تفاعلت المواقع الالكترونية السعودية الإسلامية التي انتقدت"الرياض"مؤخرا تجاهلها طرح القضايا الفكرية التي تنتقد أفكار الفئة الضالة وإصدار البيانات التي تدين التفجيرات، حيث تفاعلت بشكل سريع وإيجابي وأصدرت هذه المواقع بيانات وخصصت روابط بارزة في مواقعها لنبذ الأفكار المتطرفة وتوضيح موقف الإسلام الرافض والمحرم للأعمال الإرهابية.

(موقع شبكة نور الاسلام)

وأكد موقع شبكة نور الاسلام في بيان أصدره تعقيباً على مانشرته "الرياض" أنَّ موقفه ثابت وواضح تجاه هذه القضايا فهو يرى حرمة الدماء المعصومة ويستنكر التساهل والتهاون فيها، وهو أمر معلوم من الدين بالضرورة، وقد أجمع علماء الأمة على ذلك، يقول ابن عمر رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراماً " رواه البخاري، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أكبر الكبائر الإشراك بالله، وقتل النفس.." الحديث. رواه البخاري .

وأكد الموقع أن هناك مقالات وخطب منشورة في الموقع وحررها علماء الموقع من أمثال العلامة عبد الرحمن البراك، والدكتور محمد المسند، والدكتور سليمان العودة وغيرهم.

نظرة الشرع التفجيرات الأخيرة

كما أصدر الشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير في نفس الموقع الفتوى رقم 20321وتاريخ 1428/5/1ه..

وكان السؤال: مانظر الشرع للتفجيرات الاخيرة؟وهل نطلق على من يقوم بهذه العلميات خوارج أو بغاة؟ وما الواجب على المسلم تجاههم؟.

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:

التفجير والتدمير حرام، بل من الموبقات، نسأل الله السلامة والعافية، وجاء في قتل المسلم من نصوص الكتاب والسنة القطعية ما تقشعر منه الجلود، وتنفر منه النفوس السَّوية، وجاءت الشريعة الإسلامية بحفظ الضرورات الخمس؛ حفظ النفس، والدين، والعقل، والعِرءض، والمال، ولو لم يكن في الباب إلا قوله تعالى: (وَمَن يَقتُل مُؤمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء: 93).

وقوله تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَدعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقتُلُونَ النَّفسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلا يَزنُونَ وَمَن يَفعَل ذَلِكَ يَلقَ أَثَاماً يُضَاعَف لَهُ العَذَابُ يَومَ القِيَامَةِ وَيَخلُد فِيهِ مُهَاناً... الآيات) (الفرقان:68، 69).

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المسلم في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراماً)،أخرجه أبو داود من حديث أبي الدرداء وعبادة بن الصامت رضي الله عنهما بسند صحيح، لو لم يكن في هذا الباب إلا هذه النصوص لكان هذا كافياً لردع كل من يُقءدم على هذا الأمر، نسأل الله السلامة والعافية.

وأهل العلم عندهم تفصيل في شأن هؤلاء، فإن اعتنقوا مذهب الخوارج وكفَّروا المسلمين فهم خوارج، وإن لم يكفِّروا المسلمين وكانت لهم شوكة ومنعة فهم بغاة، وإلا فهم قطَّاع طريق، والواجب على المسلم كفهم عن جريمتهم والسعي في الحيلولة بينهم وبين ما يريدون.

أسأل الله جل وعلا أن يحفظ المسلمين من كل عدو وحاقد، وأن يحفظ لنا ديننا وأمننا وأعراضنا، وأن يهدي ضال المسلمين، وأن يبرم لهذه الأمة أمراً رشداً، يعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، وأن يطهر مجتمعات المسلمين مما يغضب الله عز وجل، وأن يؤمِّن المسلمين في أوطانهم، وأن يصلح أئمتهم وولاة أمورهم، وأن يجمع كلمتهم على الحق والهدى إنه سميع مجيب.

