ذكرت مصادر أمنية أمس الاثنين في الجزائر أن مصالح الأمن باشرت منذ تفجيرات 11أبريل / نيسان الماضي حملة مداهمات شملت عددا من مقاهي الانترنت، راجعت خلالها قوائم لمواقع يدخل إليها الشباب، للوقوف عند طبيعتها في محاولة لإحباط ما أسمته "مشاريع خلايا إرهابية نائمة" باتت تستعمل "النت" للتواصل مع التنظيمات الإرهابية داخل الجزائر وخارجها التي أصبحت هي بدورها تستخدم شبكة الانترنت كوسيلة عملية لتجنيد عناصر جديدة في صفوفها، لا تطالها أجهزة الرقابة، وبث معلومات تفيد في صنع المتفجرات وتلقن فنون القتال فضلا عن صور لمعسكرات التدريب .

و ذكرت نفس المصادر أن حملات المداهمة التي مست أحياء شعبية تعرف بأنها معاقل للتطرف، تواصلت بكثافة بعدما توصلت مصالح الأمن قبل أقل من أسبوعين إلى تفكيك شبكة بمنطقة الوادي 600كلم جنوب شرق الجزائر على الحدود مع تونس، تضم 8عناصر من بينهم صاحب مقهى للانترنت، بناء على معلومات أدلت بها عائلات 4شبان كانوا دائمي التردد على هذا المقهى قبل اختفائهم المفاجئ دون إخبار ذويهم، لكن تشير التحقيقات التي أجرتها مصالح الأمن بالاستعانة بذاكرات أجهزة الكمبيوتر أن هؤلاء التحقوا بصفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بناء على مراسلات إلكترونية تمت بين جزائريين داخل الجزائر وليس خارجها، وهو ما ابعد فرضية التحاق الشبان الأربعة بجبهة القتال في العراق في إطار شبكات التجنيد التي تم تفكيك عدد منها في الجزائر والتي كانت تقوم بتجنيد الشباب لما يسمى "المقاومة" في العراق.

و كشفت نفس المصادر أن عددا من الشباب ممن اختفوا في ظروف غامضة خلال العشرة أشهر الأخيرة، وقعوا في فخ التغرير بهم، حيث أظهرت تحريات جهاز الأمن أن هؤلاء وجدوا أنسفهم في معاقل لتنظيم القاعدة وظلوا هناك بعدما تم التحايل عليهم بإيهامهم أنهم سينقلون منها إلى العراق للقتال .

إلى ذلك كشفت من جهتها صحيفة "الخبر" استنادا إلى مصادر قالت أنها قريبة إلى ملف تفجيرات 11أبريل - نيسان التي استهدفت مقري قصر الحكومة والأمن الحضري بالعاصمة، أن مصالح الأمن الجزائرية أوقفت يوما بعد تفجيرات الأربعاء الأسود، شابا يبلغ من العمر 20سنة، يقطن بالضاحية الجنوبية للعاصمة كان يستعد رفقة أربعة أشخاص، تم القبض عليهم، لتنفيذ عمليات انتحارية تطال مواقع حساسة واستراتيجية مثل ميناء الجزائر ومركز للأمن الحضري بمنطقة "براقي" . وفيما لم تذكر الصحيفة أسماء المشتبه فيهم الأربعة، باستثناء المتهم الرئيسي واسمه "مصطفى" الذي اعترف بالتحاقه بصفوف الجماعة السلفية منذ العام 2004، أشارت أن مصالح الأمن تمكنت من الوصول إلى مصطفى بفضل قريبين له بلغا عنه بعدما اقتسما معه فترات راحة شاهدوا خلالها بواسطة أقراص مضغوطة مشاهد لعمليات تفجيرية بالعراق.