قررت إحدى الشركات في الصين السماح للموظف بعدم الحضور للعمل إذا لم يكن سعيدا في عمله، المعروف أن الإجازة حق من حقوق الموظفين وهي عادة إجازة عادية سنوية، أو إجازة مرضية أو إجازة طارئة.

الجديد في إجازة الشركة الصينية التي تسمى (إجازة التعاسة) أنها نوع جديد ومدتها عشرة أيام ويمكن للموظف الحصول عليها إذا شعر أنه ليس سعيدا أو لا يرغب في الذهاب للعمل. وحسب مؤسس الشركة فإن حرمان الموظف من هذه الإجازة يعد انتهاكا، ويعتقد أن الشركة ستكون أفضل بالحياة الصحية المريحة للموظفين وهذا لا يتحقق بنظام ساعات العمل الطويلة.

أتوقع في تنفيذ هذه الإجازة أن نموذج طلبها سيتضمن سؤالا عن سبب طلب الإجازة وسيكون السبب (ضايق صدري).. في هذه الحالة قد لا تكون الإجازة كافية لتجاوز ضيقة الصدر، وبالتالي هل يمكن أن تقوم الشركات بتفهم مشكلات الموظفين وتقديم الدعم النفسي ومساعدتهم على حل مشكلاتهم بعد التعرف على مسبباتها. إذا كان سبب طلب الإجازة هو عدم شعور الموظف بالسعادة فقد يكون من الأفضل قبل الموافقة على الإجازة عقد جلسة (فضفضة) مع الموظف للتعرف على أسباب عدم السعادة فقد تكون الأسباب من داخل المنظمة نفسها.

هل يوجد في منظمات العمل تقديم خدمات استشارية تربوية وأسرية ونفسية واجتماعية للموظفين من داخل المنظمة أو من خارجها عن طريق مراكز متخصصة؟ قد يكون أحد أسباب تعاسة الموظف هو ظروف العمل، أو مشكلات مع الزملاء، أو بيئة المنظمة بشكل عام. هذا ما ستكشف عنه جلسة الفضفضة أو الجلسة مع متخصص. أما إذا كانت مشكلة الموظف مرتبطة بظروف خارج المنظمة فهي خصوصيات له الحرية في عدم التحدث عنها إلا إذا كان يطلب المساعدة.

هل فعلا إجازة التعاسة جديدة؟ هناك ما يسمى بالإجازة الاضطرارية ومسبباتها متنوعة، ظروف عائلية، سفر، حالة مرضية.. إلخ. هذه الإجازات حين تتكرر وخاصة الإجازة الاضطرارية قد يكون سببها عدم توفر السعادة المهنية، فهل يتم الاجتماع مع الموظف من أجل التفهم والمساعدة وليس من أجل النقد والبحث عن مخرج للاستغناء عن الموظف، أم يعطى إجازة تعاسة مدتها 10 أيام قد لا تكون كافية لإنهاء التعاسة؟