يتّجه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وحلفاؤه للفوز مع فرز نصف الأصوات الثلاثاء في انتخابات الهند العامة، ولكن بأغلبية برلمانية أقل، وفق ما أظهرت بيانات مفوضية الانتخابات.
وأظهرت أولى الأرقام بأن مودي يتّجه للفوز بولاية ثالثة بأغلبية أقل بعد الانتخابات التي استغرقت ستة أسابيع وصوّت فيها 642 مليون شخص على سبع مراحل في أنحاء الدولة الأكثر سكانا في العالم.
وأعرب مودي (73 عاماً) نهاية الأسبوع عن ثقته بأن "الشعب الهندي صوّت بأعداد قياسية" لإعادة انتخاب حكومته بعد عقد على وصوله إلى رئاسة الوزراء أول مرّة.
لكن الأسهم تراجعت بأكثر من سبعة في المئة على مؤشر "سينسيكس" المرجعي الهندي في تعاملات ما بعد الظهر، بعدما بدا أن أداء أحزاب المعارضة كان أفضل من المتوقع، ما يشير إلى تراجع الأغلبية التي يحظى بها حزب مودي الحاكم "بهاراتيا جاناتا".
وتراجعت الأسهم في الوحدة الرئيسية المدرجة في البورصة من "أداني انتربرايزس" المملوكة لغواتام أداني، حليف مودي الرئيسي، بنسبة 25 في المئة.
ومع فرز نصف الأصوات، أظهرت أرقام مفوضية الانتخابات بأن "بهاراتيا جاناتا" وحلفاءها احتلوا 290 مقعداً على الأقل من مجموع المقاعد البالغ عددها 543.
والعدد أكبر من 272 مقعداً يحتاجهم نيل الأغلبية في مجلس الشعب، لكنه أقل من المجموع الذي حصل عليه "بهاراتيا جاناتا" وحلفاؤه في 2019 والبالغ 353 مقعداً.
واجه معارضو مودي صعوبة في التصدي لحملة حزبه الضخمة إذ تضعفهم الخلافات الداخلية إلى جانب القضايا الجنائية التي يقولون إنها مدفوعة سياسيا والهادفة لتحطيم أي منافسة.
وذكر مركز أبحاث "فريدوم هاوس" الأميركي هذا العام بأن حزب "بهاراتيا جاناتا" استخدم المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لاستهداف المعارضين السياسيين".
والأحد، عاد رئيس وزراء العاصمة نيودلهي أرفيند كيجريوال وهو قيادي بارز في تحالف تم تشكيله لمنافسة مودي، إلى السجن.
اعتُقل كيجريوال (55 عاماً) في آذار/مارس بعد تحقيق فساد استمر مدة طويلة، لكن أطلق سراحه لاحقاً وسمح له بمواصلة حملته شرط عودته إلى السجن فور انتهاء التصويت.
وقال كيجريوال قبل تسليم نفسه "عندما تصبح السلطة ديكتاتورية، يصبح السجن مسؤولية"، متعهّدا مواصلة "الكفاح" من خلف القضبان.
ويزداد قلق العديد من أفراد الأقلية المسلمة الذين يتجاوز عددهم 200 مليون حيال مستقبلهم في الدولة العلمانية دستورياً.
وصدرت عدة تصريحات متشددة عن مودي نفسه خلال الحملة إذ وصف المسلمين بـ"المتسللين".
تعد الانتخابات ضخمة من حيث حجمها والتعقيدات اللوجستية المرتبطة بها إذ أدلى الناخبون بأصواتهم في المدن الكبرى مثل نيودلهي وبومباي كما في مناطق الغابات ذات الكثافة السكانية القليلة وفي منطقة كشمير الجبلية.
ويتم الإدلاء بالأصوات بوساطة آلات إلكترونية ما يعني عملية فرز سريعة إذ يتوقع بأن تصدر النتائج في وقت لاحق الثلاثاء.
وبدأ عد الأصوات صباحاً في المراكز الرئيسية في كل ولاية حيث أُدخلت البيانات إلى الحواسيب.
وقال رئيس مفوضية الانتخابات راجيف كومار الاثنين "على الناس أن يعرفوا مدى قوة الديموقراطية الهندية"، مؤكداً "لدينا عملية فرز متينة".
وخلال السنوات الأخيرة، كانت الاتجاهات الرئيسية تتوضح بحلول فترة منتصف ما بعد الظهر مع إقرار الخاسرين بهزيمتهم، وإن كانت النتائج الكاملة والنهائية غير متوقعة قبل حلول ليل الثلاثاء.
بدأت الاحتفالات في مقر "بهاراتيا جاناتا" قبل الإعلان الكامل عن النتائج.
وأظهرت الأرقام حتى الآن بأن "بهاراتيا جاناتا" حصل على حصة من الأصوات أعلى بنقطة واحدة عن آخر نصر حققه في 2019، لكن يتوقع بأن يفوز بعدد أقل من المقاعد.
وأفاد كومار الاثنين بأن 642 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في "عدد قياسي عالمي".
لكن بناء على أرقام المفوضية التي تفيد بأن عدد الناخبين المسجّلين بلغ 968 مليونا، شارك 66,3 في المئة منهم، وهي نسبة أقل بنقطة مئوية واحدة تقريبا عن تلك المسجلة في آخر انتخابات عامة في 2019 عندما بلغت نسبة المشاركة 67,4 في المئة.
ولم تصدر بيانات نسب المشاركة النهائية بعد نظرا إلى إعادة الاقتراع في مركزين في ولاية غرب البنغال الاثنين.
وأرجع المحللون بشكل جزئي تراجع نسب المشاركة إلى موجة حر تضرب شمال الهند مع تجاوز الحرارة 45 درجة مئوية.
ناريندرا
التعليقات