لقي "ثلاثة" من المقيمين الفرنسيين مصرعهم وأُصيب "رابع" ظهر أمس إثر تعرضهم لإطلاق نار من سيارة مجهولة أثناء عودتهم من رحلة برية في منطقة صحراوية تبعد 17كم على طريق المدينة المنورة - تبوك، حيث كانت مجموعة من الرعايا الفرنسيين متوقفة للراحة هناك وبرفقتهم "ثلاث" نساء وطفلان، وينوي عدد منهم التوجه إلى مكة المكرمة لأداء العمرة.

المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أكد أن الجهات الأمنية تلقت بلاغاً بعد الساعة الثانية من ظهر أمس حول تعرض مجموعة من المقيمين فرنسيي الجنسية مكونة من (4) رجال و(3) نساء وطفلين لإطلاق نار من سيارة (مجهولة).

وأوضح المتحدث الأمني أن أجهزة الأمن باشرت الحادث فور تلقيها البلاغ حيث تبين مقتل (اثنين) من الرجال في الحال وإصابة (اثنين) آخرين توفي أحدهما بعد نقله إلى المستشفى فيما لا يزال الرابع يتلقى العلاج اللازم.

وحول بقية أفراد المجموعة أشار اللواء التركي إلى أنه تم ترتيب نقل وإقامة النساء والأطفال بالمدينة المنورة.

وأفاد اللواء التركي ل "الرياض" أن التحقيق لا يزال جارياً في هذه الحادثة لمعرفة خلفياتها إلا أنه أكد أن أجهزة الأمن تقوم بواجبها بكل مهنية في هذه العملية وستتمكن قريباً من الوصول إلى من يقف خلفها في أسرع وقت.

ووفقاً لبعض المصادر فإن أعضاء المجموعة التي تعرضت للاعتداء كانوا يقومون برحلة برية في صحاري الشمال لزيارة المواقع الأثرية في منطقة تبوك وما جاورها، وعقب نهاية الزيارة عاد جزء كبير منهم مكون من (18) شخصاً إلى الرياض عبر القصيم فيما أرادت مجموعة أخرى مكونة من (4) رجال و(3) نساء وطفلين زيارة المدينة المنورة ومكة المكرمة لأداء العمرة حسب ما ورد في تصريح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، إلا أنه وقبل وصولهم للمدينة المنورة ب 50كيلومتراً تقريباً توقفوا للراحة والغداء بمنطقة صحراوية وفوجئوا بسيارة تقف إلى جوارهم وقام أصحابها بسؤالهم عن جنسياتهم وبعدما أبلغوهم أنهم فرنسيين أطلق من كان بالسيارة النار على المجموعة وتوفي اثنان منهم بالموقع على الفور فيما لقي الثالث حتفه بمستشفى الملك فهد بالمدينة ويتلقى الرابع العلاج حتى الآن. وأفادت مصادر "الرياض" أنه تم نقل بقية أعضاء المجموعة لأحد الفنادق بالمدينة المنورة بعد نقلهم من موقع الحادث حيث يحظون برعاية خاصة.

وتشير أنباء غير مؤكدة إلى أن المسلحين هم (3) أشخاص اثنان منهم "ملثمون" وقد فروا من الموقع على الفور بعد تنفيذ جريمتهم، ولا تزال القوات الأمنية المختصة تباشر مهامها وتحرياتها بالموقع لتعقب الجناة.

رواية أخرى

وفي رواية أخرى للحادثة ترددت أمس فإن مجموعة من السياح الفرنسيين يعمل بعضهم بشركة (شالندر الكتريك) قررت المرور على قلعة أثرية خلفها العثمانيون على طريق القطار الذي كان يعمل بين استانبول والمدينة المنورة.

وبعد أن شاهد السياح هذه القلعة والتقطوا صوراً تذكارية لهم بجوارها قرروا الاستراحة بجانب سياراتهم وتناول بعض المرطبات.

واثناء استراحتهم تقدمت نحوهم سيارة من نوع (نيسان باترول) خضراء اللون ونزل منهم ثلاثة "رجال" ملثمين ويحملون معهم أسلحة رشاشة وسألوا السياح عن جنسيتهم فاجابتهم احدى النساء (تتكلم العربية) بأنهم فرنسيون وعند ذلك قام المسلحون بعزل الرجال عن النساء وأطلقوا النار بدم بارد على الرجال الأربعة كان بينهم طفل حيث توفي اثنان في الحال حيث جاءت اصابتهم في صدورهم بينما اصيب الرابع الذي يبلغ من العمر 13عاما بجروح بليغة معظمها في ساقيه.

وركب الجناة سيارتهم وهربوا في الصحراء مستغلين بعد المنطقة عن المدن والعمران وعدم وجود رجال أمن وحتى سكان لأن المنطقة مجدبة وقليلة الأمطار.

ولأن المنطقة خالية من وسائل الاتصال ولا يصل اليها بث الجوال فقد اضطرت احدى النساء للسير حوالي (25) كيلومترا حتى تمكنت الحصول على بث الجوال لتطلب النجدة من رجال الأمن والاسعاف الذين لبوا النداء في الحال وانتقلت عدة فرق لمسرح الحادث بقيادة وكيل امارة منطقة المدينة المنورة المكلف الاستاذ ابراهيم مزيد الخطاف وتم على الفور نقل المصابين لمستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة عن مسرح العملية.

بينما تم نقل البقية ثلاثة نساء وطفل وطفلة لغرف العناية المركزية حيث كانوا في حالة انهيار تام وكان الطفل 7سنوات متعلقا بوالدته ولا يود الانفكاك عنها.

طائرة للبحث عن الجناة

وتم استدعاء طائرة من قبل وزارة الدفاع والطيران للبحث عن الجناة والأماكن التي فروا اليها خاصة وان سيارتهم قد تم التعرف عليها ويتوقع ان يتم القبض على المجرمين في وقت قياسي لانكشاف المنطقة وخلوها من الجبال.