موقع المسلم

كما خصص موقع المسلم رابطا جديدا على واجهة موقعه ضمنه حديثا للمشرف العام على الموقع د. ناصر العمر انتقد فيه من يقومون بالأعمال التفجيرية مؤكدا أن أحدهم لم يجلس في حلق العلم، ولم يترب على أيدي العلماء الربانيين؛ ولا عرف الفروق والتقاسيم، ولا درس مقاصد الشريعة، ولا ألم بقواعدها المقررة، ثم يريد إقامة دولة الإسلام دون أن يستند إلى فتوى عالم رباني معتبر، بل ربما رمى أولئك العلماء بالتهم والنقائص حتى تصدق دعواه، ويعذر في هواه! فسبحان الله كيف يقصد إلى ذلك المقصد العظيم من ليس أهلاً للنظر فيه فضلاً عن القيام به!

وتساءل د. العمر قائلا: متى كان التفجير وتكفير الأمة وعلمائها سبيلاً للإصلاح؟

هب أن النظام في تلك الدولة لايطبق الشرع، فما ذنب المجتمع والأمة؟

كيف تُهدر دماءٌ محترمة، وتٌزهق أنفس معصومة بحجج واهية؟

هل سلك من هو أشجع منهم "صلى الله عليه وسلم" هذا المسلك مع من ظهر كفرهم وعظمت معاندتهم من صناديد قريش بمكة حال الاستضعاف قبل الهجرة؟

وهل يظن منصف أن تفجير مبنى أو قتل سائح -وإن لم تكن له شبهة أمان- سوف يسقط دولة ويقيم نظاما؟

ألا يعتبر هؤلاء بتجارب مريرة سبقت عاد أصحابها يعترفون بخطأ مسلكهم بعد خراب البصرة وضياع البصيرة؟

إننا لاندعو إلى إقرار الباطل، ولا إلى ترك الاحتساب عليه أوالاستسلام له، ولكن يجب أن يكون ذلك بسبيل مشروع، لا بترويع الآمنين وقتل ضعفة معصومة دماؤهم وأموالهم.

وقال إن الواجب تجاه الولاة والحكام هو السمع والطاعة بالمعروف ما لم يخلعوا ربقة الإسلام، وإن جاروا وظلموا؛ فجلدوا الظهر وأخذوا المال، فإن رأى راءٍ -وكان من أهل النظر- أن الإسلام من بعضهم براء فلا يسوِّغ له ذلك منابذتهم حتى يجتمع معه في رأيه أهل الرأي المعتبرون كما قال "صلى الله عليه وسلم": "إلاّ أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان" فلا يكفي أن يرى أحد الكفر وحده، ولا يكفي أن تراه جماعة أهل الرأي وليس لهم فيه دليل بيِّن لا امتراء فيه، بل مجرد شبه وتأولات لاترقى إلى اليقين القاطع، والبرهان الساطع.

وأضاف أن الإصلاح لا يتصور أبداً في تفجير مبان أو مرافق عامة، ولا في قتل أشخاص مستأمنين أو لهم شبهة أمان، وإذا كان الأمر كذلك فسبيل التفجير سبيل ينبغي أن يعلن رفضه في المجتمعات الإسلامية بل إن سلوك مسلك التفجير في بلاد الإسلام لايخلو من اقتراف كبائر موبقة، فقل أن يسلم من تلك الحوادث نفر ممن يظهر الإسلام، أو لا سبيل إلى تيقن كفرهم.

موقع الإسلام اليوم

كما أصدر موقع الاسلام اليوم بيانا أكد فيه أنه يعالج الافكار المنحرفة بالحوارات والمقالات والتحقيقات والفتاوى من كبار العلماء والمفكرين وخصص ملفات لتفجيرات الرياض والارهاب الهموم والمعالجة ونشر المقالات التي تتجاوز 300مادة منوعة

تعليق "الرياض"

يلاحظ أن هذه المواقع مع ماتقوم به من دور إيجابي في إيضاح صورة الإسلام الصحيح في الكثير من بياناتها أو فتاواها الا أنها مقلة في طرح القضايا الفكرية التي تعالج الأفكار المنحرفة لأفراد الفئة الضالة وماقامت به هذه المواقع من عمل بعد نقد "الرياض" لها تمثل في البحث عن بيانات ومقالات مضى على بعضها سنوات لمجرد أنهم ينتقدون هذه الأعمال الإجرامية .

ولكن المطلوب هو التواصل والاستمرار في فضح الأفكار الخطيرة التي تؤثر على شبابنا وذهب ضحيتها المئات منهم، فنحن نريد لهذه المواقع دوراً فاعلاً ومميزاً في توضيح سماحة الإسلام ونبذه للعنف والتفجير وقتل الآمنين والمستأمنين.