طرقت في زاويتي الأسبوع الماضي باب مدى استيعاب المناهج في الجامعات، وخاصة أقسام العمارة والتصميم الداخلي والقريبة منها، لحاجة سوق العمل.

وها هي مشاركات وصلتني، لتنير هذه الزاوية.

ولتعطينا رؤى واقعية من أصحاب الاختصاص والتجربة، والتي هي جزء فقط من المعاناة الحقيقية في ارض الواقع.

وإليك بعض منها - مع اعتذاري الشديد لأهلها بالاختصار، او التجاهل احيانا لبعضها، لبعدها عن صميم موضوع الزاوية او الصفحة:

  • حيث بدأت الأخت نورة "عندما كنا في الكلية توقعنا أن ما ندرسه ونتعلمه هو في حقيقته، المواد التي تجعل منا أصحاب تخصص، ثقة منا أن مناهجنا دُرست، من كل ذي علاقة بها، كالتعليم العالي وادارة الجامعة وكذلك الكلية بمن فيها أعضاء هيئة التدريس، وهذا الأمر طبيعي....

    إلا أن الحاصل، وللأسف لم أستطع النجاح في عملي وفهم تخصصي من خلال تلك المناهج الفقيرة، لأن ما تعلمناه ما هو إلا أسس بسيطة جدًا، والبعض منها منتهي الصلاحية، بل ان نجاحي، فكان من خلال ممارستي لهذه المهنة".

    اذا من يصوغ مقررات المناهج في جامعاتنا؟!

    ومن يناقش اعضاء هيئة التدريس الذين يروج البعض منهم لكتبهم - وان كان نادرا - لتسويقها؟!

  • اما المهندس بدر.. خريج عمارة من جامعة الملك سعود "بعد الدراسة لخمس سنوات فيها، صدمت أثناء البحث عن وظيفته ببرنامج اسمه الاتوكاد (قلم رصاص مهنته في القطاع الخاص - كما يقول -) واللغة الانجليزية، تلك المادتين لم تعطا كامل حقوقهما في كليته، بسبب ازدحام مواد قسمي بمواد سلم وعرب ونحوهما والتي هي مواد من متطلبات الجامعة".

    ايعقل ان يبدأ طالب العمارة دون اساسيات مهنته وادواتها!

  • وتضيف الأخت أمل.. تنقل صورة لليوم المفتوح في كليات البنات الذي "أصبح مهرجانًا للطبق الخيري، وبازارا للبيع والتسوق....

    دون تقدير أو اهتمام لتخصص الطالبات وتنمية قدراتهن، في الانشطة ذات العلاقة".

    وتضيف معلقة "مابقى الا صحن الكراث"!!

    وللمهندس سامر.. إحباط أكاديمي تعرض له "عندما شكك احد أستاذتي بمصداقية مشروع تخرجي، وانه فكرة وتنفيذا كان ملكا لي، حيث اكد لي أنه ليس انا من قام به، هكذا كان تشجيعه لي!!

    ولقد تغلب علي هذا الموقف سلبا لسنوات ما بعد الجامعة، ولكنني اجتزت هذه المسافة ولله الحمد".

    هل يعقل ان نجد، ولو استاذا واحدا يقتل قدرات طالبه؟!

    وهل يعقل ان تكون اسوار الجامعة احيانا مقبرة تدفن فيها المواهب؟!

    دعوني اذهب معكم، ولكن في الاسبوع القادم - ان شاء الرب - الى دائرة سوق العمل، وتلك المناهج التي في غالبها لا تمس هذه الدائرة عن قرب، في الكثير من التخصصات.

    تخصصات ينتظرها سوق العمل في بلدنا، ولاسيما في زمن - ولله الحمد - العجلة تسير متسارعة، لن تنتظر التطوير البطيء في التعليم العالي.

    nasser@alriyadh.com