الضيوف المشاركون:
د. عبدالرحمن محمد القحطاني أستاذ الاعلام - وباحث في العمل التطوعي
د. محمد عودة العنزي كاتب صحفي
د. عبدالله الوقداني استاذ علم الاجتماع التنظيمي
اعتنت الدولة بالعمل التطوعي في الداخل والخارج، وجعلت ذلك من أول اهتماماتها، حيث استحدثت إدارات متعددة وقامت بدراسة حالات المحتاجين وتخصيص إعانات سنوية لهم وفق شروط وضوابط معينة كما قامت بدعم المتضررين والمنكوبين في الحروب والزلازل والأعاصير كالبوسنة والهرسك والصومال واندونيسيا وغيرها الكثير الكثير، فاستمر تدفق المساعدات الإغاثية في فلسطين ولبنان، ولذا كان العمل التطوعي نهجا أشير اليه بالبنان. وفي هذه الأيام يعمل على المؤتمر الأول للتطوع، فكان لنا هذه الاجابات على التساؤلات التي حرصنا على طرحها في الندوة كمجالات التطوع وأنواعه وضوابطه والقائمين عليه.
@ "الرياض": نود تعريف التطوع كتوطئة للندوة؟
د. عبدالرحمن القحطاني: إن المدخل للعمل التطوعي في المملكة يأتي أساساً من التوجهات التي نهجتها في سياستها الدولة. وعرف التطوع بأنه هو ما تبرع به الشخص من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه، وفي اللغة العربية يأتي بمعنى الزيادة في العمل من غير إلزام كالتنفل في الصلاة أو الصوم او غير ذلك قال الله تعالى في محكم التنزيل (فمن تطوع خيرا فهو خير له) أيضا يعرف بالجهد الذي يبذله الانسان بلا مقابل، إذاً العمل التطوعي هو إحدى الركائز الأساسية التي يقوم عليها العمل الخيري وينطلق من أسس شرعية ونظرية وتطبيقية، وقد يرتقي في بعض الحالات الى مرتبة الواجب.
د. عبدالله الوقداني: هناك إضافة وتكملة للتعريف، أعتقد ان الانسان حينما يعمل عملا تطوعيا دون مقابل، فلابد من شيء مقابل، والمقابل ليس بالضرورة ان يكون شيئا ماديا لكنه يكون شيئا معنويا بمعنى أن يشعر برضا نفسي وتشعر انك تقدم شيئا للمجتمع وتشعر براحة نفسية، والذي يعمل في مجال التطوع أجره قوي جدا ولديه حافز قوي يدفعه الى العمل.
د. محمد العنزي: وددت أن أضيف إلى ما تفضل به الدكتور في التعريف لمفهوم تعريف التطوع وهو انه فضيلة انسانية للانسان بشكل عام وليس مقتصرا على التراث العربي والإسلامي على الرغم من انه جزء من تراثنا وتقاليدنا وعاداتنا، لكنه موجود في الديانات السماوية وفي جميع الحضارات البشرية ولدى جميع الشعوب. والشيء الملفت للنظر أن التطوع منتشر في المجتمعات الغربية أكثر بكثير من المجتمعات العربية والاسلامية على الرغم من ان الدوافع الدينية والإسلامية في المجتمعات العربية والإسلامية والاجتماعية أكثر بكثير من الدوافع المادية في المجتمعات الغربية.
@ "الرياض": هل هناك مجالات للتطوع وهل هناك حقوق وواجبات للمتطوعين؟
د. عبدالله الوقداني: هي جميع الأعمال التي لا تستطيع الدولة أن يكون لها دور مباشر فيها وخارجة عن نطاق السيطرة الرسمية.
