تحتل الصحافة دوراً بارزاً في حياة الدول والشعوب بل انه قد نظر إليها لدى بعض التوجهات وكأنها تمثل سلطة رابعة وذلك لما تقوم به الصحافة من مهام تهدف إلى الذود عن المبادئ ونشر الوعي ونقل الخبر وتحليل القضايا وتنوير الرأي العام وتعميم الثقافة، وذلك لما تتميز به الصحافة من مصادر وسرعة تداول وانتشار.
وقد عرفت الصحافة في بلادنا منذ وقت مبكر من التأسيس فقد تم في البداية إصدار صحيفة أم القرى سنة 1343هـ - 1924م كجريدة رسمية ولاتزال إلى أن صدر مؤخراً صحيفة الوطن، وتخلل صدور هاتين الجريدتين صدور العديد من الصحف وهي على التوالي، البلاد والمدينة، والندوة والجزيرة، وعكاظ واليوم، والرياض.
وكان صدور هذه الصحف في البداية بصفة فردية أو خاصة إلى أن صدر نظام المؤسسات الصحفية سنة 1383هـ - 1964م، الذي قضي بضرورة صدور الصحف عن طريق مؤسسات أهلية وذلك توحيداً للجهود وضماناً للموضوعية، حيث يوجد في بلادنا حالياً عشر مؤسسات صحفية أهلية تصدر عنها الصحف التي أشرنا إليها بالإضافة للعديد من المجلات الأسبوعية والدورية مثل مجلة اليمامة، ومجلة الدعوة ومجلة اقرأ ومجلة الشرق.
وقد مرت صحافتنا المحلية بالعديد من المراحل التطويرية في المجالات الإعلامية والفنية إلى أن وصلت إلى وضعها الحالي حيث الموضوعية في النشر والمتابعة للخبر والتحليلات الشاملة والمقالة الواعية والتثقيف اللازم، فصحفنا المحلية تستقطب اليوم وباستمرار العديد من المثقفين في بلادنا الذين يتصدون عبر هذه الصحف للقضايا المحلية والخارجية بموضوعية وتجرد بهدف توضيح الحقائق وتنوير المجتمع ومساعدة الأجهزة العاملة.
وعندما سئل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حفظه الله مؤخراً عن ذلك كان جواب سموه صريحاً وقاطعاً بأن الدولة مع الصحافة وما ينشر فيها من آراء تهدف للإصلاح وتنوير الرأي العام، وليست مع الصحافة التي تهدف لإشعال الفتن وإثارة الغرائز وتعطيل المصلحة العامة، مع إعراب سموه الكريم بأن صحافتنا ولله الحمد بعيدة عن هذا الجانب السلبي لكونها تضم مسئولين ومثقفين على قدر عال من المسئولية الوطنية.
نعم إن سمو ولي العهد الجليل بهذا التوجيه يؤكد على حرية التعبير التي تضمنتها السياسة الإعلامية السعودية الصادرة سنة 1402هـ وذلك في حدود أهداف الصحافة المحلية وأي عمل فكري آخر التي أوردها نظام المطبوعات والنشر الصادر سنة 1402هـ والمتمثلة في:
تعزيز القيم الدينية والأخلاقية الفاضلة والتوعية السليمة ونشر الثقافة ومعالجة القضايا بتجرد.
التقيد بأحكام الشريعة الإسلامية والآداب العامة.
عدم المساس بأمن الدولة ونظامها العام.
عدم نشر الأمور السرية وما يتعلق بالقوات المسلحة والأنظمة والاتفاقيات والمعاهدات والبيانات الرسمية قبل إعلانها بدون موافقة مسبقة.
مراعاة كرامة رؤساء الدول والبعثات الدبلوماسية المعتمدين بالمملكة والعلاقات مع الدول الأخرى.
تجاهل الأخبار الكاذبة عن المسئولين ورجال الأعمال الخاصة والأفراد والتي تمس كرامتهم أو تضر بجهاتهم.
عدم الدعوة للمبادئ الهدامة أو زعزعة الطمأنينة العامة أو نشر ما يدعو للتفرقة بين المواطنين أو التشجيع على الإجرام أو القدح والتشهير بالغير أو الابتزاز.
التعليقات