إن شرخ الفقرات القطنية عبارة عن كسر مزمن في الجزء الخلفي من الفقرة القطنية قد يحصل نتيجة اصابة قديمة أو نتيجة إجهاد بطيء ومزمن على اسفل الظهر خلال فترة الطفولة والمراهقة كما هو الحال في بعض الرياضيين كلاعبي الجمباز كما أن الشرخ قد يكون نتيجة تشوه خلفي أو عيب ولادي في اجزاء من الفقرة وعلى الرغم من أنه كثير من المرضى المصابين بهذه المشكلة لا تكون لديهم أية أعراض أو آلام الا ان كثيرا من المصابين يعانون من آلام مزمنة في أسفل الظهر تزداد شدتها مع الحركة والإجهاد خلال ممارسة الأعمال اليومية أما في الحالات المتقدمة فقد يحصل انزلاق للفقرة المصابة وذلك بأن تتحرك هذه الفقرة المصابة لتنزلق من مكانها الطبيعي وتتحرك نحو الأمام بدرجات متفاوتة مما يسبب ضغطاً على الأعصاب التي تجري خلال القناة العصبية في الفقرة وبالتالي يؤدي الى زيادة في الآلام وامتدادها الى منطقة الأوراك والساقين مع احتمال حدوث خدور في الساقين وصعوبة وآلام عند الحركة أو الوقوف أو المشي. وعادة ما يتم التشخيص بالفحص السريري والأشعة السينية وأشعة الرنين المغناطيسي للفقرات القطنية أما بالنسبة للعلاج فإنه لا يوجد دواء أو حزام أو علاج طبيعي لإعادة الفقرة المنزلقة الى مكانها الأصلي ولكن يتم عمل برنامج علاجي تحفظي لإزالة الأعراض وذلك بتجنب الإجهاد على اسفل الظهر وتخفيف الوزن وعمل جلسات علاج طبيعي وتمرينات لتقوية عضلات البطن والظهر بالاضافة الى ذلك فإن الأدوية المضادة للالتهاب والمسكنة للآلام والمرخية للعضلات يمكن استخدامها لبعض الوقت كما أن الأحزمة الطبية المساندة لمنطقة اسفل الظهر قد تساعد على تخفيف الآلام أما في الحالات المتقدمة والشديدة والتي لا تستجيب لهذا البرنامج التحفظي فإن التدخل الجراحي يكون لازماً لرفع الضغط عن الأعصاب وإعادة الفقرة المنزلقة لوضعها الطبيعي وتثبيتها ودمجها مع الفقرة المجاورة. هذه الجراحة عادة ما تستغرق حوالي 3ساعات وهي ذات نسبة نجاح مرتفعة بإذن الله عندما يتم اجراؤها بدقة ومهارة وعادة ما يتمكن المريض أو المريضة من مغادرة المستشفى بعد بضعة أيام ويتم تزويده بحزام طبي يستخدمه عند المشي لمدة شهرين ويمكنه خلالها ممارسة حياته بشكل طبيعي ويتم تشجيعه على المشي منذ الأيام الأولى بعد العملية.

*استشاري جراحة العظام والعمود الفقري