اختتم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود واخوانه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول العربية أمس أعمال القمة العربية في دورتها العادية التاسعة عشرة وذلك بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض بعقد جلسة عمل مفتوحة.

وبعد أن أعلن خادم الحرمين الشريفين افتتاح الجلسة ألقى فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية كلمة أمام المؤتمر.

عقب ذلك ألقى صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دول الكويت كلمة أعرب فيها عن أمل القادة العرب بأن تتكلل أعمال هذه القمة بالنجاح والتوفيق وتحقيق الأهداف التي يسعى إليها الجميع من اجل عزة ورفعة الأمة العربية وتحقيق ما يتطلع إليه من تقدم وازدهار.

وأشاد سموه بالجهود الكبيرة والمقدرة التي بذلها ويبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لتوفير أسباب النجاح لهذا المؤتمر الذي لابد ان تتضافر فيه جهود القادة العرب لانجاحه وتحقيق أهدافه المنشودة معبراً عن شكره وتقديره لفخامة الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهوررية السودان الشقيقة على جهوده المخلصة اثناء رئاسته اعمال القمة السابقة.

وقال سمو أمير دولة الكويت "تأتي هذه القمة في ظل ظروف وأوضاع وتحديات تعيشها أمتنا العربية هي غاية في الدقة والأهمية نتيجة لتفاقم الخلافات السياسية والابتعاد عن تغليب المصالح العليا لامتنا العربية على ما سواها واستفحال حالة انعدام الثقة بيننننا وتنامي ظاهرة التشكيك في نوايا بعضنا البعض الامر الذي أعاق عملنا العربي المشترك وافقده مصداقيته وبات معه أبناء أمتنا العربية يعيشون حالة احباط وعدم وضوح في الرؤى لآفاق مستقبلهم مما ولد لديهم حالة من الياس".

واضاف قائلا "انطلاقا من مسؤوليتنا التاريخية إزاء هذه المعطيات فانه يتحتم علينا أن نتعامل معها على قدر كبير من المسؤولية والواقعية والسعي الدؤوب لمعالجة وحل هذه القضايا والمشاكل والتعامل معها بروح صادقة وموضوعية وبوعي كامل بأهمية العمل العربي الجماعي وتطلعات شعوبنا وامالها وانطلاقاً من الامكانات المتاحة لنا وبما يحقق مصالحنا المشتركة في الأمن والسلام والاستقرار والتنمية".

اثر ذلك ألقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية كلمة ازجى فيها الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولحكومته وشعبه على حسن الاستقبال وكرم الضيافة والاعداد الجيد لانجاح هذا المؤتمر.

واقترح تشكيل لجنة برئاسة خادم الحرمين الشريفين ومن يراه الى جانبه من القادة العرب لراب الصدع وحل الخلافات بين الاشقاء كما عمل خادم الحرمين الشريفين على نجاح أعمال المؤتمر.

بعد ذلك ألقى فخامة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس كلمة أمام المؤتمر.

أثر ذلك ألقى فخامة الرئيس جلال طالباني رئيس جمهورية العراق كلمة أمام المؤتمر.

عقب ذلك ألقى فخامة الرئيس العقيد علي ولد محمد فال رئيس جمهورية موريتانيا الإسلامية كلمة أعرب فيها عن الشكر والامتنان للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.

وأكد ضرورة لم الشمل العربي وتوحيد الكلمة وتعزيز التضامن بين الدول العربية لاستعادة الحقوق المشروعة وان يتمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة مشيدا في هذا الصدد باتفاق مكة المكرمة الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين والذي اثمر عن تشكيل الحكومة الوطنية الفلسطينية متمنيا لها التوفيق وان تتكلل جهودها بالنجاح.

وتمنى للقمة تعزيز العمل العربي المشترك في اطار من التفاعل والتعاون بما يخدم الموقف العربي وللأمة العربية دوام التقدم والازدهار والاستقرار

ثم ألقى فخامة الرئيس أميل لحود رئيس الجمهورية اللبنانية كلمة أمام المؤتمر.

