يبدو أن عضوات هيئة التدريس بأقسام الطالبات بجامعة الملك سعود لديهن معاناتهن في التواصل مع الأقسام الرئيسية التي يديرها الرجال (كعمادات الكليات ورئاسة الأقسام) وفي المشاركة في صنع القرار الأكاديمي والإداري بالجامعة، ويبدو أن منصب وكيلة الكلية أو الكليات لشؤون الطالبات تحول إلى مجرد إشراف إداري لا يخول صاحبته كثيراً من الصلاحيات ولا يمنحها الحق الواضح في المشاركة في صنع القرار. هذه المعاناة نقلت لمعالي مدير جامعة الملك سعود، الذي بادر وأعلن عزمه معالجة هذا الوضع، حيث أعلن معاليه التوجه نحو رفع مستوى المنصب الإداري لوكيلة الكلية لشؤون الطالبات إلى منصب عميدة وربط العميدات بوكيلة للجامعة. بعيداً عن التفاصيل التي لم تعلن بعد، أستبق الحدث بطرح بعض التساؤلات: هل العمادات النسائية للكليات ستكون موازية للعمادات الرجالية، تحمل نفس الاختصاصات والمهام؟ ما هي النتائج التي يمكن أن يقود إليها مثل هذا التوجه؟ هل سيقود إلى عزل كليات أو أقسام البنات عن أقسام البنين؟ هل سيضاعف عدد الكليات والأقسام بحيث تقسم الكلية إلى كليتين أحدهما للبنين والأخرى للبنات؟ على المدى البعيد، هل يمهد لفكرة إنشاء جامعة الملك سعود للبنات الموازية لجامعة البنين؟.
أم أن العمادات الجديدة ستكون غير مكتملة الصلاحيات وستظل تدور في فلك العمادات الرجالية، وسيبقى منصب عميدة الكلية شرفياً أو إشرافياً، مثل ما يحدث مع منصب الوكيلة الحالي؟ هل هذا ما تبحث عنه عضوة هيئة التدريس؟ أعتقد بأن شكوى عضوات هيئة التدريس بالجامعات تكمن في التذمر في عدم مشاركتهن في صنع و اتخاذ القرار في مجال تخصصهن الأكاديمي والبحثي والثقافي والإداري وعدم وصول صوتهن بالطريقة المثلى لصانعي القرار بالجامعة. شكواهن لا أعتقد أنها محصورة في الحصول على مناصب عليا، بعضها سيحمل مسميات كبيرة بمحتوى أجوف يبقى التبعية للعنصر الرجالي.
أطرح تساؤلاتي عطفاً على ما نشر من أخبار، ولست أدعي الإلمام بما يدور بذهن المخطط بجامعة الملك سعود أو بتفاصيل مشروع تعيين عميدات للأقسام النسائية بالكليات القائمة، لكنني أتساءل وجامعاتنا تدعي العلمية والنهوض بالبحث العلمي، ألا يوجد طريقة أفضل لدراسة هذا الأمر والخروج بحلول إدارية أفضل من العزل أو التبعية؟ ألا توجد طريقة أفضل لمشاركة الجميع في صنع القرار وفي التواصل والتفاعل بين أعضاء هيئة التدريس في القسم الأكاديمي الواحد؟ أليس بالإمكان استطلاع أراء أعضاء هيئة التدريس بالأقسام النسائية، بطريقة علمية، حول هذا الموضوع؟ لماذا لا نسأل عضوة هيئة التدريس: ماذا تريدين أو كيف تريدين أن تدار كليتك أو قسمك الأكاديمي؟ كيف ترين المشاركة أو الطريقة المثلى للمشاركة في صنع واتخاذ القرار بكليتك وقسمك؟ هل ترين أنه من الأفضل عزل قسمك عن قسم الرجال (إدارياً)؟ ما هي مشاكل النموذج الإداري الحالي؟.
malkhazim@hotmail.com
1
عبد العزيز
2007-06-10 17:53:27مقال متميز... مس الجرح.ارجو ان يسدد الله افعال مدير الجامعه الاستاذ الدكتور عبد الله العثمان لنرى ما نطمح اليه في جامعتنا العريقه.
2
صالح المانع
2007-06-10 16:44:11لست أدري الى متى ينضر للمرأة كبدن لا كعقل. هن عضوات هيئة تدريس ولهن ماللرجال من الاعضاء. المفترض عقد جلسة مجلس القسم والكلية بمشاركة الجانب النسائي عبر الشبكة وتناقش جميع المواضيع حية على الهواء بوجود الجانبين.
ولا داعي للتظخم الاداري وتكرار التجارب الفاشلة. واذا كان هناك من لايزال يرى بعورة صوت المرأة في مثل هذه الاجتماعات فعليه المغادرة غير مأسوف عليه أو عليها.
أو انشاء فرع نسائي متكامل للجامعة وتصبح جامعة بنات كاملة الاستقلالية
3
سعاد محمد
2007-06-10 11:04:00نعم نشهد مثل هذه المعضلة على مسرح فرع الجامعة بعليشة..
ولا أظن أن الجامعة سيعجزها إيجاد حلول بعيدة عن ما تتوجس منه..