في ظل التحديات النفسية التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية، يسعى العديد من الأخصائيين إلى ابتكار أساليب علاجية فعالة تتجاوز التقنيات التقليدية. أحد هذه الأساليب الابتكارية هو العلاج بالفن، روان باجسير، أخصائية في العلاج بالفن، تعتبر أن هذا المجال يتناول النشاط الفني لأغراض تعبيرية وتنفسية وتشخيصية لأهداف علاجية. وتقول: "الفن هو لغة فريدة تتيح للإنسان إسقاط ما بداخله من مكونات قد لا يستطيع التعبير عنها لفظياً. يتضمن العلاج بالفن استخدام تقنيات إبداعية مثل: الرسم أو التلوين أو الأشغال اليدوية، بهدف مساعدة الناس على التعبير عن أنفسهم فنياً".

توضح باجسير أن الفن يُساعد الأطفال والمراهقين والبالغين على اكتشاف عواطفهم وتحسين احترام الذات، ومعالجة أعراض القلق والتوتر والاكتئاب، والتعامل مع المرض الجسدي أو الإعاقة. وتضيف: "من الجدير بالذكر أن هذا النوع من العلاج لا يتطلب موهبة فنية لنجاح العملية العلاجية، بل يتعلق بإيجاد روابط بين الخيارات الإبداعية والحياة الداخلية للشخص، واستخدام العمل الفني كنقطة انطلاق لإيقاظ الذكريات ورواية القصص التي قد تكشف عن رسائل ومعتقدات من العقل اللاواعي".

وعن بداية ظهور العلاج بالفن تبين باجسير أنه بدأ في منتصف القرن العشرين على يد الفنان البريطاني أدريان هيل عام 1942م، تطور هذا العلم تدريجياً في أوروبا وأميركا حتى أصبح يُستخدم على نطاق واسع فيها. يُدرس الآن في كثير من جامعات الدول المتقدمة وبعض الدول النامية، ويُستخدم في كثيرٍ من الدول.

وتقترح باجسير على وزارة الصحة، بالتنسيق مع وزارة التعليم، تأهيل الكوادر المتخصصة في هذا المجال للتوسع فيه، حيث إنه معمول به في المملكة على نطاق ضيق جداً، من خلال استحداث برامج تعليمية داخلية لتأهيل الراغبين في الدراسة بالداخل، وكذلك ابتعاث الأعداد الكافية للتعلم في الخارج.