ثم ألقى دولة رئيس وزراء الصومال علي محمد جيدي كلمة قدم فيها شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحكومته الرشيدة على الدعوة لانشاء لجنة وزارية خاصة بالصومال التي ستعقد اجتماعها القادم في جدة بمشاركة الحكومة الصومالية والقوى الاهلية والدينية مع اجراء المشاورات اللازمة مع كافة الاطراف ذات العلاقة.

عقب ذلك القيت كلمة فخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية القاها نيابة عنه الوزير الاول بالجمهورية التونسية محمد الغنوشي رئيس الوفد التونسي في القمة أكد فيها أهمية تنسيق الجهود بين الدول العربية تجاه الجهود الرامية الى ترسيخ قيم الحوار والتسامح مع مختلف الحضارات والثقافات والاديان تحصينا للمجتمعات العربية ضد التطرف والعنف وخدمة للأمن والسلام الدوليين.

أثر ذلك ألقى فخامة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية كلمة عبر فيها باسمه وباسم الجمهورية السورية عن الشكر والتقدير للجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته وشعبه لاستضافة هذه القمة والعمل على إنجاحها.

وأعرب عن تقديره لفخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير ولحكومة وشعبه لقيادته العمل العربي المشترك خلال الدورة الثامنة عشرة لمجلس الجامعة على مستوى القمة مقدما شكره لاصحاب الجلالة والفخامة والسمو على اعتمادهم قرار عقد القمة المقبلة في سوريا.

وقال "لقد كانت قمة الرياض بحق قمة استعادة الأمل من اجل انطلاقة جادة لعمل عربي مشترك يمهد الطريق لتفعيل التضامن العربي الذي تشهده جماهير الأمة وتتطلع إليه لمواجهة التحديات الخطيرة التي تتعرض لها".

وأضاف فخامته قائلا "إن القرارات التي اتخذناها في قمتنا هذه تعكس تصميمنا جميعا على السير قدما لتلبية تطلعات امتنا العربية وحشد كل إمكاناتنا لخدمة أهداف شعبنا وتجاوز حالة الوهن التي نمر بها من اجل تحصين أمننا القومي والدفاع المشترك عن مصالحنا ومستقبل أجيالنا".

وأكد أنه وبالنظر إلى ما تم الاستماع اليه في القمة من كلمات وفي مقدمتها كلمة رئيس المؤتمر خادم الحرمين الشريفين وانتهاء بالمداخلات التي قدمها القادة في الجلسة المغلقة أمس شيء يدعوا إلى الاطمئنان وخاصة ما تضمنته من إصرار واضح على التمسك بالحقوق وعدم التفريط بها والتأكيد على أن الحلول تأتي من داخل المنطقة العربية مشيرا إلى أنه هذا هو ما يميز هذه القمة على الإطلاق وأنه هو ما ينتظره منا كل مواطن على امتداد الساحة العربية.

وقال "إذا كانت الظروف الصعبة والاستثنائية التي مرت بها أمتنا في الأعوام الماضية قد حالت دون تحقيق ما نصبو إليه في إطار العمل العربي المشترك فإن هذه الظروف والتي لم تخف وطأتها بعد هي نفسها التي تدفعنا اليوم باتجاه التمسك أكثر بجامعتنا العربية وبتضامننا العربي وبحقوقنا وبمصالحنا "مضيفاً" كل ذلك من شأنه أن يرسل رسالة قوية إلى بعض القوى الطامعة بأرضنا وثرواتنا والتي تصورت أنها قادرة على تجاوزنا والتحكم بمصيرنا وفرض إرادتها علينا فإننا امة لا تستكين للظلم والحصار وترفض المساومة على الحقوق".

وأكد فخامته أنه يسجل لهذه القمة أنها وضعت العمل العربي المشترك على المسار الصحيح مشيرا إلى أنه بمقدار التزام الجميع بالمصداقية والعمل المخلص فإن الجميع سيكونون قادرين على تنفيذ ما تم اعتماده من قرارات وبالتالي دفع العمل العربي المشترك قدما إلى الأمام.

وأعرب عن ثقته بأن خادم الحرمين الشريفين وحكومته سيبذلون كل جهد ممكن خلال الأيام والأشهر القادمة لتعزيز التضامن العربي والإسهام في إيجاد الحلول الناجعة للمشكلات التي تعرض امن واستقرار المنطقة للخطر.