د. محمد العنزي: معلوم ان الدولة الحديثة توسعت بشكل كبير وأصبحت غير قادرة على القيام بدورها في شؤون مواطنيها كما يقال من المهد إلى اللحد فأصبح لابد من ما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني، وهي المؤسسات غير الحكومية التي تقوم بدور رافد ومكمل ومساعد لدور الدولة في خدمة المجتمع في جميع المجالات بشكل متكامل، وهذه المؤسسات المساعدة تخدم يدا بيد مع الدولة لخدمة المجتمع وتعمل من خلال أنظمة وقوانين المجتمع الذي توجد فيه، وكل ما في خدمة الانسان يعتبر تطوعا. وأود ان اركز على شيء معين هو أن مفهوم التطوع لا يحصر في مجال الاغاثة او الدعوة أو عمل الخير او الزكوات او الصدقات على الرغم من انها أعمال جميلة ومباركة، ولكن الجزء الآخر في التطوع لدى المجتمعات العربية هو الجانب التنموي أو التطوع في المجالات التنموية مثل الخدمات الصحية والخدمات التعليمية وخدمات البيئة فإذاً مفهوم التطوع أوسع وأكبر من أن يحصر في عمل الخير او مساعدة الفقير او المسكين رغم ان هذا شيء مهم، ولكن لابد ان يتوسع الى أن يشمل دائرة أكبر وجميع ما يخدم الانسان.
د. عبدالرحمن القحطاني: ان العمل التطوعي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني. وأعود الى مرجعيات حينما أتحدث في موضوع مثل هذا وأقول ان هناك اشكالية في الجانب الاداري والتنظيمي والثقافي. والاشكالية التي أتطرق اليها كما تفضل الدكتور عبدالله هي أن هناك الكثير من الدول لم تصدق على العهد الدولي للحقوق المدنية وحرية تشغيل الجميع، وهذا أمر فيه اشكالية، ولا تستطيع الآن ان تنشئ جمعية تطوعية خيرية الا بترخيص، لكن لا يكون الترخيص على حساب هويتها واستقلالية عملها وشخصيتها وانطلاقتها. وأعطيك مثلا: أنا مقدم ورقة عمل لانشاء جمعية حماية الطفل، وذلك لوزارة الشؤون الاجتماعية والى الآن ننتظر الترخيص.. النقطة الأخرى الآن الجمعيات الخيرية دخلت في مواضيع
هي في الواقع من صلب عمل الدولة وليس من عمل الجمعيات وصارت هناك ازدواجية. والمجتمع المدني ينظر إلى حاجاته وينظر إلى ان يقود العمل التطوع.
أما مجالات العمل التطوعي فهي معروفة كالجانب الإداري والتنظيمي ومركز التأهيل والتدريب. وفي مجالات الطب أيضاً هناك عمل تطوعي وفي مجال البيئة يوجد عمل تطوعي كبير. والتعود على النظام التطوعي في أوقات الكوارث والأزمات وفي الحروب أيضاً نحتاج إلى التطوع الإعلامي زد على ذلك التطوع الأمني، وهذا موضوع جديد تطرق اليه الدكتور عبدالله وإذا سمعت الصوت الشرعي أو نظام الدولة في محاربة الفئة الضالة، فلي حق التطوع وقد يصل إلى حد الواجب عليّ. فالتطوع له مجالات كثيرة وعديدة وعلى الإنسان ان يعمل في أحدها، والدكتور عبدالله لمعرفتي بتخصصه في العلوم الاجتماعية والقانون الاجتماعي يمكن أن يعطينا بعض المعلومات في الجانب القانوني.
- د. عبدالله الوقداني: إن ما يعوّق العمل التطوعي هو التنظيم بمعنى أن هناك مجموعة من الاجراءات التي قد تعيق العمل، حيث نجد الأفكار تأتي من الفئة الأقل وظيفة ومن عامة الناس وكما ترون في معظم الجمعيات فإن المعوّق هو التنظيم بالدرجة الاولى.
