عندما نتحدث عن بعض المشكلات الأسرية التي يعاني منها الأبناء بالدرجة الأولى سواء من حيث الشعور بقسوة معاملة الوالدين أو التفضيل لجنس دون الآخر، أو على العكس الإفراط في التدليل..، أو الإهمال وإلقاء المسؤولية إما على الأم وحدها أو أحياناً - وهذه ظاهرة في مجتمعاتنا الخليجية بنسب متفاوتة - الاعتماد على الخادمة والسائق للقيام بدور الوالدين..
هذا الحديث ليس ارتجالياً ولكنه حقائق اجتماعية يعاني منها الأبناء وتنعكس بالضرورة على ذواتهم وعلى اعتزازهم بقدراتهم والاعتماد عليها بعد ذلك وليس الاعتماد الكلي أو الجزئي على الوالدين أو أحدهما.
ومن الواقع أيضاً نجد أن الروابط العائلية المتماسكة وشبكة العلاقات القرابية التي كانت في السابق هي المناخ الدافئ الذي يتم من خلاله صياغة شخصية الأبناء ورعايتهم وتوفير التربية الجادة لهم وفي الوقت نفسه توفر لهم المصدر الأساس للحب شبه مفقودة ولهذا كان الحصاد جيل الآباء الذي أسهم بجدية في بناء مؤسسات المجتمع بإخلاص وحب واتقان..
فما حدث هو أن معايير التربية الجادة والعادلة والدافئة لم تعد كما كانت فالمقبلون على الزواج معلوماتهم ليست عن وسائل وأسس تربية الأبناء فقط بل حتى عن كيفية إيفاء زوجاتهم حقوقهن مقابل ما عليهن من واجبات.. هذه المعلومات ولدى نسبة ليست قليلة ضعيفة!! ولهذا كانت نسب الطلاق في مجتمعاتنا كبيرة..
ولهذا بدأت بعض المراكز والجمعيات تعد دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج ولكنها لا تنفذ إلا على مستوى الفتيات فقط وليس الفتيان!! وأيضاً هذه الدورات في مجملها يتم التركيز على تعليمها كيف تتجمل وكيف تعد مائدة الطعام وتضيء الشموع عليها!! وفي بعض منها دورات عن بناء الذات وكيف تبتسم ومتى؟!! حتى اني وكنت عضوة في مجلس ادارة احدى هذه الجمعيات منذ عام تقريباً - قبل استقالتي منها - ناقشت هذه النقطة وتساءلت أين الدورة التي تعرّف المقبلة على الزواج على حقوقها وواجباتها الشرعية كما جاءت في التشريع الرباني كي تؤسس للأسرة المسلمة؟! فإذا بأحد أعضاء مجلس الادارة وهو صاحب تخصص شرعي واجتماعاتنا عبر الدائرة الهاتفية فقط يقول لي ما معناه: إن هذه المعلومات تمتلئ بها كتب حقوق المرأة في الإسلام!!
في الواقع دهشت من هذه الاجابة!! فقلت: إذا كان هذا هوالسياق المعرفي لهذه الدورة فأيضاً كتب تعليم الطبخ وإيقاد الشموع تكتظ بها رفوف أي مكتبة!!
ومن الغريب أن مدير هذه الجمعية المشتق اسمها من النساء جميع الاعلانات عن هذه الدورات هو الذي يعدها ولا يضع فيها إلا صوراً للطعام والقلوب الحمراء والشموع المضاءة!!
@@ لست متحاملة على هذا الاتجاه في الإعداد للزواج ولكن هناك سياق معرفي وتشريعي وتربوي لابد من تفعيله في هذه الدورات التي ينبغي أن يستعد لها ومن خلالها الشاب والفتاة..
فالحضن الأسري السابق لم يعد موجوداً وهو الذي كان يسهم في تلقين الأبناء أساليب التربية الجادة التي تبني ولا تهدم وتعزز ولا تقوّض.. فإذا كانت هذه الفتاة وهذا الشاب لا يعرفان أساليب التربية السليمة وكيفية التعامل مع هذا المولود وهذا الطفل وهذا المراهق فكيف سيتم بناء الأسرة؟!
