كثيراً ما يتردد في ذهني طرح السؤال التالي: من المسئول عن الثقافة..؟؟ وهل الثقافة رسالة وظيفية يمكن أن تسند إلى جهاز بعينه بحيث يتولى مهام بناء الرصيد الثقافي لبناء المجتمع، ووضع معايير معينة لتقيس درجة الثقافة بين الأفراد؟! ربما كان هناك بالتأكيد ـ من هم أمثالي يطرحون هذا السؤال لكني في النهاية لا أجد مبرراً لقيام جهاز بذاته ليتولى هذه المهمة لأن الثقافة الجماهيرية ليست أداءً وظيفياً أو واجباً قد يحمله الموظف معه في الصباح ويتركه عند مغادرة مكتبه وإلا أصبحت الثقافة كاحتياجاتنا المادية الأخرى عندما تصبح مادة استهلاكية نتعامل معها من خلال الفواتير الشهرية أو الأرصدة البنكية. إن الثقافة عندما نطابقها من خلال الوعي الحضاري. والفكري لا تلبث أن تكون رسالة فردية تتأتى للفرد من خلال الإحساس والحاجة وكذا القدرة على العطاء والتفاعل مع الحياة العامة. ذلك لأن احتياجنا لها لا تتحكم فيه درجة التعليم ولو قلنا أن حملة الشهادات العليا هم وحدهم المثقفون وأن نسبة الثقافة قد تقاس بدرجة الشهادة. وهذا منظور ضيف قد ينزلق فيه الكثيرون ممن يتمنون أن يكونوا في عدد المثقفين دون أن يدركوا أن الثقافة ليست كذلك.. ولن تكون دائماً هي بقدر ما يحصل عليه المرء من العلوم والمعارف والخبرات دون أن ترتبط بمنهج تعليمي أو برنامج دراسي منتظم.. وهذا الخلل أخالني قد أشعر بوجوده وقد تسرب إلى صفوف الكثيرين من شبابنا وفتياتنا قياساً إلى تلك الحالة الوهمية التي يشعرون بها وهم يتحدثون عن قضية ما سواء ثقافية أو غيرها. أو عزوفهم عن ارتياد المكتبات.