قام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بزيارته التاريخية المرتقبة للولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 23ابريل حتى 29ابريل 2002م.

وقد بقي العالم العربي والإسلامي بل العالم أجمع في حالة انتظار وهو يتساءل هل تنجح الزيارة التي كان هدفها مناقشة الوضع في الشرق الأوسط ورفع الظلم والاعتداء عن الشعب الفلسطيني ذلك أن زيارة سموه جاءت في ظل الظروف السائدة الناجمة عن تشدد الحكومة الإسرائيلية وغزوها لأراضي السلطة الفلسطينية والموقف الأمريكي المساند لها وكانت النتيجة أن الزيارة بحمد الله عز وجل قد نجحت وظهرت نتائجها للعالم ومن ذلك فك الحصار عن الرئيس الفلسطيني وانسحاب إسرائيل من أراضي السلطة وعدم إقدام إسرائيل على اجتياح قطاع غزة وتمسك الولايات المتحدة بضرورة قيام الدولة الفلسطينية، رغم المحاولات والمواقف الإسرائيلية والتي كان آخرها قرار حزب الليكود بعدم الموافقة على إقامة الدولة الفلسطينية وقد كان نجاح الزيارة يرجع إلى العديد من المقومات والأسباب ومنها:

  • مكانة المملكة المرموقة في العالم العربي والإسلامي بل العالم أجمع بما فيه دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وسبب هذه المكانة التي تحتلها بلادنا يعود لموقع المملكة الاستراتيجي ومساحتها ومقدساتها وثرواتها وشعبها الطيب المسالم وحكومتها المتزنة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.

  • العلاقة التاريخية الاستراتيجية التي تربط المملكة بالولايات المتحدة منذ ما يزيد عن ستين عاماً والتي وضع أساسها المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والرئيس الأمريكي الراحل روزفلت، والتي بنيت على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والمحافظة على السلم والأمن العالميين باعتبار أن المملكة والولايات المتحدة من الدول الأوائل المؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة سنة 1945م.

  • شخصية سمو ولي العهد - حفظه الله - التي تحظى بتقدير واحترام داخل البلاد وخارجها بسبب الحكمة التي يتصف بها والصدق في القول والإخلاص في العمل والإيمان العميق، والإصرار على الحق والمقدرة على الإقناع، ومما يدل على ذلك أن الولايات المتحدة ممثلة في رئيسها السيد/ جورج دبليو بوش قد أعد له استقبالاً خاصاً فسموه الكريم من القادة القلائل جداً الذين يستقبلهم الرئيس الأمريكي في مزرعته الخاصة في ولاية تكساس.

  • توفر القناعة لدى سمو ولي العهد وفقه الله من توفر أسباب ودواعي نجاح الزيارة إذ لو لم يتأكد سموه من ذلك لما قام بهذه الزيارة وهو ما صرح به سموه للصحافة.

  • أسلوب الحكمة الذي أدار به سمو ولي العهد محادثاته مع الجانب الأمريكي والذي كان بعيداً عن لغة التهديد والابتزاز بدليل أن الجانب الأمريكي لم يتطرق إلى أحداث سبتمبر ووجود بعض المتهمين السعوديين فيه وذلك لتأكد الولايات المتحدة من سياسة المملكة المناهضة للإرهاب والمحبة للأمن والسلام واحترام حرية واختيار الشعوب.

  • قناعة الولايات المتحدة بأن سمو ولي العهد جاء للولايات المتحدة ليس ممثلاً لبلاده فقط بل للعالم العربي كافة بدليل أن الدول العربية قد تبنت مبادرته لإحلال السلام بين العرب وإسرائيل وهذا يعني للولايات أن نجاح الزيارة لا يخص المملكة والولايات المتحدة فقط بل يشمل العالم العربي مما يعنى تحسن وتطور العلاقات بين الولايات المتحدة والدول العربية، وهو الأمر الذي يساهم في إقرار السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ويكفل رعاية المصالح الأمريكية والعربية المشتركة.

وفق الله الملك المفدى وسمو ولي العهد الأمين ورجالهما المخلصين لما فيه خير بلادنا وأمتنا.