وتمنى في ختام كلمته التوفيق والنجاح لرئاسة القمة الحالية وختاما معربا عن أمله في تكون القمة القادمة في دمشق نقلة نوعية أخرى في مسيرة العمل العربي المشترك.

عقب ذلك قال خادم الحرمين الشريفين "احب ان اتوجه بالشكر لفخامة الرئيس بشار الاسد على كلمته وعلى ما اعلن بشأن قيام سوريا الشقيقة باستضافة القمة العربية القادمة".

عقب ذلك ألقى فخامة الرئيس احمد عبدالله محمد سامبي رئيس جمهورية القمر الاتحادية كلمة أمام المؤتمر.

ثم ألقى دولة نائب رئيس الجمهورية الاندونيسية محمد يوسف كلا كلمة شكر فيها المملكة العربية السعودية على دعوتها لاندونيسيا لحضور هذه القمة كما نقل تحيات فخامة الرئيس الأندونيسي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

واثنى على مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح القمة العربية التي حددت الاطار الذي تسير فيه أعمال القمة معبرا عن شكره للأمة العربية لمساندتها لاندونيسيا منذ استقلالها.

وقال (انه رغم بعد اندونيسيا عن الشرق الاوسط إلا أنها تتضامن مع هذه المنطقة في صور مختلفة من التضامن).

وأضاف "ان النزاع في الشرق الاوسط ليس مجرد قضية اقليمية ولكن قضية تهم الأمة الاسلامية بأسرها..فاستمرار هذا النزاع الذي طال عليه الأمد في الشرق الاوسط لا يؤثر فقط على اندونيسيا ولكنه قد ترتب عليه مزيد من التعقيدات على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى اسعار النفط مما اضاف كثيرا من المشكلات وعدم الاستقرار في مختلف مناطق العالم".

وأكد دولته أن الحل السلمي للنزاع في الشرق الاوسط من شانه ان يحقق الاستقرار والرفاهية للبلدان الاسلامية ككل مرتئيا ان حل هذا النزاع ليس واجباعلى دول المنطقة فحسب وانما هو واجب على الدول الاسلامية بما في ذلك اندونيسيا.

واشار الى المعاناة المستمرة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال مؤكدا ان الحلول السلمية من خلال المفاوضات لم تحقق النتائج الملموسة حتى الآن.

وشدد على ضرورة الاعتراف بأن قضية فلسطين هي جوهر الصراع في الشرق الاوسط وان استمرار هذا النزاع يولد مشكلات اخرى مثل ما حدث في لبنان داعيا الى مواصلة الجهود لتحقيق الاستقرار في جنوب لبنان.

وتحدث عن موقف أندونيسيا من الوضع في العراق متمنيا ان تكون هناك نهاية قريبة لتلك الاوضاع المأساوية فيه.

وفي ختام كلمته اكد نائب الرئيس الاندونيسي ان السلام لا يمكن ان يتحقق الا من خلال الحلول الوسطية المتبادلة ومن خلال الشجاعة التي يتسم بها القادة والزعماء والامكانات الاقتصادية للدول الإسلامية التي لها دور حاسم في ارساء اسس السلام والرفاهية.

إثر ذلك تلا معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الاستاذ عمرو موسى (إعلان الرياض).

ثم أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر القمة العربية اختتام أعمال المؤتمر قائلا (بسم الله بدأنا وبسم الله نختتم أعمالنا ولا يسعني أيها الاخوة الكرام إلا أن أشكركم على حسن تعاونكم للوصول إلى هذه النتائج التي توصلنا إليها والتي سيكون لها مردود إيجابي إن شاء الله على قضايانا الملحة وشكرا لكم).

بعد ذلك ودع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود اخوانه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول العربية إثر انتهاء الجلسة الختامية متمنيا لهم سفرا سعيدا.

كما كان في وداعهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس وفد المملكة في المؤتمر وأصحاب السمو الملكي الأمراء ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية.

ويضم وفد المملكة كلا من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني ومعالي وزير العمل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي ومعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ومعالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني.

وقد حضر الجلسة الختامية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وأعضاء الوفود المرافقين لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو ورؤساء وفود الدول العربية ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدون لدى المملكة وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.