قال "كشاجم الرياض" - عفا الله عنه - لقد طار في الآفاق ذكره أبو حيان، وصار كتابه "الامتاع والمؤانسة" مادة المفاكهة والمجالسة، وحجة الحفظ والمدارسة لعمري - لقد اترع بالأحبار والاحاديث والاشعار السيارة فمن اراد يرقق ثياب الليل الصفيقة فعليه بالامتاع والمؤانسة لأن مسامراته تسري كالطيوف الهادية والنسمات المتهاوية لتدع جدران الجلافة، وتجمد طوفان الحيرة، وتبدد كثبان الهموم، وهاهو "هيثم الطعيمي يقدم لناد الامتاع والمؤانسة بعناية وتدقيق اعتماداً على تحقيق الأستاذين: أحمد امين، واحمد الزين وقال "الطعيمي": "كتاب الامتاع والمؤانسة الذي اضطلع بتحقيقه - احمد امين واحمد الزين وهو الذي نقدمه للقارئ الكريم اعتماداً على طبعتهما ظهر على ثلاثة اجزاء صدرت في السنوات 1939م، 1942م، 1944م" قد اثنى الطعيمي" على جهد الاحمدين في التحقيق وتصحيح نصوصه ومراجعتها وجاء التحريف والتصحيف على أضيق نطاق. ولتأليف "الامتاع والموانسة" قصة طريقة ذلك ان رجلاً اسمه "أبو الوفاء المهندس" كان صديقاً لأبي حيان وللوزير ابي عبدالله العارض فقرب أبوالوفاء أباحيان من الوزير "العارض" ووصله به، ومدحه عنده، حتى جعل الوزير أبا حيان من سماره، فسامره سبعاً وثلاثين ليلة كان يحادثه فيها ويطرح الوزير عليه اسئلة في مسائل مختلفة فيجيب عنها ابوحيان، ثم طلب "أبو الوفاء المهندس" من ابي حيان، ان يدون كل مادار بينه وبين الوزير العارض" في كتاب. وممن يحسب للمهندس نصيحته "لأبي حيان" ان يتوخى الصدق في كل ما يكتب فظهر الكتاب الموسوم "بالإمتاع والمؤانسة".