ان ظاهرة فوبيا الشراء ظاهرة عالمية لا تقتصر على منطقة عن أخرى ويعتقد البعض أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بفوبيا ـ الشراء وقد يرجع ذلك لغريزة الجمال وتجميل البيئة المحيطة بها كوسيلة لاجتذاب من حولها.. أما صديقتي "وفاء" فإنها دائماً تكذب على زوجها وإخفاء ما تشتريه والادعاء بأن أسعارها رخيصة جداً فهي دائماً دون سابق إنذار تمد يدها وتشتري وتدفع . وتقول .. : وقبل أن أعود إلى البيت علامات الندم والضيق تظهر على وجهي ولكنني في كثير من الأحيان وحينما أكون زعلانة من زوجي أشتري أي شيء تقع عليه عيني أشياء للمنزل وتمر بي أزمات ومشاجرات مع زوجي وارتباكات مالية لا حصر لها اكتفي بإشباع رغبتي في شراء من دخلي الخاص ومع ذلك لا أسلم من لوم زوجي ويلقي على محاضرة في فن الاقتصاد. وأقنع زوجي بأنني أدلع نفسي بهذه الطريقة. واليوم وقعت ضحية التكنولوجيا والفيزا كارت حيث أنني أشاهد على شاشة الانترنت وعادة ما يكون السعر مناسبا ومغرياً وأشتري.. ولكن لا أدرك حجم الكارثة التي أنا وقعت فيها الا بعد أن اكتشفت إفلاسي وأخذت أفكر كيف أقضي على حب الشراء بهذه الطريقة غير الحضارية ولما استعرضت جميع مشترياتي وجدت أنها غير مفيدة وليس لها لازم في حياتي اليومية سوى ألبسها مرة واحدة وبعد ذلك توضع في دولاب الملابس الذي يضيق من كل نوع من الاكسسوار والأحذية وحين الإفلاس قررت أن أستمتع بمتابعة المعروضات على شاشة الانترنت ولكني أصبحت أكثر حرصا من قبل فإن عندي ما سوف يكفيني عشرين سنة مقبلة إن شاء الله إن أعطاني عمراً..
وإذا استعرضنا قصة "وفاء" نجد أنها تحب الشراء وهي عملية تعويضية تمنح المستهلك الإحساس بالقوة ومتعة الاقتناء لكن المشكلة أن هذا الإحساس سرعان ما يتبخر بمجرد الوصول للمنزل وهذا ليس عند "وفاء" فقط بل الكثير من رجال ونساء عندهم هذه الحالة..
التعليقات