كلمة (حوار) لها دلالات سحرية، ولكنها في المفهوم السياسي تفرض النتائج بالقوة، رغم أن الحروب الكبرى ورسم الحدود الأرضية والبحرية، والاتفاقات الدولية المختلفة والتي نظمت الحياة العامة، ووثقت القوانين، أقيمت على الحوار..
الآن اتسع هذا المفهوم إلى طروحات جديدة، أي أن العالم يحتاج إلى حوار الحضارات والأديان، وكل ما يتعلق بخلافات تؤدي إلى الحروب أو ما هو في عُرفها، ومن هذه الضرورات بدأ الغرب في صراعه مع الإسلام يذهب إلى تحليل المحرّم والقفز على الموانع إلى الحقائق، فصار حتمياً أن تُفتح النقاشات مع طالبان، وحماس، وإيران، والمتحاربين السودانيين، مثلما جرى في السابق حسم الخلافات الكبرى مع الاتحاد السوفياتي وفيتنام، ثم أخيراً مع كوريا الشمالية، والسبب أن الحروب، حتى لو سُنت لها قوانين تلتقي مع المصالح فإنها قد تتعارض مع الأهداف والنتائج، وقد شهدنا كيف قاوم صدام حسين الحصار والحظر والضربات الانتقائية، ولم تسقط دولته إلا بالغزو العسكري، وفشلت هذه الإجراءات مع كوبا ولم تفلح مع كوريا الشمالية، ولا ليبيا، لأن هناك من يجد في هذه السياسات أبواباً مفتوحة للمكاسب، لدرجة أن تهريب السلاح للفلسطينيين يأتي من الجنود الإسرائيليين الذين تغريهم أسعار الشراء، وحتى العراق في حروبه وسنوات الحظر كانت تُهرب إليه الأدوية والأغذية والأسلحة وغيرها من الدول التي تحاصره، وهذا ما سيكون مع إيران والتي لديها آفاق أخرى في انفتاح الطرق أمامها مع الصين وروسيا والهند وغيرها وبالتالي إذا كانت الغايات تبررها الوسائل فأقرب الحلول مع تناقضات العالم وحروبه أن تجري الحوارات لكن من خلال الاعتراف بالحقوق التي تجري عليها تنازلات من كل الأطراف..
فإذا كانت طالبان في صلب المشكلة الأفغانية فمن باب أولى أن يلتقي الفرقاء حتى بواسطة دول أو منظمات تشترك في إنهاء تدفق الدماء وتدمير ما بقي مما لم تهدمه الحروب، وكذلك الأمر مع حماس التي هي ركن أساسي في القضية الفلسطينية، ويمكن تطبيق هذه الطرق مع السودان، والصومال وكوبا وغيرها، ومثلما انتهت معارك إيرلندا مع بريطانيا، يمكن الاحتكام إلى نفس النتائج مع الدول والمنظمات.
عوائق الحوارات أن النتائج تسبق بنود اللقاءات، لأن من يأتي إلى القاعات إما أن يكون قدومه بشروط تعجيزية تفرضها قوى خارجية أو إقليمية، أو انتزاع حقوق يدّعونها ويرفضها الطرف الآخر، وحتى في المنظومات الدولية شهدنا لماذا فشلت الحوارات حول اتفاقية (كيوتو) عن المناخ، وقبلها نزع الأسلحة النووية والأخرى المدمرة، لأن عامل الوسواس تغلّب على الثقة وكذلك دوافع المصالح، وإذا كانت الرغبات بدأت تأخذ اتجاهاً ضاغطاً بضرورة إحلال الحوار كبديل ناجح لغيره، وإحلال السلام والأمن بين الخصومات المنتشرة على الكرة الأرضية، بما فيها الطرق المقطوعة مع القوى السفلية للإرهاب، فإن هذه الصيغ القديمة، يمكن أن تستعاد وتصبح قانوناً لمشروع إنساني غايته تعايش الأمم والشعوب في سلام..
1
هاتي بياني
2007-10-15 00:24:59مفردة الحوار بات لها رنين وصدى جميل في الواقع العربي. وأوافقك القول أيها الكاتب العزيز أنها (في المفهوم السياسي تفرض النتائج بالقوة، رغم أن الحروب الكبرى ورسم الحدود الأرضية والبحرية، والاتفاقات الدولية المختلفة والتي نظمت الحياة العامة، ووثقت القوانين، أقيمت على الحوار..) فاين مضماين القوة في الحوارات العربية مع الاخرى.. نحن نمر بمرحلة تقديم تنازلات كبيرة ونلبسها لبوس الحوار والتحاور هي في الواقع إملاءات القوي على الضعيف الذي لا قوة ولاقدرة عنده.
2
خديجة خليل إبراهيم صديق سندي
2007-10-14 22:07:57نعم والله صدق أخي الكريم يوسف الكويليت!!!
نعم نحن بحاجة للحوار في كل أمر!!!
بداية مع أطفالك وزوجتك ومع جيرانك ومع خصومك!!!
الأخصام والأعداء لا ينفع معهم إلا الحوار والكرم والعطاء!
أما العنف والقوة والقسوة فعلى مر التاريخ لم تنفع!!!
وهي وراء كل مرض نفسي وبدني وإجتماعي وأقتصادي!!
لا حل إلا بالحوار الهادف البناء وتحقيق المصالح:
المشتركة بين من تجت يدك ومن هو خصم لك وعدو!
وأهم عنصر في الحوار هو الكرم بالمال وصفاء القلب:
والبشاشة ورحابة الصدر!!!
لا أن نفعل هذا في العلن والنهار ثم نغدر بهم في:
السر والليل!!!
والحل يكمن في سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام!!!
فهو قايد وأستاذ الحوار الرباني الإلهي!!!