انتشرت مؤخراً المراكز الاستشارية الأسرية بعضها مجاني وبعضها برسوم مالية وهذا جيد ولكنه ليس الحل الجذري لمشكلات الأبناء التي تؤدي إلى تحويلهم إلى عناصر غير منتجة إن لم تكن مدمرة للمجتمع!! ولهذا لابد من استراتيجية حكومية تغطي هذا الجانب التربوي المهم فكما نغرس في التلاميذ حب الوطن والولاء للعقيدة ينبغي أن نسهم في تجذير المفهوم التربوي والتشريعي لحقوق كل من الرجل والمرأة تحت سقف الأسرة وتربية الأبناء..
1
د يوسف السعيد
2007-10-28 15:43:01اقتباس
فالحضن الأسري السابق لم يعد موجوداً وهو الذي كان يسهم في تلقين الأبناء أساليب التربية الجادة التي تبني ولا تهدم وتعزز ولا تقوّض
تعليق
هناك العديد من أستاذات علم الاجتماع و أساتذته, وقفوا على هذه المسألة , وهم يبشرون من خلال دراساتهم الاجتماعية بعودة الحضن الأسري الممتد بثوب عصري و يتناسب مع معطيات و آدوات وقتنا الحاضر. من هؤلاء, د. علياء شكري, د. سناء الخولى, د. آمال عبدالحميد. وهناك أساتذة اجتماع غربيين يشيرون الى ذلك أيضا. ولعلى بمداخلات لاحقة أدرج بعضا من أقوالهم.
أشير إلى ذلك حتى لا نيأس من فقدان محاضننا الأسرية الكبرى. و نستعد و نعد المجتمع لإستقبال هذه المواليد الاجتماعية الجديدة.
2
خالد القميزي
2007-10-28 15:31:13بداية اشكرك على مقالك الرائع والذي يلمس موضوعا اساسيا في الحياة العامة
لكنني اتساءل اين دور المؤسسات ذات العلاقة في النظر الى هذه القضية بعين الاعتبار
انني ارى ان الارشاد الاجتماعي في غالب الاحوال قائم على اجتهادات فردية وان صدرت عن بعض المؤسسات لكن حتى هذه البرامج تفتقر الي المنهجية الشرعية اوالعلمية او كلاهما والذي اتمناه ان تكون لدينا برامج متكاملة فيما يتعلق بالثقافة الاسرية على مختلف المراحل الاسرية واقصد هنا ماقبل الزواج - وبعد الزواج بدون الاولاد - وبالاولاد في مراحل ماقبل الدراسة والدراسة - ومرحلة الاسرة باطفال مراهقين - الى مرحلة مابعد زواج الابناء وتقدم برامج ارشادية وتطويرية و تعزيزية
رزق الله الجميع ازواجا وذرية صالحة
3
خيرات الأمير
2007-10-28 15:08:28سيدتي د/نوره السعد :
اجلالا لاختيارك هذا الموضوع وصياغتك لجمله المعبره ونظرا لأهمية الموضوع نفسه والذي أزان صياغته احساسك الصادق المتألم عما يحدث بمجتمعنا فقد وقفت بكل احترام0
ربما الموضوع لم يترك مجالا للتعليق وقد رأيت انه مجرد التصفيق لك تقديرا أو كلمة شكرا أعتبره تعليق على الموضوع ياسيدتي0
عموما مانراه يحدث بالأفراد والذي بدوري يؤثر على الأسره ثم لايلبث باعطاء الطابع العام لمجتمعنا يحتاج الى جهد لايقتصر على جهود حكومتنا فحسب وانما لو تسمحي لي سيدتي بأن نتصفح حياة الفرد منا منذ الولادة حتى سن البلوغ فسنجد وكما تعرفين مأساة بمعناها 000 فهو المتأثر بما حوله بالصغر والمغلوب على أمره بالكبر 0 ولا أستبعد بأنك أدركنه ألمعنى الذي رميت أنا اليه0
وبالنسبة لتلك الفئة ممن يحملون أفكارا مقصوره أرى أنا أنهم هم من يحتاجوا الى
دورات في الفكر والتنوير الحقيقي لأنهم بدون ذلك يهدموا ما تبني حكومتنا او افرادنا0 وبعد ذلك دورات للأفراد0
