قالت عدة مصادر تجارية إن صادرات النفط الخام السعودية إلى الصين ستنتعش في أغسطس إلى ما لا يقل عن 44 مليون برميل، بعد التخفيضات الكبيرة في الأسعار التي نفذتها شركة أرامكو السعودية والتي دعمت الطلب، وقالت المصادر إن صادرات أغسطس إلى الصين سترتفع للمرة الأولى منذ أربعة أشهر من نحو 36 مليون برميل في يوليو.

وسيساعد الانتعاش أكبر دولة مصدرة للنفط على استعادة حصتها في أكبر سوق للاستيراد، وانخفضت الصادرات السعودية إلى الصين في يونيو إلى 1.12 مليون برميل يوميا، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2020، وفقا لبيانات من شركة التحليلات كبلر. ومن بين المشترين الصينيين للنفط السعودي، شركة تشجيانغ للبتروكيماويات، وسينوبك، وسينوكيم، وبتروتشاينا.

وبشكل منفصل، قالت المصادر إن أرامكو السعودية ستورد الكمية التعاقدية الكاملة لثلاث شركات تكرير أخرى على الأقل في شمال آسيا في أغسطس. ويأتي هذا التخصيص بعد أيام فقط من قيام أرامكو السعودية بتخفيض أسعار النفط الخام للتحميل في أغسطس إلى آسيا للشهر الثاني، مع وصول سعر الخام العربي الخفيف الرئيس إلى أدنى مستوياته منذ مارس. وقال أحد المصادر إن أسعار البيع الرسمية لشهر أغسطس للخام السعودي كانت أكثر معقولية عنها في الأشهر السابقة عندما تم تسعير الإمدادات السعودية لأجل أعلى من الدرجات الأخرى المبيعة في السوق الفورية.

وخفضت شركة أرامكو السعودية أسعار النفط الخام لآسيا في أغسطس، في إشارة إلى ضعف الطلب، وخفضت الشركة أسعار جميع درجاتها النفطية المتجهة إلى آسيا للشهر الثاني في إشارة إلى أن أكبر مصدر للخام في العالم يرى استمرار ضعف الطلب في سوقها الرئيسة.

تقليص الصادرات

وارتفعت أسعار النفط خلال الشهر الماضي مع قيام أرامكو بتقليص الصادرات، مع انخفاض شحنات يونيو إلى العملاء في الخارج إلى أدنى مستوى لها منذ 10 أشهر. وتعافى خام برنت من تراجع ليجري تداوله فوق 85 دولارا للبرميل مع استمرار المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتهديد الإعصار بيريل الذي ضرب بعض الإنتاج الأميركي.

وستخفض أرامكو سعر خامها العربي الخفيف الرئيس بمقدار 60 سنتا للبرميل إلى 1.80 دولار للبرميل فوق المؤشر الإقليمي للشحن في أغسطس. وتوقع التجار ومصافي التكرير أن تخفض أرامكو سعر البيع الرسمي بمقدار 90 سنتا.

وفي الشهر الماضي، حددت مجموعة المنتجين أوبك +، بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا، حصص الإنتاج حتى نهاية العام المقبل. واتفق بعض الأعضاء الذين أجروا تخفيضات إضافية في الإنتاج على تقليص بعض تلك التخفيضات تدريجيًا بدءًا من أكتوبر. وتسبب هذا القرار في تراجع خام برنت إلى أدنى مستوى منذ فبراير وسط مخاوف من أن ضعف نمو الطلب لن يمتص العرض الإضافي. وأكدت المملكة، أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول والزعيم الفعلي للمجموعة، في وقت لاحق أن المجموعة يمكن أن تقرر عدم المضي قدمًا في الزيادات وستواصل مراقبة ظروف السوق. وتعافت الأسعار بعد ذلك من أدنى مستوياتها التي شهدتها بعد الاجتماع.