@ "الرياض": هناك دور ريادي تقوم به المملكة سواء في الداخل أو في الخارج وفي مجالات متعددة في الخدمات التطوعية.. هل يمكن ان تحدثونا عن هذا الدور؟
د. عبدالله الوقداني: أنا في اعتقادي ان الدولة لا يجب أن تتحدث عن العمل التطوعي لأنه من العطاءات التي هي تتحدث عن نفسها، ورجال الأعمال هم الذين يجب أن يقدموا العمل التطوعي، وألا يضع رجل الأعمال في تفكيره العائد المادي وإذا أصبح تفكيره بهذا المنطلق فلن يكون ما يقوم به عملاً تطوعياً. والشركات الكبيرة غالبيتها تقدم العمل التطوعي.
د. محمد العنزي: القطاع الخاص هو قطاع ربحي والحكومة لها أشياء أساسية تقوم بها تجاه المواطن، ومؤسسات المجتمع المدني هي التي تقدم خدمة مجانية، حيث تؤسس مؤسسات خيرية وجمعيات خيرية مجانية من أجل خدمة المجتمع، لأن الدولة الحديثة لا تستطيع ان تعمل كل شيء للمجتمع فلابد ان يساعد وأن يكون هناك نوع من الشراكة بين الدولة والمجتمع، والشيء المهم هو أن روح التطوع موجودة لدى كل الناس، ولكن روح المبادرة غير موجودة، كل إنسان يريد أن يبادر بالتطوع يجد امامه عقبة، هذه العقبة تكون على شكل اجراءات ادارية كالتأخير في الترخيص مثلاً أو عدم وجود تشريعات وتنظيمات وعدم وجود نظام تطوعي وعدم وجود جمعية توجيه المتطوعين، فالذي يريد ان يتطوع لا يعرف المجالات التطوعية، كذلك عدم وجود ثقافة التطوع والإعلام ليس مقصراً في التوعية اضافة إلى ان نصف المجتمع مهمش ونعلم ان المرأة هي صلب ثقافة التطوع فهي لها دور كبير في هذا المجال التطوعي. وقد تتجاوز الرجل خاصة في حالات غياب الرجال أو أوقات الأزمات والكوارث، والذي يريد ان يدخل مجالا يجد أمامه عقبة ولا يدري كيف يتجاوزها.
د. عبدالرحمن القحطاني: أنا أختلف مع الدكتور عبدالله في تقديم الخدمات التطوعية وأتفق معه في انه لابد من دور للقطاع الخاص والمجتمع. لكن اسمحوا لي أن أقول انه يجب ان نعلم بأن المملكة لها خصوصيتها مثلها مثل خصوصية إعلام المملكة. والدور الريادي لإعلامنا ان يذكر هذه الخصوصية، ومن الدراسات نقرأ حول هذا الموضوع أن فكرة الصدقة الجارية تنتمي إلى منظومة العمل التطوعي، والخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه عمل عملاً تطوعياً عندما غزا في احدى غزواته، وفي عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وقبل التوحيد كان المجاهدون مع الملك عبدالعزيز في توحيد المملكة يعملون عملاً تطوعياً من وجهة نظري على الرغم من عدم وجود المال، ولكن كان العمل في توحيد المملكة فيه نوع من المشاركة. وكانت مشاركة معنوية وليست مادية، وقد حرصت المملكة بكل قوة على العمل في تقديم الخدمات التطوعية، ودائماً في الخطط الخمسية التنموية تضمنها العمل التطوعي، فلو رجعنا إلى الخطة الخمسية السابقة عام 1420- 1425ه كانت تؤكد على تقديم وتطوير الخدمات التطوعية وترسيخ مفهومها وأهميتها لدى أفراد المجتمع والارتقاء بوسائلها وأساليب أدائها. من ضمن النقاط والأسس التي طرحت في هذه الاستراتيجية تشجيع وتسهيل