قام جيمي بايج عازف الجيتار في فرقة الروك البريطانية "لد زبلين" بكتابة لحن موسيقى هذه الأغنية في كوخ "تل الذهب" في ويلز، هذا الكوخ الذي كان بيت عطلات لأسرة المغني الرئيسي للفرقة "روبرت بلانت"، حيث قضى الاثنان فيه فترة طويلة بعد جولة موسيقية طويلة ومنهكة في الولايات المتحدة الأمريكية.
في هذا البيت لحن الاثنان وكتبا بعض أشهر أغاني الفرقة التي ظهرت في أكثر من ألبوم، بل إن اسم هذا الكوخ الغريب باللهجة الويلزية كان ضمن عناوين بعض أغنيات الفرقة، إلا أن أشهر ما أنجز تحت فناء هذا البيت كان رائعة "سلم إلى السماء"، والتي بدأ تسجيلها في ديسمبر 1970م، باستديوهات "الجزيرة" اللندنية، إلا أن الأغنية لم تكتمل إلا عندما أضاف "روبرت بلانت" الكلمات أثناء إحدى الجلسات التحضيرية لألبومهم الرابع، بمزرعة في هامبشاير. وفي ظهورهم الأول في إيرلندا الشمالية بقاعة ألستر في بلفاست 1971م، غنت الفرقة هذه الأغنية، وظلت الأكثر حضوراً في جولاتهم الموسيقية حتى 1980م، وبعد انفصال الفرقة استمر كل من جيمي بايج وروبرت بلانت بعزفها وغنائها في العديد من الحفلات المنفردة.
تعتبر نوتة "سلم إلى السماء" منفردةً، هي الأكثر مبيعاً في أوراق الموسيقى، حيث تبيع ما يزيد على خمسة عشر ألف نسخة سنوياً، وما زالت الأغنية تظهر على قائمة الأفضل في العديد من محطات الراديو في أمريكا وأوروبا، بل وحصلت على المركز الأول في استطلاع للرأي لجيتار العالم. منع طول الأغنية من إطلاقها في شكلها الكامل كأغنية منفردة، وعلى الرغم من ضغط تسجيلات "أطلانتس" إلا أن الفرقة رفضت تحريرها لكي يتم إطلاقها منفردة، مما جعلها أحد أشهر الأغاني في العالم التي لم تبع بشكل منفرد. فيما بعد ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية قرص ترويجي على النظام السمعي الاسترالي، ثم لاحقاً في التسعينات صدرت على هيئة كتاب برومو تذكاري بمناسبة مرور عشرين عاماً على ظهورها الأول. وفي عام 2003م ظهرت أغنية "السلم" في الترتيب الواحد والثلاثين لقائمة مجلة رولينغ ستون، لأعظم خمسمائة أغنية على مر التاريخ.
اتهمت هذه الأغنية باحتوائها على بعض الإيحاءات الشيطانية، بينما رأى فيها البعض رؤية إيمانية من زاوية مختلفة. سئل بلانت يوماً عن فكرة هذه الكلمات الرائعة التي صاغ بها القصيدة، بلانت يقول "انسابت الكلمات دون توقف، بينما كانت فكرتي فقط عن امرأة مستهترة تملك كل شيء، ثم جاءت الكلمات دفعة واحدة، ربما يكون السبب هو المخدر المغربي. أيا يكن فلو استمعت بتمعن فسوف تصلك الأغنية بلا شك، كما يرد في كلمات القصيدة".
كلمات الأغنية
ترجمة- محمد الزيد
هناك سيدةٌ موقنة بأن كل ما يلمع ذهبًا
ولذلك فهي تدأب على شراء سلم نحو السماء
وحينما تبلغ الأعلى تظن لو أن كل المَحال مقفلة
بكلمةً منها ستبلغ ما تريد.
رغم وجود عبارةٍ إرشادية على الحائط، إلا أنها تريد التأكد
فأحياناً، يكون للكلمة الواحدة معنيين
وحتى منظر طائرٍ مغرّد بجوار شجرة ريّانة قد يثير الشكوك
أحيانًا، تسيطر الشكوك على أفكارنا
رباه كم تدفعني للتساؤل.
حينما أنظر باتجاه الغرب يداهمني شعور.
تبكي له روحي للوداع
وبعيون أفكاري أبصر حلقاتٍ دخانية تتصاعد عبر الأشجار
وتتناهى إليّ أصوات أولئك المحدقين وقوفاً
رباه كم تجعلني حقاً أتساءل.
تهمس الأصوات قائلةً بأننا إن طلبنا الألحان
فسيقودنا عازف المزمار نحو الحقيقة
وسيمضي يومٌ آخر على من أطال الوقوف من المحدقين
وستردد الغابات صدى الضحكات.
لا ينتابكم الفزع إن سمعتم صوتاً من ناحية السياج
ما هو إلا الربيع يهيئ المكان لشهر أيار
صحيح أن هناك دربين يتحتم عليكم الاختيار بينهما
إلا أن طولهما يسمح لكم بتغيير وجهتكم متى شئتم
لكم يجعلني هذا أتساءل.
رأسك يضج بالألحان ولا تستطيع الفكاك منها؟
إنه عازف المزمار يريدك أن تقتفي ألحانه
سيدتي العزيزة،هل يمكنك سماع هزيز الرياح؟
وهل تعلمين أن همسها هو ما يجعل سلمك يهتز؟.
ركضنا على الدرب
ظلالنا تطاول أرواحنا
هناك تمشي سيدة كلنا نعرفها
تشرق نوراً أبيض نازعة للظهور
حيث ما يزال كل شيء يستحيل ذهباً
وأنتم - إن أرهفتم السمع - لوصلكم صوت الألحان
عندها. سيكون الكل هو الواحد. والواحد هو الكل
وسنكون أشبه بصخرةٍ عصيةٍ عن الحركة
1
عبد الله
2007-08-31 01:37:03رائع يا أستاذ طارق، لقد أسعدتموني بهذه الزاوية المبتكرة.
2
njwaabdullah
2007-08-30 18:27:00قال الله تعالى :
"وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيّنّاهَا لِلنّاظِرِينَ.
وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلّ شَيْطَانٍ رّجِيمٍ.
إِلاّ مَنِ اسْتَرَقَ السّمْعَ
فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مّبِينٌ"
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.