يحتل الإعلام مكانة مميزة في حياة الدول والشعوب فهو الذي يتحدث باسمها ويعكس نهضتها وإنجازاتها ويصور آمالها ومستقبلها، ويدافع عن عقائدها ومنهجها. وتزداد هذه الأهمية بعد انتشار الأقمار الصناعية وتزايد استعمالها.

وقد اهتمت المملكة بأجهزة الإعلام منذ وقت مبكر في سنة 1368هـ - 1948م بدأ البث الإذاعي من مدينة جدة تحت مسمى (الإذاعة العربية السعوية) وفي سنة 1384هـ - 1965م تم إنشاء إذاعة في العاصمة الرياض وفي سنة 1392هـ 1973م أنشئت إذاعة القرآن الكريم وفي سنة 1403هـ 1982م تم إنشاء إذاعة البرنامج الثاني، كما أن هناك إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة تم إنشاؤها سنة 1381هـ - 1962م وكانت تبث على موجات الإذاعة العربية السعوية والتي كان مقرها مدينة جدة، أما الآن فهي تبث على موجات كل من إذاعة القرآن الكريم وإذاعة البرنامج العام ومقرهما الرياض.

أما التلفزيون يوجد حتى الآن قناتان فقط وهي القناة الأولى التي بدأت العمل في سنة 1385هـ 1965م بالأسود والأبيض ثم بالملون في سنة 1396هـ 1976م وهناك القناة الثانية التي بدأ البث منها في سنة 1403هـ 1983م. ومع ذلك فإنهما لا يعملان على مدار الساعة بل لفترة محدودة

وبموجب قرار مجس الوزراء رقم (169) في 1402/8/20هـ صدرت السياسة الإعلامية للمملكة التي تحدد أهداف وسائل الإعلام في المملكة وذلك عى إثر إنشاء المجلس الأعلى للإعلام والذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية حفظه الله والذي يتألف من عدد من الوزراء والمعنيين ومنهم معالي وزير الإعلام.

ومن أبرز معالم السياسة الإعلامية المشار إليها مايلي:

  • الاهتمام بإبراز شخصية المملكة في الداخل والخارج والمتمثلة في اعتمادها الإسلام الحنيف دستوراً للحكم ومنهجاً للحياة.

  • توثيق المحبة والتعاون والتكاتف بين أفراد الشعب السعودي وتعميق عاطفة الولاء للوطن وتبصير المواطنين بواجباتهم السياسية حيال تقدم وتنمية وطنهم.

  • الاهتمام بتاريخ المملكة وثقافتها وتراثها وذلك عن طريق البث أو التوثيق.

  • الاهتمام بالأسرة بما في ذلك المرأة والطفل والشباب وذلك بوضع برامج تربوية وعلمية للطفل وبرامج تساعد المرأة للقيام بوظائفها الاجتماعية وبرامج تعالج مشاكل الشباب وتحميهم من الانحرافات.

  • طرح القضايا الدينية بما يتلاءم مع المفاهيم الحديثة لحركة الحياة فالإسلام دين كل زمان ومكان.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل أجهزتنا الإعلامية من إذاعة وتلفزيون (محدودة العدد) تتناسب مع السياسة الإعلامية ذات الأهداف الكبيرة ومع مكانة ومساحة بلادنا الغالية، فمساحة المملكة تعادل مساحة عدة دول مجتمعة وهي تتكون من ثلاث عشرة منطقة إدارية، كل منطقة تعادل مساحة دولة أو أكثر، ومع ذلك نحن نشاهد مثلاً في دول صغيرة جداً مساحتها ربما تساوي مساحة أحد مدننا الكبيرة أو إحدى مناطقنا يوجد بها العديد من الإذاعات والقنوات التلفزيونية المتخصصة بعضها يتعلق بالدراما وبعضها يتعلق بالأخبار ومنها ما يتعق بالمرأة أو الطفل أو الشباب أو الرياضة او التعليم أو التقنية أو الاقتصاد ونحو ذلك، كما أننا نرى أن أغلبية جمهور هذه القنوات الخارجية من المواطنين السعوديين مما قد يعني بأن لدينا فراغا إعلاميا فمواطنونا لجأوا للقنوات الإعلامية الخارجية ربما لعدم وجود ما يغنيهم في الإعلام الداخلي.