قيام جمعيات تطوعية ودعم مراكز البحوث وأهمية الدور التوعوي وزيادة العناية بدور المرأة، كما تفضل الدكتور وترسيخ أهمية التطوع في مناهج التربية الوطنية. لكن هل هذا هو المعمول به؟.. إن دور المملكة يبرز في هيئة الاغاثة الإسلامية العالمية المنبثقة من رابطة العالم الإسلامي في عام 1398ه وهي أكبر هيئة إسلامية خيرية في العالم وتعطي مشروعات تغطي أكثر من 90دولة. والمملكة تدفع هي وأبناؤها 95% ، كذلك إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أيضاً هو عمل تطوعي لأنه لخدمة كتاب الله وتوزيعه، كما أن تطوع المملكة في تقديم المساعدات في جنوب لبنان، ومساعداتها إبان الأعاصير التي حدثت في جنوب شرق آسيا، إذاً لابد من تنظيم المؤسسات على
مستوى الدولة. أضف إلى كل ذلك مشاركة المملكة في منظمات الأمم المتحدة ومعرض المملكة بين الأمس واليوم. ويمكن الاشراف على العمل التطوعي من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، نعم هناك إجراءات. لكن لابد من التنظيم فوزارة الشؤون الاجتماعية موجودة وبنك التسليف والادخار موجود وصندوق تنمية القوى العاملة موجود والمساعدات لأبناء أسر الموسرين والسجناء موجودة ومساعدات الكوارث والأزمات موجودة. والملتقى الذي عقد يوم الأحد بحضور سمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز شاركت فيه جهات مختلفة من أبرزها جمعية الهلال الأحمر السعودي، الدفاع المدني، الغرفة التجارية، مركز الأمير سلمان لأبحاث الاعاقة، هذه قوة في وجهة نظري إذا كانت ليست هناك مسؤولية اجتماعية لدى القطاع الخاص، وهذا مفهوم جديد. واعتقد ان المؤتمر الأول للخدمات التطوعية في رحاب جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1418ه عمل تطوعي، والآن تخريج الدفعة الأولى من المتطوعين والمشاركين مع قوات الدفاع المدني في حج عام 1427ه كذلك هو عمل تطوعي كبير. وقد تحدث في ذلك سمو الأمير وقال: نحن نتطلع لأن يصبح لدينا عشرات الآلاف من المتطوعين من المواطنين المدربين للقيام بواجبات التطوع. إذاً فالمملكة لها دور فعلي في هذا الجانب.
د. عبدالله الوقداني: أقول رداً على الدكتور محمد العنزي ان ثقافة التطوع موجودة لدينا بدليل ان الكثير من الناس يحبون الخير، لكن النقطة الأساسية هي عدم وجود أنظمة ولوائح معينة تحدد الأطر التي من خلالها يعمل الفرد لتقديم خدمة للمجتمع، هذه الأنظمة واللوائح غير موجودة وهي مسؤولية الدولة، حيث عليها أن تضع اللوائح والأنظمة الواضحة التي تشجع العمل التطوعي وتساعد على القيام به. والدولة لن تستطيع أن تفتح العمل التطوعي لكل من هب ودب لأن بعض الناس لهم أغراض أخرى. فالدولة توازن بين كيف تشجع العمل التطوعي وكيف تحفظ في نفس الوقت الأمور الأخرى شأنها شأن أي دولة في العالم. نحن ليس بيننا وبين الدول الغربية أو الأوروبية في العمل التطوعي إلا التنظيم واللوائح والإدارة، وكل دولة لها مصالح معينة تعمل بموجبها بما فيها المملكة العربية السعودية وهناك أعمال لها أهداف سياسية.