وبالأخير أقف أيظا اجلالا لاختيارك هذا الموضوع وقبل ذلك لاسلوبك المليء بالتعبير الهادف البناء 00 تحياتي لمثلك0
4
ابو حزام
2007-10-28 15:07:15((فالحضن الأسري السابق لم يعد موجوداً وهو الذي كان يسهم في تلقين الأبناء أساليب التربية الجادة))
نعم ففي السابق كانت الاسره ليست فقط مكونه من اب وام بل الجد والعم والخال وكان في اجتماعهم ايضا يناقشون حال الابناء من مرض او سلوك غير مستقيم واعطاء الحلول لتلك المشكله سواء بالعقاب او النصح وكان ذلك المجلس الاسري ايضا يحل خلافات الازواج عن طريق ابداء النصح او اللوم للزوج وكذلك الزوجه فكانت المشاكل محدوده والالتحام الاسري موجود ولكنه للاسف اختفي او اصبح شبه مختفي
((انتشرت مؤخراً المراكز الاستشارية الأسرية بعضها مجاني وبعضها برسوم مالية وهذا جيد ولكنه ليس الحل الجذري لمشكلات الأبناء))
لو اقامت كل عائله تتكون من عدد من الابناء المتزوجين باقامة مجلس لهم دائم يتناقشون فيه عن اوضاع مشاكل ابنائهم بكل شفافيه لحددنا حتى من مشاكل الطلاق التي تنهك ليست الاسرة فقط بل حتى الدوله
تلك المجالس لاشك ستزيد حتى من حدة التنافس بين مجالس الاسر ان انشات من خلال حلول المشاكل لاننا دائما كمجتمع قبلي نحب التقليد الذي يدعوا الى الخير والسمعة الطيبه
وما هو راي دكتورتنا الفاضله بتلك الفكره
5
اريج
2007-10-28 13:50:16اضحكتني كثيرا"جملة الشموع والقلوب..ثقافة اجيالنا اليوم ثقافه ضحله..لايعرفون الا الورده التي مان تقطف وتذبل وشمعه تحترق الى ان تخمد ضؤها من نفسها بعد ان ذابت..
الابن اليوم يجلس مع اصحابه ورفاقه وتذهب حياته تسليه اكثر من كونها ايمان وعباده وطهاره وحفظ للقران..واذا فعل ذلك كله تنسك واصبح متزمت..بدون فهم للسيره الجليه للصحابه والبعد عن المنهج العمري الذي اذا ضرب ابرح واذا تكلم اسمع..يجهل ابنائنا سيرة الائمه الاربعه ويجهلون علم ابن هبيره وورعه وحياة ابن تيميه جهل كامل با السيره والعقيده وحياة النبي صلى الله عليه وسلم الاسريه
في بيت النبوه..
فتياتنا لايعلمن ماهي الحياة التي عاشتها السيده عائشه ام المؤمنين وحبها الكبير للنبي..ولزوجاته وحياة الزهراء مع الخليفه علي بن ابي طالب رضي الله عنه..الحلول وبأاختصار يا دكتوره لن يصلح المجتمع الا بما صلح عليه صحابة الرسول الكريم واتباعه..1)لابد من اعادة الطريقه التي يقراء بها القران وتعليمه بدل ان يحفظ طالب الابتائي جزئين من القران فليحفظ ثلاث صور قصيره تدبرا"ومعنى وفهما"وعمقا"لقد لبث عمر بن الخطاب سبع سنين يحفظ صورة البقره ويفهم معناها القران ليس لتزيين الجدران والذهب والنقوش انما لتنذر من كان حيا"وليس كما تفعل المناهج اليوم احفظ واقراء
2)اعادة ترسيخ بيت النبوه والسيره العطره بقراءت متخصصه مسليه قصصيه عن حياة بيت النبوه وما فيه من حب وغرام وروح وايثار وتضحيه
