أول مرة أسمع فيها عن "الكرات الضوئية" كان على متن الخطوط السعودية.. كانت أول رحلة في حياتي ولم يكن أمامي ما يزيل التوتر غير مجلة "أهلاً وسهلاً". وقد وجدت فيها مقالاً يتحدث عن ظاهرة نادرة يتكوم فيها الضوء بشكل كرات تسبح في الهواء. ورغم أنني لم أعد أتذكر ما جاء في المقال إلا دهشة الطفولة ما تزال في رأسي حتى اليوم.
والظاهرة - كما يشير اسمها - عبارة عن كرات ضوئية متوهجة يتراوح حجمها بين كرة السلة وحبة البرتقال. وتتشكل غالباً بعد العواصف الرعدية وتأتي بألوان مختلفة أشهرها الأبيض والبرتقالي والأزرق. وتظل طافية في الهواء من خمس ثوان إلى خمس دقائق قبل أن تنفجر (في معظم الحالات) بدوي مرعب!!
ورغم أن البعض ينكر وجودها أصلاً إلاّ أن الاعتراف بها أصبح من المسلمات العلمية هذه الأيام . فغير الشهادات الموجودة منذ عهد الاغريق تستقبل مستشفيات العالم يومياً شخصاً أو اثنين انفجرت بقربهم هذه الكرات. كما تعتقد دائرة الكهرباء في كاليفورنيا أن كرات الضوء مسؤولة عن معظم الانفجارات التي تحصل لصناديق الكهرباء أثناء العواصف الرعدية. وفي عام 1960م قدر باحث يدعى ماكينلي أن خمسة بالمائة من سكان الدول المطيرة رأوها لمرة على الأقل في حياتهم. كما يملك المعهد الروسي للأبحاث الجوية أكثر من عشرة آلاف حالة موثقة عن كرات ضوئية ذات أحجام وألوان مختلفة!!
وهناك قصص تتحدث عن دخول كرات الضوء عبر النوافذ أو صعود الجدران أو الانزلاق على خطوط الكهرباء.. ومن الشهادات الغريبة أن إحدى الكرات ظهرت داخل طائرة كندية أثناء تحليقها في عاصفة رعدية. وقد أثارت رعب الركاب وهي تسير في الممر محدثة "طقطقة" خفيفة. واستمرت في انحدارها حتى التصقت بمقعد أحد الركاب في الدرجة الأولى ثم انفجرت فجأة.
وفي حادثة أخرى تذكر إحدى السيدات من كوبنهاجن أنها استيقظت في ليلة مطيرة وأصيبت بالهلع حين رأت كرة مشعة تحوم في غرفتها. ورغم أنها تدثرت باللحاف - خوفاً منها - إلاّ أنها كات تسمع حسيسها وترى ضوءها حتى انفجرت بصوت عال وأظلمت الغرفة مجدداً!!
ومن الناحية العلمية تكمن غرابة الظاهرة في أن الضوء يتكوم ككرة ثم - بوووم - يتلاشى فجأة. وما يصعب دراستها أن عمر الكرات الضوئية قصير نسبياً ولا يمكن التنبؤ بظهورها؛ ناهيك عن أنها تتشكل بأحجام وألوان مختلفة!
وأول من أخضع هذه الظاهرة للدراسة الجادة العالم الروسي جي ريتشمان الذي مات عام 1754بسبب انفجار كرة ضخمة كان يتتبعها.. واليوم يمكن القول أن هناك أربع فرضيات جادة تحاول تفسيرها:
الفرضية الأولى، أنها تركيز شديد للكهرباء الساكنة تتنافر مع ما حولها!
والثانية، أنها جسيمات من مضادات المادة ذات شحنة معاكسة..
والثالثة، أنها تجمع فريد للبلازما (أو الحالة الرابعة للمادة)!
أما أكثرها حداثة فهي انحصار الضوء في جيب هوائي ضيق (بسبب تشبع الهواء بطاقة البرق)!
على أي حال يلاحظ أن معظم الفرضيات لم تخل من كلمة "كهرباء" و"كهربائي" و"مكهرب".
أما السر الحقيقي فسيظل غامضاً لفترة طويلة ما لم يكتشف بالصدفة - حسب رأيي - في إحدى شركات الكهرباء!!
1
زهراء الهلالي
2002-05-29 18:22:35أتيت بالجديد والمفيد كعادتك ياأخ فهد . مقال رائع وجميل .
وأنا شخصيا ارجو ان لايرى أولادي كرة من هذه الكرات والا سيلاحقونها بالتأكيد ومحاولة الامساك بها.
وفقك الله أخي .
2
عامـر ... أبو عبد الله
2002-05-28 19:11:36السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة للجميع وبعد :-
الأخ/ شداد ... كاتب المقالة فهد لم يشير إلى شركة الكهرباء حسب رأية ، إنما بناء على الفرضيات الثلاث التي تقول (( أن معظم الفرضيات لم تخل من كلمة "كهرباء" و"كهربائي" و"مكهرب")) ، والأقرب - في نظري كذلك - إلى كشف الصدف هم من يتعاطون مباشرة مع صلب ما توصلت إليه الفرضيات ( الكهرباء ).
وهذا لا يعني أن مراكز الأبحاث أو الدراسات أو مختبرات الجامعات قد لا تتوصل إلى شئ من ذلك ؛ لأن الطريق إليها مجهول . بل في اعتقادي نسبة التوصل إليها قليلة جداً ؛ لأن هذه الجهات التي ذكرتها تجري تجارب على الفئران أو مركبات كيميائية أو نباتات أو أي شيء يدخل فيه الكهرباء . بناء عليه ففرص ظهور هذه الظاهرة المكهربة عند شركة الكهرباء أكبر ، لأن ما عندهم إلا كهرباء .
أحببت المشاركة والإيضاح للأخ/ شداد
وأرجو أن أكون قد أصبت .
وشكراً
(( ملاحظة ))
للأخوة المهتمين بمجال تسجيل براءات الاختراع وما يتعلق بها من تبني أو أفكار. النظر إلى المشاركات في هذا الموضوع أسفل مقالة الأخ/ فهد ( استمعواليهم .. فقد تربحون الملايين ) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
3
إبن شداد - اليمن
2002-05-28 15:20:09الأخ المحترم فهد الأحمدي
لماذا أشرت حسب رأيك بأن السر الحقيقي قد يكتشف بالصدفة في إحدى شركات الكهرباء بالذات؟ ليش ماتكون معهد أبحاث أو دراسات أو معامل جامعية مثلاً؟
هل تقصد أن شركات الكهرباء قد تكتشف السر وتخبـّئه عن العامة حرصاً على مصالحها مثلاً؟
وشكراً