د. محمد العنزي: كل ما ذكر الدكتور مما قامت به المملكة العربية السعودية يفتخر به الإنسان، لكن ليس لها علاقة بموضوع التطوع، لأن التطوع تعريفه يختلف، فالأعمال التي قامت بها الدولة كانت من أجل خدمة المجتمع السعودي مثلما تقوم بخدمة المجتمعات الإسلامية الأخرى، ولكن كلمة التطوع هي أن يقوم الشخص الفردي بعمل مجاني لخدمة أخيه الإنسان في المجتمع من أجل تحقيق هدف معين. ومثل ذلك ان أقوم بنظافة البيئة ونظافة الشارع أو أن أقوم بعمل جمعية خيرية تطوعية بعيداً عن وزارة الشؤون الاجتماعية وبعيداً عن كل الآخرين، وذلك خدمة للمجتمع، هذا هو التطوع في مفهوم كل شعوب العالم سواء في الشرق أو في الغرب. النقطة الأخرى التي أود التطرق إليها هي انه لا يفتح مجال التطوع للشخص إلا بعد أن أضمن بأن هناك قوانين تحميني وسيادة لهذه القوانين ولابد من تنفيذ المهمة بفاعلية وبطريقة صحيحة والمحافظة على المواعيد وقواعد العمل الجماعي والتعامل الإنساني مع الجميع، هذا هو التطوع وليس إنشاء جمعيات خيرية دون أنظمة ولا لوائح.. يجب أن تكون جمعيات لها ميزانيات وبرامج وموظفون يأخذون رواتب شهرية.
د. عبدالرحمن القحطاني: أنا اختلف مع الدكتور عبدالله ومع الدكتور محمد في ثلاث نقاط، أولاً بريطانيا لديها هيئة عليا للاغاثة مرتبطة برئيس الدولة وبمكتبه، والأمر الثاني ان الأمم المتحدة خصصت عام 2001م بأنه العام العالمي للتطوع، وذلك تأكيداً على أهمية مساهمة المتطوعين في معالجة التي تعاني منها معظم دول العالم كالفقر والمرض والجهل والكوارث والأزمات.
إن المملكة بها 368جمعية بما فيها 23جمعية نسائية، وأعضاء هذه الجمعيات "30000" عضو، 2500منهم نساء و 6000موظف. وأمريكا فيها 6ملايين جمعية لا ربحية. وعندك 20مليوناً يعملون في التطوع بانتظام ويصرف المجتمع الدولي في هذا العمل التطوعي ما يبلغ 630مليون دولار سنوياً. أرجع إلى فرنسا ونجد أن عشرة ملايين فرد يعملون في العطل الاسبوعية في العمل التطوعي. إذاً لابد من جهة رسمية تنظم هذا العمل.
- د. عبدالله الوقداني: اختلف مع الدكتور عبدالرحمن القحطاني وأتفق مع الدكتور محمد، الموجود عندنا في المملكة العربية السعودية جمعيات عليها اشراف مباشر من قبل الدولة ولها علاقة مباشرة بها، وهذا ليس عملاً تطوعياً. وليس الهدف إلغاء دور الدولة في العمل التطوعي، ولكنها لها العمل الاشرافي على هذه الجمعيات بطريقة غير مباشرة فهي تضع اللوائح والقوانين وتترك المجتمع يشكل جمعياته التطوعية بنفسه. والجميع متفقون على دور الدولة في الإشراف على الجمعيات التطوعية.
@ "الرياض": في الآونة الأخيرة بدأ البعض يخرج عن الإطار المحدد له في العمل التطوعي.. بودي ان نركز على الأخطاء التي وقعت في العمل التطوعي وما جرته من سلبيات أو ويلات على المجتمع؟.
د. محمد العنزي: إن إشكاليات العمل التطوعي هي ما بدر من بعض الأشخاص وبالذات في الآونة الأخيرة وهو موضوع كبير وأخذ مساحة إعلامية وللأسف الشديد ان بعض الأشخاص يستغلون وجودهم في العمل الخيري التطوعي لتبليغ أهداف وأفكار معينة وقد تكون أفكاراً أيديولوجية أو أفكاراً في قضايا فقهية يختلف فيها العمل التطوعي يشترط أن يكون هدفه إنسانياً بحتاً.
