بدون مبالغة أو تشاؤم، يبدو أن المستقبل المظلم والغامض صحيا وغذائيا ينتظر أطفالنا، وخاصة عند بلوغهم مرحلة الشباب، وذلك من خلال سلوكياتهم الغذائية الخاطئة والمبالغة في هذه السلوكيات كماً وكيفاً، والتي تمارس لعدة سنوات وليس لأيام أو أسابيع فقط. بسبب اندفاعهم لتناول الوجبات السريعة ومرورا بأنواع شرائح البطاطا المعلبة وانتهاء بالمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة المجهولة التركيب والمحتويات، فضلا عن الازدياد الواضح في ارتياد المطاعم للأفراد والعائلات خلال السنوات الأخيرة وأيضا قلة الاعتماد على الطبخ الذاتي المنزلي.
إن المسؤولية حتما تقع في المقام الأول على رب الأسرة الذي لازال غائبا عن مخاطر هذه السلوكيات تجاه اطفاله، ولقلة الوعي الغذائي لدينا، ولقصور إعلامي وتوعوي واضح من وزارة الصحة وكذلك بعض الجهات ذات الاختصاص.
إن أباءنا وأجدادنا أفضل صحة منا وبفارق كبير لاعتمادهم على الغذاء الطبيعي البعيد عن السلع الغذائية المعلبة و المليئة بالمواد الحافظة والمؤكسدة والمحلاة والملونة والهرمونات وكافة أنواع المواد الكيميائية، ونحن بدورنا حتما سنكون أفضل صحة من أطفالنا لأننا تغذينا في طفولتنا ومرحلة بنائنا الغذائي على الكثير من المواد الغذائية الطبيعية والمنزلية المصدر.
لكن أطفالنا الذين اعتادوا - للأسف - على كل ما هو مغر مما تحمله رفوف مقاصف المدارس والسوبر ماركت والبقالات من حلويات وأغذية تمت بطرق تصنيعية وكيميائية، سوف يواجهون العديد من الأمراض - لا قدر الله - في مرحلة شبابهم بسبب البدانة أو ضعف البناء الغذائي لهم وخاصة الأمراض المزمنة (السكري - الظغط - الكولسترول) ناهيك عن أمراض أشد كضعف وظائف الكلى.
إن ما نخشاه مستقبلا هو ازدياد نسبة الإصابة بالسكري مثلا بين فئات الشباب والأطفال، وهذا ما أعلنه بعض أخصائيو الأغذية وكذلك الأطباء في ندوات ومؤتمرات عديدة، وكذلك الخوف من عدم قدرة القطاع الصحي لمواجهة هذه الأعداد الكبيرة علاجاً وأدويةً للمصابين بهذه الأمراض.
إن على الجهات الصحية والغذائية كهيئة الغذاء والدواء وضع إستراتيجية توعوية طويلة المدى في مجال التوعية الغذائية.
نحن لا ندعو لمقاطعة مثل هذه المنتجات، ولكن نصر على الترشيد في تناولها واستهلاكها منعا لمستقبل صحي غامض لا يعلم مداه إلا الله سبحانه وتعالى.
consumer@alriyadh.com
1
محمد ناصر
2007-08-13 18:28:12جزاك الله خير أخي عبد العزيز :
نحن وأطفالنا في خطر من هذه المنتجات والمعلبات لكن أريد أن أتكلم عن المنتجات الزراعيه في المملكة مثلاً /// لماذا لا نقبل الثمار الصغيرة مثل التمر والشمام والطماطم وغيرة من المنتجات الزراعية الداخلية. الجواب :: لانه خالية من المواد الكماوية وهي صحية...
لكن للأسف لانقبلها نريد أكبر حجم وأكثر ضرر نحن المستهلكين أجبرنا المزارعين على ذالك !
هذه هي المشكلة التي تحتاج ألى حل
لو أشترينا القمح على صغر حجم الحبة والطماطم والكوسة وغيرها لكان غذاءنا أفضل من أجدادنا وكذلك ساهمنا في زيادة عدد المزارعين لأن بعض المزارعين لايستطيع توفير بعض هذه المواد وشكراً
2
ابوعامر - العزيزيه606
2007-08-13 11:17:04سلام عليكم - عنوان مقال رائع ولكن توقعت يااستاد ان المقاله حيتكلم عن مستقبل العمل لااطفالنا او حتكتب عن مشكلة القبول في الجامعه او عن مشكلة البطالة او عن مشكلة هجوم العماله الغير نظاميه والنظاميه ومشكلة الدعاره والتزوير والسرقه او عن الفضائيات التي تشيع الفاحشه والرذيله او عن الاستقرار. ويطلع المقالة عن الاكل - صحيح ان ماكتبت مهم ولكن يبقى الاهم - ذكرتني بتلك التي قالت دعهم ياكلون الكعك _ والله المستعان
3
د. حميدة درويش
2007-08-13 09:16:49دور اامدرسة علي اظهار الأخطار الضارة لهذة العادات الغير صحية يجب أن يتضاعف واغلاق المقاصف والكافيتريات فيها شيئ ضروري ويجب أن يكون بأمر قاطع من الوزارة لأن الأطفال في المدارس وخصوصا المرحلة الأبتدائية والمتوسطة لا يعرفون ولا يقدرون مصلحتهم و علي الأمهات تزويد أطفالهم بشنطة صغيرة بها بعض ثمرات الفاكهة والعصائر الطبيعية والماء أو وساندوتش جبنة هذا كما كان كل واحد بيأخذ غداه في الماضي ليأكله ساعة الفسحة وهذا معمول به الان في الدول التي تقدر مدي التغذية الصحيحة علي صحة أطفالهم ويقوموا بتزويد الأطفال بوجبة صحية كاملة ومن لا يرغب فيها فليأتي بشنطة الصغيرة كما سلف ذكره هذا وبالله التوفيق
4
ناصر الحميضي
2007-08-13 09:07:01نعم هي أزمة الحاضر ومشكلة المستقبل، وقد فرطنا على مستوى المجتمع بما فيه المؤسسات التربوية والاقتصادية لكن ليس رب الأسرة هو المسؤول بقدر ما يكون ضحية أيضا من ضمن الضحايا
إعلامنا يفضل المبلغ لدعاية تشجع المشربات الغازية وتشجع الوجبات السريعة ودارسنا تمنع الأكلات المفيدة بدعوى خوف التسمم والوزارات المسؤولة عن السوق تفتح السوق والأسواق لكل هزيل من الغذاء والمراقبة غائبة والضحية هم نشء المستقبل كله
انظر إلى اجسامهم أسنانهم دماؤهم هزالهم فقر الدم ضعف القدرة.الخ
يفترض تقنين هذه الأشياء والحد من توفيرها ووضع كل العوائد أمامها ورفع سعرها ولا نجعلها هي أرخص ما في السوق ولا نجعلها الوسيلة الوحيدة للربح بعرضها بشكل عجيب يكاد يوفرها بالمجان فلا يجد الطفل أمامه سوى الحلوى والفشار والمشروب الغازي والطاقة، وطبعا الوافدين هم الذين لا يهتمون إلا بالربح لجيوبهم وخراب أجسام أطفالنا
أشكرك على طرق هذا الموضوع، تقبل تحياتي