3)بناء الشخصيه عن طريق ما ذكرت من مؤسسات ولكن ليس بشموع وورد وطاوله واضاءه حمراء وقميص نوم للزواج مفهوم اسمى واعمق مما يفهمننه بنات اليوم فلابد ان تؤهل الام ابنتها للزواج وواجباته وحقوقه وحقوق اهل الزوج..والواجبات الاجتماعيه التي تؤديها الامهات ولايكون للبنات خبره عنها..مثل صلة الرحم وحقوق الجار والصدقه والعطاء وكسب احترام ومودة اهل الزوج واقاربه وليس الدخول معهم في معارك ومنافسات اجتماعيه وتسريحات ومكياج..الخ
المسلم حياه وله دور ومعطاء وليس نواما"للنهار وسهران الليل..يغني يا ليل يا عين..ودمت بحب وبود وبتوفيق دائم محبتك
6
د. يوسف محمد السعيد
2007-10-28 12:29:42إقتباس
انتشرت مؤخراً المراكز الاستشارية الأسرية بعضها مجاني وبعضها برسوم مالية وهذا جيد ولكنه ليس الحل الجذري لمشكلات الأبناء التي تؤدي إلى تحويلهم إلى عناصر غير منتجة إن لم تكن مدمرة للمجتمع!! ولهذا لابد من استراتيجية حكومية تغطي هذا الجانب التربوي المهم فكما نغرس في التلاميذ حب الوطن والولاء للعقيدة ينبغي أن نسهم في تجذير المفهوم التربوي والتشريعي لحقوق كل من الرجل والمرأة تحت سقف الأسرة وتربية الأبناء..
تعليق
بجانب ما تدوعو له الكاتبة الفاضلة, أعتقد أنه من خلال مداخلاتي السابقة, يتوجب علينا الإعداد لعودة الأسر الممتدة بثوبها العصري, و أن نضع لها الخطوط العامة التي تتناسب مع عصرنا الحاضر. خاصة وأن هذا مطلب شرعي قوي و أساسه جميع الآيات والنصوص الشرعية التي وردت فيها المفردات التالية
ذوى القربى, نسبا وصهرا, بالوالدين, شيخا كبيرا, يتامى, ذرية..الخ
7
د. يوسف محمد السعيد
2007-10-28 12:24:50من كلمة للأستاذ الشيخ محمد قطب في ندوة
"دعم الفكر الإسلامي لمواجهة الغزو الفكري"
اقتطف الفقرات التالية لعلاقتها بعودة البناء العائلي الممتد:
"لقد اجتهد الكتاب المسلمون و بذلوا جهدهم لتوضيح بعض المفاهيم الإسلامية. ولكنا لا نستطيع أن نزعم أن كل ميدان البحث في الإسلام قد غُطِّي, حتى الآن موضوعات ما تزال بكرا تماما لم يكتب فيها شيء على الإطلاق وهناك موضوعات كتب فيها القليل تحتاج إلى كثير جدا من التوضيح والتحديد والتفصيل هذه الموضوعات ينبغي أن نبذل جهدنا فيها. اضرب أمثلة, ولقد أجور بعض الشيء على ندوة سابقة, أو اكرر بعض ما قيل فيها لا بأس, لأن الموضوعات متداخلة.
أننا حين نتحدث في الاجتماع لا نجد كتبا إسلامية تحدثنا عن الاجتماع فننقل آراء مفكري أوربا, إما أن ننقلها بأسماء أصحابها أو ما هو أسوأ من ذلك أن نقوم بترجمتها ثم نضع أسمائنا عليها. وأنا اضرب مثلا في علم الاجتماع بالذات, إن الذي يُدَرَّسْ والذي يُنشر على طالب العلم في معظم بلاد العالم الإسلامي هي نظريات "دوركايم" اليهودي ونحن نقدمها إما باسم دوركايم ونمتدحها, أو يحدث أحيانا أن يجئ مؤلف ينقل آراء دوركايم وينسبها إلى نفسه. وهو في نظري أسوأ؟ لأنه يقدم باسم إسلامي هذا الفكر المضاد للإسلام.
ينبغي أن تكون لدينا نظرية اجتماعية إسلامية, وليس هذا بالأمر العسير إذا توفرنا عليه. إن ابن خلدون وهو سابق لنا عدة قرون كان هو أول من وضع فلسفة للتاريخ, ومبادئ لعلم الاجتماع و كثير من مفكري الغرب يعودون إلى ابن خلدون, إما ذاكرين فضله أو مستولين على أفكاره و ناسبين هذه الأفكار إلى أنفسهم , نحن اليوم أولى أن نقدم نظرية اجتماعية إسلامية متكاملة."