ورفعت أرامكو السعودية جميع الأسعار المتجهة إلى شمال غرب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط ​​بمقدار 90 سنتا لشهر أغسطس. كما تم رفع بعض الأسعار إلى الولايات المتحدة بشكل طفيف. وتحدد أسعار البيع الرسمية للخام السعودي اتجاه الأسعار الإيرانية والكويتية والعراقية، مما يؤثر على نحو 9 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام المتجه إلى آسيا.

ويسلط تخفيض للأسعار في آسيا، التي تمثل 82 % من صادرات النفط السعودية، الضوء على الضغوط التي يواجهها المنتجون في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وسط نمو قوي في الإمدادات من خارج أوبك واقتصاد عالمي يواجه رياحا معاكسة.

واتفقت أوبك على تمديد معظم تخفيضاتها العميقة في إنتاج النفط حتى عام 2025 في اجتماعها في الثاني من يونيو، حيث تسعى لدعم السوق في مواجهة نمو الطلب الفاتر وارتفاع الإنتاج الأميركي. وقد قررت الدول المجتمعة تمديد تخفيضات الإنتاج التطوعية الإضافية، البالغة 1.65 مليون برميل يوميًا، والتي أُعلن عنها في شهر أبريل من عام 2023م، حتى نهاية شهر ديسمبر من عام 2025.

وعلاوةً على ذلك، اتفقت الدول المجتمعة على تمديد التخفيضات التطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، التي أُعلن عنها في شهر نوفمبر من عام 2023م، حتى نهاية شهر سبتمبر من عام 2024م. وسيتم، بعد ذلك، إعادة كميات هذا التخفيض، البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، تدريجياً، على أساس شهري، حتى نهاية سبتمبر من عام 2025م، بهدف دعم استقرار السوق، علماً بأنه يمكن إيقاف هذه الزيادة الشهرية، أو عكسها، وفقًا لمستجدات السوق.

وتم الاتفاق على مستويات الإنتاج مع إعادة كميات الخفض التطوعي لشهر نوفمبر 2023م فقط، الذي سيتم تطبيقه اعتبارا من شهر أكتوبر 2024م حتى شهر سبتمبر 2025م، وتم زيادة مستوى الإنتاج المطلوب لدولة الإمارات بمقدار 300 ألف برميل يوميا، وسيتم تطبيق هذه الزيادة تدريجيًا اعتباراً من شهر يناير 2025م حتى نهاية شهر سبتمبر 2025.

وتسعى شركة أرامكو السعودية، إحدى أكبر شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة في العالم، جاهدة لتوفير طاقة موثوقة وأكثر استدامة وبأسعار معقولة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم، وتحقيق القيمة لمساهميها عبر دورات الأعمال من خلال المحافظة على ريادتها في إنتاج النفط والغاز ومكانتها الرائدة في مجال الكيميائيات، وبهدف تحقيق القيمة من خلال سلسلة منتجات الطاقة وتنمية محفظتها بشكل مربح.

وتتمتع أرامكو السعودية بعدد من المزايا التنافسية، منها على سبيل المثال لا الحصر، كونها تنتج أحد أقل أنواع النفط الخام من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية الصاحبة لأعمال قطاع التنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية مقارنة بكبار منتجي النفط، علاوة على تمتع الشركة بحق تشغيل منفرد وطويل المدى لموجودات تنقيب وإنتاج عالية الجودة ومتمركزة في مناطق متقاربة.

وبلغ إجمالي إنتاج أرامكو السعودية من المواد الهيدروكربونية خلال الربع الأول 12.4 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، بما يعكس سلامة أعمالها وموثوقيتها ومرونتها التشغيلية الفريدة. وفي يناير 2024، وجهت الحكومة أرامكو السعودية بالمحافظة على الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة عند مستوى 12.0 مليون برميل في اليوم، ولن يكون لهذا التوجيه أي تأثير على المشاريع المعلنة على المدى القريب بما في ذلك مشروع تطوير حقل الدمام، وزيادة إنتاج النفط الخام في المرجان، والبري، والظلوف.