شكلت مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً ومياه الصرف الزراعي المستخدمة للري (والتي يطلق عليها المصادر غير التقليدية لمياه الري) في محافظة الأحساء ما نسبته 61% من المياه المستخدمة خلال العام الميلادي الماضي 2006م ، جاء ذلك خلال تقرير أصدرته الهيئة مؤخراً، وفي ذات السياق ولأهمية التعرف على هذه النوعية من المياه وخصائصها ومراحل معالجتها وأهم المقاييس التي تتبع للحكم على جودتها وأهم الاحتياطات الواجب مراعاتها عند استخدامها في أغراض الري غير المقيد عقد مؤخراً دورة تخصصية للمهندسين المختصين بالهيئة والمشاريع التابعة لها وبحضور 21مهندسا من المختصين بإدارات الهيئة المختلفة ومشروع التحسين الزراعي بالقطيف بعنوان "استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً في أغراض الري الزراعي" وذلك بهدف تدريب وتأهيل المهندسين المختصين بإدارات الهيئة ذات العلاقة بموضوع الدورة علمياً وفنياً في مجال إدارة مياه الصرف الصحي المعالجة واستخدامها لأغراض الري الزراعي استخداماً آمناً بيئياً وصحياً ومساعدتهم في العمل على زيادة وعي المزارعين والمستخدمين لهذه النوعية من المياه بما يحقق الاستخدام الآمن بيئيًا و صحيًا، وقد أفاد المهندس أحمد بن عبدالله الجغيمان مدير عام الهيئة بأنه يشترط معالجة مياه الصرف الصحي ثلاثياً بغرض استخدامها للري غير المقيد أي (ري جميع المحاصيل دون استثناء) وأن تكون مطابقة للمعايير والمواصفات القياسية طبقاً لما جاء باللائحة التنفيذية لنظام مياه الصرف الصحي المعالجة وإعادة استخدامها، والتي حرصت الهيئة على تطبيقها والالتزام بها وتبنى برامج رقابية لجودة هذه النوعية من المياه وأنشأت لذلك مختبرات متخصصة ووظفت كوادر وطنية مؤهلة ودربتها حتى تكون على أعلى مستوى علمي وتقني للقيام بهذه المهمة حيث يتم مراقبة نوعية مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً على مدار الساعة وتقوم الهيئة بدراسة أثر استخدام هذه النوعية من المياه على التربة والنبات وذلك بالتعاون مع مراكز البحوث المتخصصة.
ويوضح الدكتور مجدي شاهين محمد خبير المياه والتربة بالهيئة بأن عملية معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها في أغراض الري الزراعي تحقق أهدافاً بيئية واقتصادية من أهمها:
1- التخلص من الملوثات التي تحتويها مياه الصرف الصحي (الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية).
2- الاستفادة منها كمصدر لمياه الري وذلك للمحافظة على المياه الجوفية والحد من استنزافها .
3- منع تسرب هذه المياه إلى المصادر الطبيعية للمياه (البحار - الأودية - المياه الجوفية)
4- الحد من تكون المستنقعات والمسطحات المائية المكشوفة.
5- الاستفادة من المحتوى السمادي لهذه المياه بعد معالجتها وإعادة استخدامها في الزراعة وما لها من قيمة سمادية نظرًا لاحتوائها على تركيزات من العناصر الغذائية الضرورية للنبات سواء كانت عناصر كبرى مثل النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم وكذلك العناصر المغذية الصغرى.
تجدر الإشارة إلى أن هيئة الري والصرف بالأحساء توجهت ومنذ وقت مبكر وفق استراتيجيتها للمحافظة على المصادر الطبيعية للمياه الجوفية إلى الاعتماد على المصادر غير التقليدية لمياه الري باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً في أغراض الري كمصدر مستمر ومتجدد بالمشروع واستيعاب ما يحتاجه من هذه المياه المعالجة واستخدامها بطريقة مجدية اقتصادياَ.
التعليقات