المرجع
من قضايا الفكر الإسلامي المعاصر, أبحاث و وقائع اللقاء الثاني للندوة العالمية للشباب الإسلامي, المنعقد في الرياض, 23/11/1393ه - 3/12/1393ه, صفحة 194.
8
د. يوسف محمد السعيد
2007-10-28 12:22:05"بعض أشكال الأسرة الممتدة في الحضر
محدداتها ف و مصاحباتها الاجتماعية
دراسة ميدانية على بعض الأسر المصرية"
رسالة ماجستير من إعداد
آمال عبدالحميد محمد – جامعة عين شمس
1986م
تقول الباحثة في الفصل الحادي عشر عند مناقشتها لنتائج تلك الرسالة ما نصه:
" انطلقت هذه الدراسة من نقد الاتجاه التطوري و الاتجاه البنائي الوظيفي في تناولها قضية تغير الأسرة, حيث تناول الاتجاه الأول قضية مؤداها أن الأسرة تتطور من أشكالها الكبيرة الممتدة إلى أشكال أصغر فأصغر, حتى تصل إلى الأسرة النووية, وتعتبر الأخيرة ذروة التطور. و أكد الاتجاه الثاني على تقلص الأسرة وتحولها من ممتدة إلى نووية, فضلا عن تقلص وظائف الأسرة. وقد واجهت هذه القضايا كثيرا من الانتقادات منها:
أنها ظهرت في ظروف مغايرة, و أصبحت موضع شك حتى في المجتمعات التي ظهرت فيها. كما ظهرت شواهد ميدانية تناقض تلك الافتراضات النظرية, لذا يكون من الخطاء تعميم هذه الافتراضات على كافة المجتمعات خاصة في الظروف التي تشهدها الدول النامية التي لها سمات تميزها, مما يجعل التغير غير متسق أو مختل, وبالتالي لا يكون تغير الأسرة في بنائها, و وظائفها و فقاً لما يحدث في المجتمعات المتقدمة. و من هنا جاءت مشكلة دراستنا, أنه بالرغم مما تؤكده بعض النظريات من تغير الأسرة و تحولها من ممتدة إلى نووية إلا أن الشواهد أوضحت أنه مازالت توجد بعض أشكال الأسرة الممتدة في المجتمع المصري بل و في قلب القاهرة.
و نظرا لأن المجتمع المصري يشهد تغيرات و تطورات اقتصادية و اجتماعية فمن المتوقع أن تنعكس – بلا شك – على الأسرة, إذ أن الأسرة بناء مرن يتأثر بالتغيرات, فإنه يتخذ الشكل الذي يتلاءم و تلك التغيرات و بالتالي تكون الأسرة الممتدة قائمة جنبا إلى جنب مع الأنماط الأسرية الأخرى, و أن هذا النمط يتخذ شكلا متميزا في تنظيمه الداخلي و العلاقات بين أفراده." إنتهى.
9
د. يوسف محمد السعيد
2007-10-28 12:20:43من صفحة مقدمة الطبعة الثانية
" و الملاحظة التي تلفت النظر حقا أن أغلب الذين تصدوا لدراسة الأسرة في بحوثهم للماجستير و الدكتوراه قد هجروا ميدان علم الاجتماع العائلي عقب حصولهم على اللقب العلمي. فلم تكن الأسرة بالنسبة لهم سوى مجال لإجراء الدراسة الإمبيريقية, دون أن يلتزم الباحث في حياته الأكاديمية بعد ذلك بمتابعة البحث في هذا الميدان الهام من ميادين علم الاجتماع المعاصر."
