وصلتني منذ أسبوعين رسالة على رقم جوالي من إحداهن تدعوني لحضور عرض لأزياء!! قيمة التذكرة تتراوح بين 200- 500- 1000ريال!!
يبدو أنها أرسلت بالخطأ فلستُ من زبائن هذه العروض!! التي لا تقل قيمة ما يباع فيها عن 7000ريال!! وبعدها بيوم وصلتني رسالة من موقع دعوي تحمل سطوراً مؤلمة توضح الآتي: (قرية مستورة تبعد عن جدة 200كيلومتر وعدد سكانها عشرة آلاف نسمة بها 512أسرة فقيرة جداً بحاجة ماسة للمواد التموينية "أرز، وسكر، ودقيق، وحليب، وزيت"!!
رسالتان متناقضتان تماماً رغم أنهما تعبران عن مقتضيات شرائح مختلفة تماماً مثلما هي الرغبة في الحصول على رخصة القيادة لشريحة وأخرى تبحث عن لقمة العيش فقط كسرة خبز وكوب شاي!!
@@ وما نشر في صحيفة "الحياة" يوم الجمعة 28/شوال عن الواقع المأساوي لحالات الفقر الموجودة في محافظة الليث والمناطق التابعة لها التي لا تصدق حسب ما ذكره مدير جمعية البر الخيرية هناك.. فالناس هناك - كما ذكر - يسكنون منازل من (الصبول) وهي عبارة عن أعواد خشبية ضعيفة التماسك!!
وبعضهم يبيت من غير عشاء ومنهم من يستخدم ثوباً واحداً فقط طوال العام!!
وذكر أيضاً ان بعض البيوت تتكون من أشباك الأغنام الحديدية المغطاة بقطع من بعض الفرُش التي عادة ما تكون فائضة لدى البعض وهي ذات روائح كريهة جداً ولا يمكن العيش فيها ولكن أجبرتهم الحاجة وقصر ذات اليد على السكن فيها..
وشرح (أن بعض هذه العائلات الفقيرة في تلك المناطق تبيت من غير عشاء!! كما أن غذاءهم غالباً ما يتكون من بعض الرز الأبيض قد تضاف إليه الصلصة أحياناً) وأنا هنا أتساءل كيف سيحصلون على الأرز الآن بعد ارتفاع سعره؟!
وما لفت نظري في نشر الخبر أن هذا المدير كأنه يحمّل الجمعيات الخيرية مسؤولية إغاثة هؤلاء فيقول: (ان تلك الجمعيات التي انشئت أخيراً في مناطق الشواق، والوسقة، وبني هلال، وحقال ويلملم لا تزاول مهمات عملها كما يجب مما أدى إلى إرهاق موارد جمعية البر الخيرية في محافظة الليث) وقال: تلك الجمعيات تعتمد في أداء مهمات عملها على أشخاص غير قادرين على العطاء بسبب كثرة مشاغلهم مؤكداً في الوقت نفسه قلة الموارد المالية والداعمين لهذه الجمعيات..
وطرح رأياً يعتقد انه الحل الأمثل ويكمن في تشكيل مجلس اداري متفهم بصورة جيدة للعمل في المؤسسات الخيرية..
@@ السؤال.. هل مواجهة الفقر هي مسؤولية الجمعيات الخيرية؟؟ وأين دور الوزارات المسؤولة عن الارتقاء بمستوى خدماتها التنموية لهذه المنطقة ولسواها من بقية المناطق؟!
هل الحل هو في تشكيل مجلس اداري متفهم للعمل في المؤسسات الخيرية؟! ما الذي سيقوم به هذا المجلس إذا كانت مساحات الفقر شاسعة ومؤلمة وهناك قلة في الموارد المالية؟!
منذ عشرين عاماً تقريباً زارتنا إحدى الناشطات في مجال العمل الخيري في الكويت، وعندما كانت تستمع إلى شرحنا لنشاطنا في الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية في جدة وجزء منه إعانات للأسر الفقيرة.. استغربت وقالت ما معناه إن هذا لدينا مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعية وبقية الوزارات ذات العلاقة بالإسكان والتعليم والتوظيف والتدريب وليس دور الجمعيات الخيرية!!
الآن الفقر أصبح أشد من السابق ولن أناقش دوراته أو معاييره وما يكتب عنه في الدراسات الميدانية التي تم تمويلها من (صندوق معالجة الفقر) فذلك جانب تنظيري لا يملأ وعاء الفقير أرزاً ولا ماءً!! ولا يكسو جسده العاري ولا يقدم له الدواء ولا المسكن..
نحن أمام معضلة ولابد من حلول عاجلة تشمل جميع مساحات الفقر في المجتمع.. لا يعقل أن يكون هناك جانب مترف لا همّ له سوى عروض الأزياء الفاخرة ومزادات المجوهرات وأنواع الشوكولاتة الفاخرة جداً بينما هناك من لا يجد سكناً له سوى قطع الأخشاب!!
الجمعيات الخيرية قنوات مساندة ولكن ليست المسؤولة عن الحلول الجذرية المؤسساتية المطلوبة..
1
عبدالعزيز
2007-11-15 15:55:49وازيدك من الشعر بيت
قرات خبر اليوم ان واحد في محايل عسير اقدم على الانتناحر لظروفه الناليه وعنه 8 اشخاص في بيته وعمره 26 سنه
مع العلم ان تبرعات السعوديه قبل امس 906 مليون ريال والاولى ان تصرف على المواطنين