وأي حوار يخالف سيرته فسبيله للدمار والخراب!!!
والشكر لله وحده جل جلآله وتقدست أسماءه وتعالت صفاته!!!
ثم للغالية الحبيبة العزيزة جريدة الرياض!!!
وتقبلوا تحياتي:
خديجة خليل إبراهيم صديق سندي
3
عاشق المسهرية.عنيزة
2007-10-14 21:35:06السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..كل عام وأنتم بخير..أتمنى أن أكون من طلابك المتميزين حيث ربما يكون أكثر قرائك الذين كانوا يملؤون صفحات التعليقات قد ألهتهم أفراح العيد عن ان يشاركوا في التعليقات..تحياتي لك ولأسرة الرياض.
4
د. سلطان التمياط
2007-10-14 17:28:49كل ما ذكر أعلاه كلام رائع وجميل و أنا اتفق معه !!!
أعتقد انه ينبغي قبل الخوض في هذا الطرح البعيد !! ان نتعلم هذا
الحوار !! كيف يكون ؟؟ وما معناه ؟ وما هي علاقة اطرافه
نحن قبل الحديث عنه يجب ان نتعلمه في الداخل في البيت في العمل في مجالسنا ايضا !!
كيف احاور الاخر ؟
الاخر هو الاخ الذي يقطن نفس المنزل
والذي يحمل افكارا مختلفه !
كيف احاوره وكيف تكون علاقتي معه عندما يشتد وطيس الحوار
زميلي الطبيب الذي يشاركني نفس المستشفى كيف يكون حوارنا
حول مناقشة خطة العلاج لمريض يعاني من مرض مستعصي
دون ان يخلق هذا الحوار اشكاليه بيننا
والأهم من ذلك دون ان يسبب الضرر لهذا المريض !!
الحوار هو مسيرة حياة كامله
يجب ان نبدأ بتعليمه للصغار في المدارس وفي المنزل
ليكن هذا هو استثمارنا في اجيال المستقبل
ولكي ينجح يجب ان يكون طرحا جديدا ومختلفا
د.سلطان التمياط
5
مريم عبد الكريم بخاري..جدة !!!
2007-10-14 15:33:04نعم كل شئ يحل بالحوار موضوع راقي من إنسان راقي شكري لك سيد يوسف وهنا أكتب ما ببالي نبذه منه لأن ما ببالي أشياء كثيرة لا تكفي لصحف فهنا فقد منفس بسيط لنا وعبر نت رياضنا لنا لقي خير ولأمور خير وبعد.
الحوار الراقي هو يؤدي لرقي مجتماعاته.وتطور في البلاد وتقدم وإزدهار.لأن الحروب فناء للحياة للإنسانية دمار لكل شئ فمن هنا يأتي التأخر.
زلكن كيف نحظى بحوارات هادفة بناءة عندما تكون بالأخذ والعطاء والتنازل لبعض وتسوية الأمور للصالح العام وليس الخاص تنازل شخص لشعب مش تنازل شعب لشخص.البعد عن الأنانية يساوي الحوار.والود ولإحترام أسياد الموقف في الإجتماعات لأجل الحوار البناء وهنا أهدي خواطري
نريد حوار للبناء للرقي للتقدم ليسود الوئام
لانريد حرب ودمار وهدم للحياة
يتم ذلك بإرتقاء أشخاص أسوياء
لا يقولوا منصب وكرسي
يقولوا شعبي كيف يحيا كيف يعيش
كيف يسود فيه العدل والرخاء
هو عبد الله مثلاً لكل حوار بناء
وإذا كان الإجتماع يؤدي لفراغ لضياع يرفضه ولا يحضر ذاك الإجتماع
لأنه لا وقت لديه لحوارات ولا تحمل له لكل خصام
لأنه يحب شعبه والخير لجميع المسلمين والمسلمات
6
علي بن أحمد الرباعي
2007-10-14 14:36:08نعم، ولكن الخطورة تكمن عند ما يكون هدف الحوار التنازل عن الحقوق وليس معرفة الخطود الحمراء والتعاطي معها بواقعية.. هل حوارات الفلسطينيين مع الإسرائليين على مدى 40 عام تبحث عن شيء غير التنازل وتصفية حقوق الفلسطينيين في فلسطين وحقوق المسلمين في القدس.. الحوارت بين الأديان والمذاهب والأفكار بمختلف أنواعها مطلوب بشدة للوصول لقواسم مشتركة وتحجيم نقاط الخلاف والبحث عن كيفية الوصول لحلول مقبولة أو التعايش مع الإخلاف.. الحوار مطلوب على كل المستويات ولكن الكارثة تأتي فن الإصرار على تغليب وجهة نظر على أخرى خصوصا إذا كانت من ذلك النوع الذي تكثر حوله وجهات النظر ويمكن جسر الإختلاف عن طريق الحوار العاقل وليس القوة المفرطة..
7
د. هشام النشواتي
2007-10-14 12:34:09مقال رائع. الانسان اذا لم يستخدم الحكمة والعقل يتحول الى ارهابي قذر وخاصة انسان المنطقة الذي يحمل افكار الماضي المميته ففي العراق الذي تحول قسم الى وحش مليشي ارهابي طائفي حاقد يقتل باسم الدين. نعم أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ اي ان الانسان قد يهبط الى ادنى من الحيوان بتوحشه لان الحيوان تحكمه الغرائز. ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ. فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.
8
ناريمان المغيري
2007-10-14 10:06:05الموضوع اليوم يتجه نحو المسالمة... اعتقد ان كاتبنا العزيز اثر فيه العيد وصفاء الانفس فاراد ان يغير لغة العالم الحربية الى حوارية.
شكرا جزيلا عى الطرح الجاد والاسلوب الهادف