د. عبدالله الوقداني: نحن مجتمع مسلم والإنسان لن يدخل إلى أي جمعية تطوعية خيرية إلا بعد أن يكون هناك دافع ديني والغرب يختلف عنا وجمعياتنا التطوعية تدار من قبل أناس أكفاء وإذا لم تكن هناك مخالفات
واضحة فلا مشكلة في ذلك. إنما المشكلة هي في عدم وجود الانظمة
د. عبدالرحمن القحطاني: أشكركم لأنكم بدأتم تأخذون برأيي بأنه لابد ان يكون للدولة دور في التحكم والاشراف على العمل التطوعي. واللوائح موجودة، وقد اطلعت عليها في وزارة الشؤون الاجتماعية. لكن لابد من التجديد وخصوصاً الجمعيات التي تدعم نفسها، والأخطاء التي ارتكبت كبيرة في بعضها وأثرت على المجتمع وعلى سمعة المملكة العربية السعودية وهي دولة محط أنظار العالم الاسلامي، وهناك مشاكل يمكن إعادة النظر فيها بحيث يمكن تلافيها.
- "الرياض": ما دور وسائل الاعلام في مجال العمل التطوعي.. هل قامت بنشر ثقافة التطوع أم ان الأمر مجرد اجتهادات؟
د. عبدالرحمن القحطاني: لقد سبق وأن ذكرت بأن هناك اشكالية في العمل التطوعي في الجانب الاداري المؤسسي وهي عملية سلوكيات الدولة في العمل التطوعي والجانب التنظيمي والذي تحدث عنه الدكتور عبدالله الوقداني والجانب الثقافي والاعلامي. وأتساءل عن ابتعاد المثقف السعودي عن العمل التطوعي هل هو ممزق بين هموم السياسة والممارسة الثقافية والشهرة؟ هذا سؤال أطرحه.
والشعار الجديد في الحملات الإعلامية هو قياس الأثر والتأثير وما أثر هذه الحملة الإعلامية او الاعلام التطوعي او الاعلام الخيري على المجتمع، وسائل الاعلام فيها السلبيات والايجابيات. ومن هنا أركز على أهمية قيام المسؤولين في الجمعيات على مجالات العمل التطوعي بأداء أدوارهم الإعلامية. وأرى ان الاتصالات الميدانية والمعارض وخطب الجمعة أهم وأفضل السبل في عملية الثقافة التطوعية لدى المجتمع المسلم.
نحن شعب مسلم ويجب ان نبحث عن انجع السبل للتعامل مع الجيل الناشيء والتأثير المجتمعي التطوعي.
د. عبدالله الوقداني: الاعلام نوعان، هناك إعلام رسمي وإعلام غير رسمي، والاعلام الرسمي يركز على الأخبار، والاعلام غير الرسمي هو ما ينشغل بأمور غير رسمية لا علاقة بها بثقافة المجتمع السعودي ناهيك عن ثقافة التطوع. فكيف تتوقع من مثل هذا الاعلام ان يقدم شيئاً في العمل الخيري والانساني؟
د. محمد العنزي: يجب ان يركز على ثقافة التعليم سواء كان على مستوى المدارس او على مستوى الجامعات، كما ينبغي ان تظهر تلك الثقافة في التعليم سواء في مناهج التعليم او بيئته. او في قطاع البنات او البنين. كلنا نعلم ان التعليم في الدول العربية او النامية هو تعليم تلقيني لا يؤدي الى الابداع ولا يخرج مبدعين. إذاً ثقافة التطوع لابد ان تتحول الى خطوات عملية وان يكون المدرسون قدوة للطلاب بالمدرسة وان توضع مناهج او محاضرات بشكل متكرر ومنتظم للطلاب والطالبات، ولابد من الطلاب لزيارة الفقراء والجمعيات الخيرية والقيام بالاعمال الخيرية وان يتعودوا على الدفع للفقراء والمساكين والتعود على العمل التطوعي للمرضى وغيرهم.
د. عبدالرحمن القحطاني: أتصور أننا يجب ان نعيد النظر في العمل الإعلامي ولعل نجاح معرض الكتاب هذه السنة يجعلنا متفائلين في إعادة النظر في عمل الاعلام السعودي فهو يتجدد.