لقد بذلت وزارة الإعلام بسبب الإمكانيات المادية التي وفرت لها جهوداً كبيرة خلال السنوات الماضية في تطوير أجهزة الإعلام الحالية فبعد أن كان لدينا إذاعة واحدة أصبحت الآن إذاعتين رئيسيتين وإذاعة للقرآن الكريم وإذاعة لنداء الإسلام، كما أنه تم استحداث قناة ثانية بالتلفزيون بالإضافة للقناة الأولى والعديد من الإذاعات الموجهة لمختلف أنحاء العالم وبالعديد من اللغات، وكان من أهم انجازات الوزارة استحداث المجمع الإعلامي بالرياض الذي يستوعب بث ثلاث قنوات تلفزيونية، إلا أنه وكما قلنا فإن بلادنا كبيرة ومكانتها عظيمة في هذ المجال بما يتضمن اتباع أسلوب التخصيص والتنويع في الأجهزة الإعلامية ولذا فإن مما يقترح في هذا المجال مع الاعتقاد بأنه لم يغب عن نظر وزارة الإعلام وعلى رأسها معالي الوزير، وإنما نورده هنا من باب التأكيد استحداث الآتي:

  • إذاعة مستقلة لنداء الإسلام تبث لساعات أطول مما يتم حالياً وينقل عبرها الأذان والصلوات من الحرم المكي، بدلاً من نقل ذلك عبر إذاعة الرياض إذ يلاحظ أن إذاعة الرياض تتوقف يومياً من الساعة السادسة إلى الساعة الثامنة كما أن الأذان من الحرم المكي ينقل عبرها رغم وجود مسافة بين مكة والرياض تصل الى 1000كم، كما أن استقلال إذاعة نداء الإسلام، سوف يتيح المجال للبرنامج العام للبث بصفة متواصلة وهو ما يتمشى مع طبيعة إذاعات البرامج العامة.

  • قناة إخبارية تهتم بشرح سياسات المملكة الداخلية والخارجية، بالإضافة لبث الأخبار وإجراء التحليلات السياسية والاقتصادية والمقابلات الحوارية في سائر المجالات.

  • قناة تعنى باهتمامات الشباب وشؤونهم وهواياتهم بحيث تركز على البرامج الثقافية والتعليمية وما يخصهم في الشريعة الإسلامية إضافة للبرامج الرياضية ونحو ذلك، بدلاً مما يجري حالياً عند نقل المباريات حيث يتم التنقل بين القناة الأولى والثانية.

  • قناة لشؤون المرأة والأسرة تركز على البرامج الأسرية والاجتماعية والدينية التي تخص المرأة والأسرة.

  • قنوات تلفزيونية وإذاعية محلية في مناطق المملكة الثلاث عشرة بحيث يكون دور هذه القنوات التحدث عن كل منطقة من حيث طبيعتها الجغرافية وآثارها ومنتجاتها ومعالم نهضتها بحيث يسهل على المواطنين التعرف على مناطق بلادهم مما يدفعهم وأسرهم لزيارتها مما يزيد من أواصر المحبة والمعرفة بين المواطنين كما أن هذه القنوات سوف تساهم في سد الفراغ الإعلامي وسيجد المواطن نفسه أمام العديد من البدائل الإعلامية المحلية.

  • إيجاد قمر صناعي سعوي لكي تبث منه هذه القنوات وما قد يستحدث من قنوات أخرى، أو الاستفادة من الأقمار الحالية.

هذا والله ولي التويق