في عالم تتزايد فيه أصداء طبول الحرب يوماً بعد يوم، نجد أنفسنا اليوم على أعتاب وضع لا يمكن تجاهله، حيث الأخبار تأتي من لبنان تحمل معها رياحاً تنذر بعواصف الحرب القادمة. الصورة الماثلة أمامنا ليست للأحلام والآمال، بل لساحة قتال قد تغمرها الدماء والدمار بأي لحظة، تلك هي الحقيقة المرة التي نواجهها.
تزداد التوترات يوماً بعد يوم، والأنباء عن تحرك الدول لإجلاء مواطنيها من لبنان لا تقلل من واقع الخطر المحدق، بل تؤكد على أن الحرب ليست ببعيدة، الإجراءات المتخذة على الأرض والمعطيات التي تجري خلف الكواليس تشير إلى أن الاشتعال قد يكون أقرب مما نتصور.
من المؤلم حقاً التفكير في الأثر المدمر الذي قد تحدثه حرب محتملة على لبنان، القتل والدمار والخراب ليسوا مجرد كلمات نرددها، بل هي واقع مرير قد يعيشه الأبرياء ممن لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الصراع، هذه ليست مجرد عناوين إخبارية، بل أرواح بشرية قد تُزهق، وأحلام تُدمر، ومستقبل يُفقد.
ففي هذا الوقت العصيب، يجب أن تكون دعوتنا بكافة أصواتنا وفي كل منبر لإخماد شعلات الحروب قبل أن تستعر، يجب أن لا نكتفي بالمشاهدة من بعيد أو انتظار تطورات قد لا تحمل معها سوى الخسارة.
فالسلم والسلام هما الطريق الوحيد لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
للمؤسسات والمراكز الدينية والشخصيات المؤثرة في العالم دور رئيس في هذا المقام، من خلال المنابر والمواقف القوية، يمكن لهذه الجهات أن تلعب دوراً محورياً في دعوة الأمم والشعوب نحو السلم ورفض طبول الحرب التي تقرع الآن. نحتاج إلى صوتكم ليعلو ويصدح في كل مكان، مشدداً على أهمية السلام والحوار.
ختاماً، هذا نداء من القلب إلى كل صانعي السلام في العالم، وأنا أحدكم، إلى أن نتحد جميعاً في موقف تاريخي يندر أن يتكرر؛ لنتصدى معاً لدعاة الحرب بكل ما أوتينا من قوة وإرادة. فالوقت ليس للصمت أو الانتظار، بل للتحرك الفوري والجريء لتأكيد وجهة نظرنا الرافضة للجنون والموت والدمار. لنجعل صوت السلام يعلو فوق كل صوت آخر، ونثبت أن الإنسانية قادرة على التغلب على دعاة الدمار، وصنع مستقبل يسوده الأمل والسلام.
التعليقات