رغم أهمية عملية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس التعليم العام إلا أنه كي تنجح مع جميع الشرائح فلابد من توفر الشروط التعليمية والتربوية والمجتمعية الخاصة بكل إعاقة.. ومن إيجابيات دمج الصم عدم عزلتهم في عوالم خاصة بهم.. ولكن سلبياته عديدة وفق من عاش هذه التجربة سواء على مستوى العاملين في هذه المدارس او من المعوقات سمعياً أنفسهن..

ولقد شرح الأستاذ عبدالرحمن التويجري عدداً من النقاط المهمة حول دمج الأصم منها عدم مراعاة أن تكون هناك هيئة ادارية متخصصة تتمكن من التواصل معهم بكفاءة كما كان متبعا في معاهد الأمل التي تخرج منها العديدون.. وبما أن الدمج جزئيا أي فصل واحد في مدارس تعليم عام مما أفقدهم التميز - كما يقول - فالطلاب العاديون قد يحصدون الجوائز والتفوق.

كما أن هناك العديد من الملاحظات حول هذا الدمج الجزئي وما يواكبه من اجراءات من قبل الطالبة هند الشويعر التي ترى أنها ليست ضد الدمج ولكن ترفض تطبيقه بهذه الطريقة وهي من الشريحة نفسها.. وترى أنه لابد من أن يترك قرار الإختيار بين الالتحاق بمدارس الدمج أو بمعاهد الأمل للصم وضعاف السمع لا أن يتم إجبارهم بهذه الطريقة وفي ظل عدم توفير الخدمات اللازمة ومن أولوياتها استخدام لغة الإشارة السعودية في مخالفة واضحة لما جاء في قرارات الأمم المتحدة والاتحاد العالمي للصم - حسب قولها - والتي تنص على أهمية استخدام لغة الإشارة المحلية في تعليم الصم وضعاف السمع وزارعي القوقعة.

وتوضع أن ما يحدث الآن في عمليات الدمج هو إجبار الصم وضعاف السمع وزارعي القوقعة على تلقي التعليم باستخدام قراءة الشفاه فالمعلمون والمعلمات غير مدربين وغير متمكنين من لغة الإشارة السعودية فكيف سيتمكنون من إيصال المعلومات للصم وسواهم.

وتذكر أن هناك بعض فصول الدمج جميع طالباتها راسبات وأنها عندما قابلت الموجهة وناقشتها حول هذه المشكلة وجدت أنها لا ترفض هذه النتائج التي جاءت بسبب قلة وعدم كفاءة المعلمات في لغة الإشارة السعودية واستخدام طريقة ثنائية اللغة ثنائية الثقافة والتي تعتمد على لغة الاشارة السعودية المتعارف عليها في مجتمع الصم واللغة العربية قراءة وكتابة. بل ترى أن الدمج (ممتاز)!! ..

ووجهة نظر هند الشويعر ومعها عدد من المعلمات حسب رسالة وصلتني منهن أن المشكلة تكمن في أن الموجهة لا تجيد لغة الإشارة السعودية وتطبق ما سبق أن تعلمته في الجامعة.. وترى أن معظم مؤلفي المقررات التي تدرس للصم من غير المتخصصين في مجال الصم وإنما من تخصصات أخرى مثل علم النفس وهناك معلومات غير دقيقة عن مجتمع الصم ومن يلتحق بسلك تعليم الصم يجد الفرق الكبير بين ما تعلمه في الجامعة، وماهو على أرض الواقع!! وتطالب بأهمية تحديث البرامج التي تدرّس في الجامعات لتعليم الصم وفق المستجدات العالمية في تعليم الصم.

@@ في حوار مع الدكتور ابراهيم الزامل مدير الجمعية السعودية للإعاقة السمعية نشر في الرياض في 1428/7/23ه أوضح ان هناك اكثر من 250الف حالة إعاقة سمعية وأوضح ان اغلبية من لديهم صم يخرجون ولديهم بكم،وذكر ان استراتيجية الجمعية تتمثل في تحقيق السبل لتطوير الصم وهي إبراز الأصم كعضو فاعل في المجتمع يعتمد على نفسه ومحاولة دمجه في المجتمع السامع وإظهار احتياجات الصم والرقى بمستوى التعليم لديه ذلك ان مستوى التعليم لدى الأصم ضعيف وأكثرية الصم يتعلمون حتى المرحلة الثانوية.

ورغم أهمية هذه الاستراتيجية ولكن وبما أن الجمعية كما ذكر تعتمد على التبرعات فالسؤال الذي يندفع في ذاكرتي لماذا لا تدعم هذه الجمعية من قبل وزارة التربية والتعليم؟! لأن استراتيجية خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة تتماثل تماماً مع استراتيجية تأهيل المنتخب للأولمبياد!! التي لا تحتاج الى تبرعات ولا إلى جمعيات خيرية!!.