- "الرياض": البعض يود طرح تصور حول نظام وطني شامل للتطوع وايجاد استراتيجية شاملة للرؤية والأهداف ثم البرامج ثم التقويم والمتابعة.. هل تؤيدون هذه الفكرة ام لا؟
د. عبدالله الوقداني: نؤيدها بحيث تقوم الدولة بالرعاية بالتعاون مع الطرف الآخر الذي هو طرف الجمعية الخيرية التطوعية.
د. عبدالرحمن القحطاني: نؤيد إيجاد نظام حوار شريطة ان يكون الانتقاء والاختيار هما المحك وألا تدخل العلاقات الشخصية فيها. وهذا موجود للأسف الشديد وملاحظ.
نود ان يتوفر انسجام الاستراتيجيات مع الرؤية وأن تكون مؤثرة وفاعلة.
- د. محمد العنزي: للأسف أنظمتنا حينما تقرأها على الورق تعجب بها، لكن على الواقع لا تجد شيئاً، والشيء المهم هو ان هذا الشخص البسيط له الحق ان يخدم مجتمعه بطريقة بسيطة دون عائق او بيروقراطية او مركزية، ولابد من وجود الشفافية. حالياً يوجد نظام يناقش في مجلس الشورى حول مؤسسات المجتمع المدني. واذا فعّل النظام فانه سيفيد كثيراً.
تصنيف الجمعيات في المملكة
الجمعيات الخيرية النسائية.
الجمعيات الخيرية الخاصة بالمعاقين.
الجمعيات الخيرية المتخصصة.
المؤسسات الخيرية.
المؤسسات الخيرية العلمية والثقافية والتعليمية.
المؤسسات الطبية والتأهيلية.
المؤسسات العائلية.
المؤسسات الخيرية لرجال الأعمال.
المكاتب الخيرية الخاصة.
المراكز المتخصصة.
الهيئات واللجان الخيرية الإغاثية.
مركز الأمير سلمان الاجتماعي.
الأنظمة واللوائح لأعمال الجمعيات الخيرية
صدرت لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية بقرار مجلس الوزراء رقم (107) في 1410/6/25ه ، وصدرت القواعد التنفيذية للائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية بالقرار الوزاري رقم 760في 1412/1/30ه .
صدر النظام الاسترشادي للجمعيات الخيرية بالقرار الوزاري رقم 3806في 1413/6/1ه وهو نظام استرشادي تستأنس به الجمعيات لدى اعداد انظمتها الأساسية.
صدر العديد من التعليمات والمناهج والقواعد المحاسبية والنماذج والاستمارات المنظمة للعمل في الجمعيات الخيرية من النواحي الفنية والمالية والإدارية مثل:
1- القواعد والتعليمات المحاسبية للجمعيات الخيرية.
2- منهج تعليم النسخ على الآلة الكاتبة باللغة العربية.
3- منهج تعليم النسخ على الآلة الكاتبة باللغة الإنجليزية.
4- تعليمات سير اختبارات النسخ على الآلة الكاتبة.
5- منهج تعليم اللغة الإنجليزية.
6- منهج التفصيل والحياكة.
7- منهج وتعليمات التدريب على استعمال الحاسب الآلي.
8- منهج وتعليمات تدريب النسخ على الكمبيوتر ومعالجة النصوص وادخال البيانات.
التوصيات
ضرورة إنشاء الهيئات التنظيمية للجمعيات التطوعية.
لابد من ايجاد قاعدة بيانات خاصة بالجمعيات والمؤسسات.
تعزيز قيمة التطوع وأهميته لكافة شرائح المجتمع.
ضرورة ادخال مقررات اجبارية في المرحلة الثانوية والجامعية.
اختيارية في الجامعات في العمل التطوعي.
نقترح إنشاء جمعية سعودية للمتطوعين.
لابد من تحديد اللوائح القانونية والأطر التي تقنن العمل التطوعي.
لابد من جمعية لتوجيه المتطوعين وتدريبهم وتثقيفهم.
التعليقات