعليقاً على هذه الاحصائية والدراسة هناك توافق في عدد الحوادث وعدد الوفيات، واختلاف في عدد الحوادث!!
وربما سقط رقم من الدراسة الأخيرة.. ولكن كما ذكرت سابقاً عندي تحفظ على عدد الحوادث وعدد الوفيات ايضاً.
ورغم أن الاختلاف هنا لن يغير من الواقع المفجع أن هناك أرواحاً أزهقت بسبب اخطاء مارسها بشر هم مسؤولون امام الله قبل أهالي هؤلاء الضحايا من المعلمات.. ولنتخيل حجم الكارثة ليس فقط كما تحسب بالأرقام والنسب رغم عدم دقتها!! ولكن الكارثة ان هناك ايتاماً فقدوا امهاتهم وامهات وآباء فقدوا بناتهم، وان هناك مآسي وإصابات إعاقة من كسور وفقد اطراف، وشلل .. الخ من الإصابات التي بلغت 5190إصابة هن في منازلهن وجعاً لأنفسهن ولذويهن وعبئاً مالياً لم يتم تعويضهن عن هذه الإصابات لأننا أدخلناها تحت مظلة قضاء وقدر!!
ونِعم بالله على هذا القضاء.. ولكن لنسأل وزارة التربية والتعليم ما دورها ليس في الوقاية من هذه المآسي!!
ما دور الوزارة في المرحلة اللاحقة؟! وهؤلاء موظفات في جهازها التعليمي؟؟
هل تم الاكتفاء ببرقيات التعازي للأهالي؟! أم ان هناك جهوداً للتنسيق مع وزارة الصحة لتقديم الخدمات الصحية ذات المستوى الرفيع وليس العكس؟!
ثم ما مسؤولية وزارة النقل ووزارة الإسكان وادارات المرور؟! أليست كل من هذه الجهات مسؤولةً عن جزء من هذه الكوارث المستمرة التي اصبح سماعها ومتابعة اخبارها في الصحف مقروناً بصور هياكل المركبات المحترقة والمتداخلة في بعضها!!،ومنظر الدماء على الكراسات ودفاتر التحضير!! واكواب الماء الورقية التي سبق الموت شاربتها. أصبح شبه متكرر؟!
منذ ستة شهور نشرت الصحف على خلفية حادثة مروعة ذهب ضحيتها (كالعادة) هؤلاء المعلمات الضحيات.. ضحيات الروتين، واللامبالاة، وعدم الاكتراث سواء من خلال وعورة الطريق، وسوء مستوى المركبات!! ومن المسؤول عنها من شركات او سائقين لا هم لهم سوى الحصول على الراتب الشهري من مرتب هذه الانسانة نشر في صحيفة عكاظ في 1428/5/8ه رأي للدكتور أمين عبدالله ان وزارة التربية والتعليم أحجمت عن الأخذ بالمقترحات المطروحة عبر وسائل الإعلام ومنها فتح مجال الاستثمار في إقامة مساكن للمعلمات ملحقة بالمدارس التي يعملن بها في المناطق النائية وبالتالي فإن تكلفة الايجار بالنسبة للمعلمة ستكون مخفضة وربما أقل من أجرة النقل التي تدفعها للذهاب يومياً ذهاباً وعودة بحيث يصبح ذهابها أسبوعياً فقط.
هذا رأي جيد ولكن تظل مشكلة المركبات فلماذا لا تكون هناك شركات للنقل إلى هذه المناطق مسؤولة مسؤولية كاملة عن سلامة مركباتها وكفاءة السائقين الذين يقودون هذه المركبات.. ثم سلامة الطرق وحمايتها ولدينا خارطة توضح وعورة الطرق وعدم صيانتها بل أحياناً لا توجد فيها مواقع للإسعاف سريعة جداً تسهم في الحفاظ على أرواح هؤلاء المصابين في هذه الحوادث.
@@ أثق ان هذه المأساة (تفرض) على كل جهة ان تعيد النظر في كيفية تعاملها مع هذه المآسي وليتخيل كل مسؤول مهما كانت مرتبته في أعلى السلم الإداري أو الأقل منه ان من تم تفتيت جسدها الغض داخل هذه المركبات تاركة صغارها وزوجها وأهلها في فجيعة لا تلغي الإيمان بالقضاء والقدر.. ليتخيل كل منهم ان هذه (ابنته) .. وأيضاً ننظر بموضوعية للتعاون مع بقية القطاعات الأخرى دون الدخول في نفق التبرير أو الهجوم على من يناقش هذه المآسي منا ويطالب بمحاسبته لأنه قلل من دور وزارته!!
@@ عند نفوق الابل تم تعويض أصحابها ولم نسمع عن تعويض هؤلاء الزهور التي ذبلت وهي تؤدي واجباتها.. بل علمنا أن واحدة منهن جاء نقلها بعد وفاتها بشهرين!!
فأين منا الشعور بالمسؤولية في قول الخليفة عمر: (لو تعثرت بغلة في العراق لسئلت لمَ لمء أمهد لها الطريق)!!
التعليقات