اجتمع الرئيس اللبناني اميل لحود في قصر إقامته في الرياض قبل ظهر أمس مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وسفير المملكة في لبنان الدكتور عبدالعزيز خوجة في حضور الوزيرين فوزي صلوخ ويعقوب صراف.

وقالت مصادر الوفد اللبناني المرافق للرئيس لحود انه تم خلال الاجتماع التداول في الملاحظات التي أبداها الرئيس اللبناني حول ورقة التضامن مع لبنان التي أقرها مجلس وزراء الخارجية العرب تمهيداً لرفعها إلى القمة.

وعرض الرئيس لحود لوجهة نظره حيال النقاط التي اقترح تعديلها، مشدداً على أن الغاية من هذه المقترحات تأمين نجاح القمة وخروجها بمواقف تعزز التضامن العربي حيال القضايا المتداولة في لبنان.

وشدد الرئيس لحود على أن قمة الرياض يجب أن تكون بالنسبة لجميع اللبنانيين الإطار الذي يشجع على كل ما يعزز وحدتهم وتماسكهم، منوهاً بالجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في هذا السياق.

وأوضحت المصادر أنه بعد التداول تم التوافق على ادخال تعديلات على عدد من بنود الورقة بحيث تصبح أكثر تجاوباً مع توجهات اللبنانيين وخياراتهم الوطنية الثابتة.

وأكد موسى بعد اللقاء انه تم التوصل إلى تفاهم حول الورقة ومن الناحيتين، لكنه لم يوضح عما إذا تم الأخذ بملاحظات الرئيس لحود، واكتفى بالقول: "نحن تكلمنا في إطار التوافق على ما طرح من قبلنا جميعاً"، إلا أنه أكد أنه أصبح أمامنا الآن ورقة لبنانية واحدة في القمة.

وكشفت مصادر لبنانية بالرياض بأن هناك سلسلة طروحات تتعلق بالورقة اللبنانية، لكن هذه التعديلات لن تصبح نافذة إلا إذا أقرها القادة العرب في جلسة مغلقة.

أبرز هذه التعديلات عبارة أزيلت في الفقرة الأولى: "التفاف الشعب اللبناني حول حكومته ودولته" التي كانت تتعلق بفترة الحرب التي شهدها لبنان في الصيف الماضي، ولم تستبدل هذه العبارة بأي عبارة أخرى.. وكذلك هناك تعديل مقترح في الفقرة الخامسة، فبدل أن يقال "تبني ودعم النقاط السبع" اقترح لحود استبدالها بكلمة "ترحيب" بالنقاط السبع.

وقالت المصادر ان هذه النقطة لم تحسم بعد خصوصاً وأن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة يقول بأن هذه النقاط تم تبنيها في الاجتماع العربي الذي انعقد في بيروت والذي انتقل بعده الوفد العربي إلى نيويورك قبل صدور القرار ..1701.لكن الرئيس السنيورة لا يرى أي مشكلة في حال تم الأخذ بهذا التعديل واستبدلت كلمة "ترحيب" "بتبني ودعم".

أما الفقرة السادسة عشرة، فقد اقترح لحود تعديل الفقرة التي تقول "بدعم الجهود التي يبذلها الأمين العام للجامعة والرئاسة الحالية والسابقة للقمة، بعد التشاور مع الدول العربية ومع الحكومة اللبنانية ومختلف القوى السياسية، واستبدالها بعبارة المؤسسات الدستورية اللبنانية بدل كلمة الحكومة اللبنانية.

ووصفت المصادر هذه التعديلات انها لفظية لا تمس بجوهر الدعم العربي والسياسي والمادي للحكومة اللبنانية، وأكدت على ذلك بأن الفقرة الثانية في الورقة اللبنانية، بقيت كما هي، والتي تؤكد على "التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي للحكومة اللبنانية".

وكان الرئيس اللبناني قد زار قبيل انعقاد القمة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في مقر إقامته في الرياض.

أما رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة فقد توج لقاءاته ليل أمس الأول بالاجتماع بخادم الحرمين لمدة ساعة في حضور ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والسفير خوجة.

وصرح الرئيس السنيورة بأن اللقاء كان طيباً جداً جداً.

وذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن الأجواء جيدة فيما يتعلق بورقة العمل التي قدمتها الحكومة إلى المؤتمر.. ونقلت عن مصادر واسعة الاطلاع في الرياض ان لقاءي الملك عبدالله مع الرئيس السوري بشار الأسد ثم مع الرئيس السنيورة ستظهر نتائجها في القمة، وان الوزير الفيصل مكلف لقاء الرئيس لحود.

وكان الرئيس السنيورة زار تباعاً الرئيس المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.. واستقبل في مقر اقامته، رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي، وعمرو موسى الذي رأى أن الوضع في المنطقة "خطير جداً" ولا نريد للبنان أن يرفع عنه أمر من الأفضل أن ينجو منه.. ونفى أن يكون هناك موعد حتى الآن لمعاودة مساعيه في لبنان لكنه تمنى أن يكون ذلك في القريب.

وجلس الرئيس السنيورة في الجلسة الافتتاحية للقمة في المكان المخصص للشخصيات الكبيرة.