الحرب على غزة أدت إلى تفاقم المأساة الإنسانية من حيث إحداث ومواجهة مستويات كارثية من المعاناة نتيجة القصف المستمر إلى جانب الأسلحة الهجومية وتدهور البنية التحتية الأساسية لإنتاج الغذاء، ونتيجة لهذا التعثر الإنساني في إيجاد حل عاجل لهذه الحرب المشتعلة لجأ البعض إلى استخدام -ومنذ وقت طويل-الأعلاف والأعشاب الضارة كغذاء من أجل البقاء.

إسرائيل تستخدم التجويع سلاح حرب، ويؤكد العديد من الخبراء ومنظمات حقوق الإنسان أن غزة تشهد الآن أكبر أزمة جوع في العالم، وأن سكانها على وشك المجاعة، وقد وصلت للمراحل الطارئة التي قُرع على أثرها جرس إنذار الطوارئ ولكن دون مجيب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يحاول تغيير موقفه بعدما أصم أذنيه عن نداءات وقف إطلاق النار.

بالتالي، فإن هذه الكارثة الإنسانية في غزة ستخلف نتيجة وخيمة على الأمن الغذائي العالمي في مجمل ركائزه، مما يعرض أهداف التنمية للتعثر، في حين أن المنظمات الدولية تسعى إلى التخفيف من نقص الغذاء الذي ربما يندرج إلى النقص الكارثي الذي يوصل إلى المجاعة، وتحاول جاهدة البحث عن حلول أكثر شمولاً واستدامة لتتمكن من استكمال التنفيذ الغذائي في غزة بالإضافة إلى الحصول على جميع السكان على الغذاء وتلقي سبل العلاج.

لكن لا شك أن صعوبة مواجهة هذا الأمر في حرب محتدمة يظل حاضراً، حيث تواجه العمليات الغذائية في غزة تحديات متزايدة في ظل استمرار الصراع الذي يفاقم الاحتياجات المرتبطة بالجوع والذي من الممكن أن يؤدي إلى مجاعة إنسانية كبرى في القطاع.

فبعد مرور عشرة أشهر على بدء الحرب، يعيش سكان غزة في مساحة تتقلص باستمرار دون أي خدمات صرف صحي أو رعاية صحية مناسبة، كما يتم تهجيرهم مراراً وتكراراً بموجب أوامر الإخلاء التي تعطل أيضاً مراكز المساعدات المخصصة لدعمهم، بما في ذلك توزيع الأغذية.

وقد أصبح معظم سكان غزة الآن نازحين، ويعيشون في خيام أو أكواخ مؤقتة، وغالبًا في مناطق معرضة لكل أنواع الكوارث الطبيعية. وبسبب أوامر الإخلاء، يحاولون أيضًا إيجاد الأمان في مساحات صغيرة بشكل متزايد في ظل انهيار الخدمات الأساسية، وتجعل الظروف تلك تفشي الأمراض أمرًا واردًا.

إن نقل الغذاء والمياه والأدوية ومعدات النظافة أمر بالغ الأهمية الآن لبقاء أهالي غزة على قيد الحياة، وسوف يكون هناك حاجة لاستمراره لشهور مقبلة. والطرق جزء من شريان الحياة، وبعيدًا عن الطرق المتضررة، يكافح عمال الإغاثة يوميًا مع التصاريح البطيئة والرفض المتكرر عندما يطلبون الإذن بالتحرك، كما أن النهب والتحديات متكررة، خاصة عندما يتعين على القوافل الانتظار لساعات على نقاط العبور.