عندما نتحدث عن الطيران والمطارات نجد أن الالتزام بالمواعيد هو العامل الأكثر حيوية وتأثيراً على تجربة المسافرين إذ أن هذا الالتزام لم يعد رفاهية بل ضرورة قصوى، ومن هذا المنطلق لم يكن من المفاجئ أن نرى مطار الملك خالد الدولي بالرياض في صدارة قائمة المطارات العالمية من حيث الالتزام بمواعيد الرحلات لشهر يونيو 2024 وللشهر الثاني على التوالي.

عوامل النجاح التي قادت لتحقيق هذا الإنجاز عديدة، ويمكن تلخيصها في نقاط رئيسة تتمثل في الإدارة الاستباقية عبر تحليل بيانات جميع الرحلات القادمة من المطار، مما يمكن إدارة المطار من توقع أي تأخير لأي رحلة، وتقديم الدعم اللازم للناقل الجوي المشغل للرحلة المتأخرة منذ لحظة هبوط الطائرة وحتى مغادرتها، دون التأثير على العمليات التشغيلية في المطار والذي يعد تكاملها ركيزة أساسية في تحقيق النجاح من خلال العمل بشكل متناسق ومتكامل مع كافة الجهات العاملة في المطار من شركات الطيران والخدمات الأرضية والخدمات المساندة والجهات الأمنية الذي يمكّن إدارة المطار من التعامل مع أي ظرف قد يتسبب بتأخير أي رحلة عن موعدها بشكل سريع وفوري.

كما يلعب التخطيط الاستباقي دوراً مهماً في تميز الأداء من خلال تطوير خطط طوارئ وتحسين جدولة استخدام المدارج والبوابات، وتقييم ودراسة خطط الطوارئ لديه بشكل مستمر مع الأخذ بالاعتبار جميع التحديات التي قد تواجه المطار، وآخر عوامل النجاح تتمثل في "تحسين حركة المسافرين داخل المطار" من خلال العمل بشكل مستمر على تحليل بيانات المسافرين والرحلات من أجل توقع أوقات الذروة وتحسين إدارة تدفق الركاب عبر المناطق الأمنية والجمارك والمناطق الأخرى.

صعود مطار الملك خالد الدولي للمركز الأول لأكثر المطارات التزاماً بالمواعيد حول العالم، جاء بعيد تصنيفه من قبل Cirium Diio يعكس وتيرة التطور السريع والمتنامي التي يشهدها المطار في الآونة الأخيرة بشكل لافت في عالم يتسارع فيه إيقاع الحياة ويصبح الوقت والالتزام به أثمن ما نملك، فخدمة ثلاث قارات (بما في ذلك القارة التي يقع بها المطار) بسعة 25-40 مليون مقعد وتغطية مغادرة البوابة الفعلية: 80 % أو أكثر، وتسجيل نسبة انضباطية عالية بلغت 85.60 %، وشغل أكثر من 20 ألف رحلة بمعدل أكثر من 650 رحلة يوميًا إلى 104 وجهة وشغلتها 52 شركة طيران مختلفة بنسبة أداء أفضل بنسبة 9.53 % مقارنة بمتوسط الأداء العام ليست مجرد إحصائية بل هي برهان على رؤية متكاملة وعمل دؤوب لتحقيق التميز في خدمة المسافرين، وهذا الإنجاز ليس نهاية الطريق بل هو بداية لطموحات أكبر، فالمملكة العربية السعودية برؤيتها الطموحة 2030 تسعى إلى أن تكون مركزًا عالميًا للطيران والسياحة وجهود مطار الملك خالد الدولي بهذا المستوى من الالتزام والكفاءة يسهم بشكل كبير في تحقيق هذه الرؤية.