الدفاع عن قضايا المرأة عالمياً ومن خلال المؤتمرات واللقاءات المستمرة ومظلة مكاتب الأمم المتحدة ودعم وجاهة بعض النساء في عالمنا العربي.. لا بد أن يكون حقيقياً وليس إعلامياً أو انتقائياً يختار شريحة مذهبية وعقيدية دون اخرى، أو طبقة من النساء ندافع عن ما يقال إنها حقوق!! وتغيب نساء مسحوقات من الجهل والمرض وسوق النخاسة في معظم بقاع العالم ومكاتب الأمم المتحدة لا تذكرهن أبداً!!

وما جاء في اللقاء المنشور مع الكاتبة الصينية الأصل المتبناة من عائلة انجليزية نينا فريث في صحيفة (الرياض) في عددها المنشور في 9شوال الحالي، هذه الكاتبة ألفت قصصاً من واقع حياة النساء في القرى الصينية حيث النساء لا قيمة لهن اطلاقاً ويطلق عليهن مسمى (أعواد الطعام) كناية عن سهولة كسرهن كما تقول!!.

أيضاً الفت كتاب (عين من الزمرد) وكتاب (نساء الصين الطيبات) وهو عرض مؤلم لأوضاع المرأة الصينية وذلك لأن هذه الأوضاع السارية المفعول إلى الآن ولم تتبدل تأتي من فلسفة صينية قديمة لا ينظر الرجال من خلالها إلى النساء إلاّ على أنهن سبب ولادة الأطفال وعليهن تحمل العبء وحدهن.. وتزامن مع هذه الفلسفة نظام ضريبي منذ عام 2000للميلاد ينص على انه عند ولادة كل طفل ذكر تصرف للعائلة (مكافأة) عبارة عن (قطعة أرض من الدولة)!! بينما الاناث ليس لهن أي شيء وبهذا يعتبر الذكر ليس عاملاً ومنتجاً فحسب بل أيضاً سبب في زيادة ثراء الأسرة.

كما أن هناك من معاناة النساء في التبت ما يتطلب فريقاً من المدافعات عن حقوق المرأة بدلاً من جولاتهن في القرى المسلمة في عالمنا كي يمنعن إنجاب النساء المتزوجات شرعاً!! أن يذهبن إلى التبت ليمنعن ما يحدث هناك فالمرأة تتزوج (عائلة بأكملها)!! وقد يكون الازواج أشقاء أو أبناء عم لا يهم!! بل قد يتناوبون على المبيت معها أحياناً في ليلة واحدة!! ولا يختلفون أبداً - كما تقول الكاتبة الصينية - والأمر لديهم عادي جداً!! وإن كانت حاملاً بطفل فليس مهماً من هو أبوه بالنسبة اليهم هو (طفل العائلة) اما بالنسبة للمرأة فالأمر بالطبع لا يحتمل جسدياً فهي طيلة عمرها اما حامل أو مرضع!! وهي أول شخص ينهض للعمل قبل الجميع وآخر من ينام وهي هنا محظية العائلة من الذكور!!

فأين المدافعات عن حقوق المرأة عن هذا الامتهان لهؤلاء النساء؟! أم لأنهن غير مسلمات؟! وبالتالي الدفاع هو عن النساء اللاتي ظلمهن الإسلام؟!

في اللقاء مع هذه الكاتبة العديد من المعاناة التي تسحق النساء في الصين كاعتداء الآباء على بناتهم جنسياً!! وتذكر الكاتبة أن أم احدى هؤلاء الفتيات حاولت قتلها بدس السم في شرابها لأنها غيرت عقلية ابنتها كي ترفض اعتداء والدها الجنسي!!

أما عن صفة (أعواد الطعام) فهو وصف يستخدم للبنات في شمال الصين كناية عن هشاشتهن وانكسارهن السريع، أما الولد فيطلق عليه (عماد البيت) أي القطع الضخمة التي تسند البيت وتصنع السقف.. وأن بعض النساء هناك ينتحرن إذا لم ينجبن الذكر!!..

.. معاناة النساء في معظم المجتمعات لم تنته ولن تنته لأن الدفاع عنهن (انتقائي) و(إعلامي) وليس عملياً!!

فمعظم ما ينشر عن نسب تنموية أو إنجازات للنساء في الواقع العملي على مستوى حقوق وواجبات النساء في الأسرة وفي المجتمع بكافة مؤسساته هو نسبي وأحياناً يرتبط بوجاهة (بعض النساء)!! أكثر منه (قاسماً مشتركاً حقيقياً لجميع اللاتي يعانين)!!.

وخير مثال في مجتمعنا هو جولة قصيرة على بعض الشركات أو المحلات التجارية التي تشرف عليها نساء ستجد العجب العجاب في التعامل وفي إيفاء الحقوق!! الا القلة النادرة ممن تخشى الله!!.