لم أستطع أن أتوقف عنكم وعن هذه الزاوية التي تسكن في داخلي.. أكثر من اسبوعين.. لا أخفيكم سراً أني كنت أنوي التوقف لمدة شهر كامل على الأقل، ولكن ردودكم ورسائلكم الإنترنتية التي كانت رفيقتي في غربتي.. هي التي أثارت الحنين والشوق المستوطن في أعماقي.. وجعلتني أتوقف قليلاً لأكتب لكم عن....

الحملة الشرسة التي يتعرض لها مدير الفريق الهلالي فهد المصيبيح على صفحات الجرايد.. واليوم أطرح الموضوع عليكم لا لأزيد جراح المصيبيح بطعنة صحفية جديدة.. ولكني أرغب في الحديث عن فهد بشكل مختلف لأني أحس بالظلم الكبير الذي يتعرض له .. أعرف أن هناك أخطاء كثيرة حدثت ويتحمل فهد جزءاً منها لأنه أكثر عناصر الادارة الهلالية خبرة ودراية وأقربهم للفريق.. لكن مهما اختلفنا مع فهد المصيبيح أو انتقدناه.. فإننا نبقى نحترمه لأنه انسان يستحق الاحترام ليس بسبب تاريخه المشرف مع النادي والمنتخب بل لأنه رجل صاحب فكر ومبدأ.. وقد عاشرت فهد كلاعب وكإداري ولم أجد انساناً أكثر منه تواضعاً وإخلاصاً.

أتذكر العديد من المواقف الرائعة لفهد المصيبيح ولكن هناك موقف راسخ في ذاكرتي.. حدث ذلك قبل أكثر من عشر سنوات عندما كان الفريق الأول بنادي الهلال يقيم معسكراً إعدادياً في المانيا.. وقد استدعانا مدرب الفريق (جويل سنتانا) أنا وزميلي محمد التمياط مع أننا مازلنا في درجة الناشئين.. وبعد أن أمضينا عدة أيام في المعسكر هرب مسؤول الملابس الهندي.. فأصبحنا بدون مسؤول ملابس.. ومما زاد المسألة سوءاً أن أجور غسيل الملابس كانت مرتفعة في الفندق الذي كنا نقيم فيه.. مما اضطر عبدالله الجربوع اداري الفريق في ذلك الوقت لشراء (غسالة ملابس وكرتون صابون) لكي يقوم العامل الهندي بغسيل ملابس التمارين والمباريات.. لكن العام (انحاش) ولا يوجد من يقوم بهذه المهمة غيره.. تصوروا أن كابتن الفريق فهد المصيبيح وإداري الفريق عبدالله الجربوع هما من قاما بمهمة غسيل الملابس.. هذا التصرف وغيره من التصرفات المثالية غير المتصنعة جعلتنا نحس بالخجل من أنفسنا ونحس أن فهد المصيبيح انسان مختلف بمعنى الكلمة.

فهد المصيبيح شخص مثالي.. ولكنه لا يستطيع أن يجعل الجميع مثله.. لذلك أصبحت المشاكل تتوالى عليه، لأن كرة القدم عندنا أبعد ما تكون عن المثالية والمنطق.. مما جعل فهد في وضع لا يحسد عليه الآن.. فهو لن يرضى بالواقع المعتمد على العشوائية والبعيد عن التنظيم والاحتراف الحقيقي.. كما انه غير قادر على تغيير هذا الوضع.. بل ان محاولاته لتغيير الوضع جعلت منه مصدراً لسخرية وتندر بعض اللاعبين والإعلاميين.

إذا ما أردنا أن نخرج من دوامة قلة الانضباط فإننا بكل بساطة بحاجة لفهد المصيبيح وأمثاله.. علينا نصل لمرحلة الاحتراف الحقيقي المبني على الالتزام الكامل من قبل اللاعبين.. الذين مع الأسف ما زالوا إلى الآن وبعد مرور سنوات على تطبيق الاحتراف يفكرون بعقلية الهواة.

همسة شكر:

من كل قلبي أشكر كل من سأل عني.. خصوصاً زملائي الطلاب السعوديين في أمريكا، كما أشكر أعضاء القنصلية السعودية في لوس انجلوس على كل التسهيلات التي قدموها لي وعلى رأسهم القنصل المفوض الدكتور سامي البراهيم.. الذي تعامل معي كأخ أكبر.. فشكراً له ولكل المخلصين (فقط المخلصين) الذين يعملون في سفاراتنا وقنصلياتنا وممثليات السعودية في الخارج من أجل راحة ومصلحة اخوانهم المواطنين.