في 19 يونيو/حزيران يشهد العرض الجديد لمسرح مارينسكي عرضًا أول لأوبرا "ماندراغورا". العمل الذي بدأه تشايكوفسكي وراشينسكي لكنهما لم يكملاه، بعد أن حصل على حياة جديدة بفضل تعاون غير مسبوق بين الملحن الروسي بيوتر درانغا ونموذج الذكاء الاصطناعي جيجا تشات من سبيربنك.

ستكون الأوبرا واحدة من الأحداث المركزية لمهرجان الموسيقى الثالث والثلاثين "نجوم الليالي البيضاء" تحت الإدارة الفنية لفاليري جيرجيف.

تعود الفكرة الأصلية للأوبرا إلى تشايكوفسكي وصديقه أستاذ علم النبات سيرغي راشينسكي. الجزء الوحيد من الأوبرا الذي كتبه تشايكوفسكي هو "جوقة الزهور والحشرات في ليلة إيفان" والذي يُعد مثالاً رائعًا على التعبير الموسيقي البالغ. أما القصة الكاملة للأوبرا فقد صاغها راشينسكي في رسالة إلى شقيق المؤلف، موديست تشايكوفسكي.

وقد لعب نموذج جيجا تشات دورًا محوريًا في إنجاز المشروع، إذ أعاد بناء النص الشعري للأوبرا (الليبرتو)، وصمّم المشهد المسرحي والحلول البصرية والأزياء. أما بيوتر درانغا، فقد أعاد هيكلة العمل الأوبرالي، واستكمل تأليف الموسيقى والنصوص، مستندًا إلى المواد الأصلية المتبقية، ومستلهِمًا الأسلوب الفني لكلٍّ من تشايكوفسكي وراشينسكي.

وقال جيرمان جريف، رئيس مجلس إدارة سبيربنك:

"نشهد اليوم كيف أصبحت التقنيات شريكة فعلية لجميع الممثلين في الصناعات الإبداعية، حيث تُسهم في ابتكار مشاريع فريدة من نوعها. ويُجسد العرض الأول لأوبرا "ماندراغورا" في مسرح مارينسكي هذا التعاون المُلهم بين فريق موهوب من الموسيقيين، ومصممي المشاهد، والمخرجين إلى جانب شبكات الذكاء الاصطناعي لسبير – جيجا تشات لـ الليبرتو وتطوير الحبكة، وسيمفورمر للتأليف المويسقى، وكاندنسكي لتصميم الديكورات".

كما قال بيوتر درانغا وهو الملحن وفنان روسيا الكبير:

"بدأت العمل على هذه القصة قبل عام، وقد أسرتني إلى حدٍ أنني انغمست فيها بالكامل لعدة أشهر، أعمل بلا انقطاع، دون أن أشعر بمرور الوقت. كان خلق أوبرا " ماندراغورا" يتطلب أقصى درجات الاحترام للمصدر الأصلي، وتعمقاً حقيقياً في أسلوب تشايكوفسكي وراشينسكي. في هذا المسار، شكل الذكاء الصطناعي شريكاً مهماً: ساعدني في هيكلة البناء الدرامي، وتطوير الصور البصرية، وتصميم المشاهد. وأنا على يقين بأنه عندما تتيح لك التكنولوجيا أن تسمع صوت عصر مضى – فذلك ليس سحراً، بل فن حقيقي".

يتميز العرض بنطاقه ومستوى التنفيذ الفني الرفيع: يشارك فيه أكثر من 170 فنانًا، بما في ذلك أوركسترا سيمفونية كبيرة، وعازفون منفردون من مسرح ماريانسكي، وجوقات رجالية ونسائية، وفريق التمثيل الصامت (الميمان). الصورة السينوغرافية المركزية عبارة عن رأس بشري بطول عشرة أمتار، تتكشف بداخله عوالم خيالية بمساعدة رسم الخرائط بالفيديو. مخرج العرض هو إيليا أوستيانتسيف، ومصمم الأزياء هو سيرغي نوفيكوف. ومصمم الديكور هو ألكسندر كودريافتسيف. وعمل على الجزء المرئي: ألكسندر سيفاييف (الإضاءة)، ومراد إيباتولين (الرسومات ثلاثية الأبعاد)، وبوريس تسيبسوف (الرسم بالخرائط). ورئيس مجموعة الإنتاج هو مكسيم كوزلوف. وسيقدم الأجزاء الرئيسية فاسيلي لاديوك وألينا تشيرتاش. وسيقود فاليري جيرجيف الأوركسترا.