صدر عن القمة أمس "إعلان الرياض" الذي تضمن عزم القادة على العمل الجاد لتحصين الهوية العربية ودعم مقوماتها ومرتكزاتها وترسيخ الانتماء إليها في قلوب الأطفال والناشئة والشباب وعقولهم باعتبار أن العروبة ليست مفهوماً عرقياً عنصرياً بل هي هوية ثقافة موحدة.

كما أكد القادة في الإعلان عزمهم على اعطاء أولوية قصوى لتطوير التعليم ومناهجه في العالم العربي بما يعمق الانتماء العربي المشترك وكذلك تطوير العمل العربي في المجالات التربوية والثقافية والعلمية عبر تفعيل المؤسسات القائمة ومنحها الأهمية التي تستحقها.

كما أكد إعلان الرياض العزم على نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح ورفض كل أشكال الإرهاب والغلو والتطرف وجميع التوجهات العنصرية الاقصائية وحملات الكراهية والتشويه، بالإضافة إلى ترسيخ التضامن العربي الفاعل في إطار تفعيل مجلس السلم والأمن العربي الذي أقرته القمم السابقة وتنمية الحوار مع دول الجوار الإقليمي وفق مواقف عربية موحدة ومحددة واحياء مؤسسات حماية الأمن العربي الجماعي وكذلك تأكيد خيار السلام العادل والشامل باعتباره خياراً استراتيجياً للأمة العربية من خلال مبادرة السلام العربية، وتأكيد أهمية خلو المنطقة من كافة أسلحة الدمار الشامل بعيداً عن ازدواجية المعايير وانتقائيتها.

وفي ما يلي نص "إعلان الرياض":

نحن قادة الدول العربية المجتمعون في الدورة التاسعة عشرة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بالرياض عاصمة المملكة العربية السعودية يومي 9- 10ربيع الأول 1428ه الموافق 28- 29مارس (آذار) 2007م.

  • استنادا الى الأسس والمقاصد التي نص عليها ميثاق جامعة الدول العربية والمواثيق العربية الأخرى، بما فيها وثيقة العهد والوفاق والتضامن بين الدول العربية ووثيقة التطوير والتحديث في الوطن العربي.

  • واستلهاما للقيم الدينية والعربية التي تنبذ كل اشكال الغلو والتطرف والعنصرية وحرصا منا على تعزيز الهوية العربية ومقوماتها الحضارية والثقافية ومواصلة رسالتها الإنسانية المنفتحة في ظل ما تواجهه الأمة من تحديات ومخاطر تهدد باعادة رسم الأوضاع في المنطقة وتمييع الهوية العربية وتقويض الروابط التي تجمعنا.

  • وتأكيدا على الضرورة الملحة لاستعادة روح التضامن العربي وحماية الأمن العربي الجماعي والدفع بالعمل العربي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، والالتزام بالجدية والمصداقية في العمل العربي المشترك والوفاء بمتطلبات دعم جامعة الدول العربية ومؤسساتها.

نعلن عزمنا على:

  • العمل الجاد لتحصين الهوية العربية ودعم مقوماتها ومرتكزاتها وترسيخ الانتماء اليها في قلوب الأطفال والناشئة والشباب وعقولهم، باعتبار ان العروبة ليست مفهوما عرقيا عنصريا بل هي هوية ثقافية موحدة تلعب اللغة العربية دور المعبر عنها والحافظ لتراثها، واطار حضاري مشترك قائم على القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية، يثريه التنوع والتعدد والانفتاح على الثقافات الإنسانية الأخرى، ومواكبة التطورات العلمية والتقنية المتسارعة دون الذوبان او التفتت او فقدان التمايز ولذلك نقرر:

  • اعطاء اولوية قصوى لتطوير التعليم ومناهجه في العالم العربي بما يعمق الانتماء العربي المشترك ويستجيب لحاجات التطوير والتحديث والتنمية الشاملة ويرسخ قيم الحوار والإبداع ويكرس مبادئ حقوق الإنسان والمشاركة الإيجابية الفاعلة للمرأة.

  • تطوير العمل العربي المشترك في المجالات التربوية والثقافية والعلمية عبر تفعيل المؤسسات القائمة ومنحها الأهمية التي تستحقها والموارد المالية والبشرية التي تحتاجها خاصة فيما يتعلق بتطوير البحث العلمي والإنتاج المشترك للكتب والبرامج والمواد المخصصة للاطفال والناشئة وتدشين حركة ترجمة واسعة من اللغة العربية واليها وتعزيز حضور اللغة العربية في جميع الميادين بما في ذلك وسائل الاتصال والإعلام والانترنت وفي مجالات العلوم والتقنية.

  • نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح ورفض كل اشكال الإرهاب والغلو والتطرف وجميع التوجهات العنصرية الاقصائية وحملات الكراهية والتشويه ومحاولات التشكيك في قيمنا الإنسانية او المساس بالمعتقدات والمقدسات الدينية والتحذير من توظيف التعددية المذهبية والطائفية لأغراض سياسية تستهدف تجزئة الأمة وتقسيم دولها وشعوبها واشعال الفتن والصراعات الأهلية المدمرة فيها.

  • ترسيخ التضامن العربي الفاعل الذي يحتوي الأزمات ويفض النزاعات بين الدول الأعضاء بالطرق السلمية واطار تفعيل مجلس السلم والأمن العربي الذي اقرته القمم العربية السابقة وتنمية الحوار مع دول الجوار الإقليمي وفق مواقف عربية موحدة ومحددة واحياء مؤسسات حماية الأمن العربي الجماعي وتأكيد مرجعياته التي تنص عليها المواثيق العربية والسعي لتلبية الحاجات الدفاعية والأمنية العربية.

  • تأكيد خيار السلام العادل والشامل باعتباره خيارا استراتيجيا للأمة العربية وعلى المبادرة العربية للسلام التي ترسم النهج الصحيح للوصول الى تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي مستندة الى مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها ومبدأ الأرض مقابل السلام.

  • تأكيد اهمية خلو المنطقة من كافة اسلحة الدمار الشامل بعيدا عن ازدواجية المعايير وانتقائيتها محذرين من اطلاق سباق خطير ومدمر للتسلح النووي في المنطقة ومؤكدين على حق جميع الدول في امتلاك الطاقة النووية السلمية وفقا للمرجعيات الدولية ونظام التفتيش والمراقبة المنثق عنها.

ان ما تجتازه منطقتنا من اوضاع خطيرة تستباح فيها الأرض العربية وتتبدد بها الطاقات والموارد العربية وتنحسر معها الهوية العربية والانتماء العربي والثقافة العربية، يستوجب منا جميعا ان نقف مع النفس وقفة تأمل ومراجعة شاملة. واننا جميعا قادة ومسؤولين ومواطنين، آباء وأمهات وأبناء، شركاء في رسم مصيرنا بأنفسنا، وفي الحفاظ على هويتنا وثقافتنا وقيمنا وحقوقنا. ان الأمم الأصيلة الحية تمر بالأزمات الطاحنة فلا تزيدها سوى ايمان وتصميم وان امتنا العربية قادرة باذن الله حين توحد صفوفها وتعزز عملها المشترك ان تحقق ما تستحقه من امن وكرامة ورخاء وازدهار".

الرياض 1428/3/10ه 2007/3/29م