10
د. يوسف محمد السعيد
2007-10-28 12:19:47من كتاب بعنوان
الاتجاهات المعاصرة في دراسة الأسرة
د. علياء شكري
أستاذ علم الاجتماع - كلية البنات - جامعة عين شمس 1999م
@ في خضم حديثها عن "العائلة الممتدة" تقول الدكتورة علياء في صفحة 197
"و لو انه ليس من المستبعد تماما أنها (العائلة الممتدة) ربما تعاود الظهور من جديد في يوم ما, فيما بعد تلقائيا إذا ما تغيرت الظروف الموضوعية"
@ في صفحة 199تقول د. عليا في خضم حديثها عن تحول و تفتت الأسرة الكبيرة إلى اسر صغيرة و العكس ما نصه
"نجد أن المؤرخين يستطيعون في بعض الأحيان التدليل على تحول الأسرة الكبيرة إلى أسر صغيرة و التدليل في أحيانا أخرى على التطور العكسي, و أعنى التكون التلقائي لأسرة ممتدة جديدة"
@ في صفحة 198 تقول المؤلفة: " يحتمل في حالات معينة أن يحدث تطور مضاد لفكرة التقلص, و أعني أنه يرتفع مستوى الأسرة الاجتماعي و تتحول إلى أسرة ممتدة على نحو ما أوضح رينيه كونيج R. Konig في مقاله الهام ((مشكلات قديمة و نظريات جديدة في علم الاجتماع العائلي)) مجلة كولونيا لعلم الاجتماع و علم النفس الاجتماعي 1966م. معنى هذا من الناحية البنائية أن التطور الذي حدث مضاد تماما لحركة التقلص, التي يعبر عنها قانون دوركايم".
11
د. يوسف محمد السعيد
2007-10-28 12:17:15إقتباس
ومن الواقع أيضاً نجد أن الروابط العائلية المتماسكة وشبكة العلاقات القرابية التي كانت في السابق هي المناخ الدافئ الذي يتم من خلاله صياغة شخصية الأبناء ورعايتهم وتوفير التربية الجادة لهم وفي الوقت نفسه توفر لهم المصدر الأساس للحب شبه مفقودة.
تعليق
في مداخلات متتالية أنقل لسعادتك تباشير عودة تلك العلاقات القرابية الحميمة من عالمات وأستاذت علم الإجتماع العائلي.
من كتاب
"الأسرة والحياة العائلية/ د. سناء الخولي"
دار النهضة العربية للطباعة والنشر
1404 ه – 1984م صفحة 340 – 341, اقتطف الفقرات التالية:
فصل بعنوان
الأسرة الممتدة والروابط القرابية:
" من المحتمل أن تعود الأسرة الممتدة إلى الظهور مرة أخرى في المستقبل, كما انه من المحتمل أن تشارك مجموعة من الوحدات الأسرية نفس المسكن كما كان يحدث في الماضي, وقد لا يسكنون معا في نفس المسكن ولكنهم سوف يحتفظون بعلاقاتهم القرابية من حيث تبادل الزيارات والمساعدات المادية والمعنوية.
وعلى الرغم من أن الاتجاه العام قد يكون نحو الأسرة النواة المنعزلة فإن الأسرة الممتدة المعدلة Modified Extended Family سوف توجد في المستقبل مع ذلك , دون أن يتطلب وجودها قربا مكانيا بالضرورة, أو اشتراكا مهينا, أو محاباة الأسرة النواة المنعزلة, فمن المحتمل أن تقدم لها مساعدات هامة.
وتقول ما رجريت ميد Mead إن الأسرة النواة شكل ملائم للأسرة بغرض التغير, ولكنها لن تستمر في هذا الوضع إلى ما لا نهاية. لأن أسرة اليوم تدفع كل فرد إلى خارج المنزل ما عدا النساء اللائي يقمن بتنظيف المنزل أو تربية الأطفال, و لذلك فإن أسرة الغد سوف تحتاج إلى أفراد أكثر, لتربية الطفل وللمعاونة عندما يمرض الطفل أو تمرض الأم. إن وجود كثرة من الأطفال ربما يكون مفيدا للعب المشترك لأن إرسالهم إلى دور الحضانة سوف يتطلب مبالغ طائلة.
وهذا لن يحدث بسرعة أو في الحال لأنه يعني بناء مساكن جديدة. واستعدادات ضخمة ما زالت غير متاحة في الوقت الراهن ولكنها سوف تحدث بالتدرج."
انتهي النقل.