قيمة مبادرة "طريق مكة" لا تكمن في الأتمتة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي الذي أسهم في تسهيل الإجراءات، بل في المخرج النهائي الذي تُعبر عنه الابتسامات المرسومة على مُحيا المستفيدين من حجاج بيت الله الحرام، الذين ودعوا ذويهم بالرضا والقبول والطمأنينة والراحة بعد إنجاز معاملاتهم بكل يُسر وسهولة، قبل التوجه إلى الأراضي المقدسة..
"طريق مكة"، هي باختصار، مبادرة أطلقتها وزارة الداخلية وشركاؤها ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وهو أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى استقبال ضيوف الرحمن وإنهاء إجراءاتهم من بلدانهم بسهولة ويسر. ومن المهم كرأي عام وطني أن نعي أن مبادرة طريق مكة، ليست مجرد خدمات مؤتمتة للتيسير والراحة والطمأنينة من أجل ضيوف الرحمن، بل هي مرحلة جديدة توثقها المديرية العامة للجوازات بختم خاص كتجربة لا تُنسى ترافق ذكريات الحاج خلال تأديته لمناسك حج بيت الله الحرام.
ما يميز هذه المبادرة عند انطلاقها هو المرحلية والتطور المدروس الذي تقوم به الجهات المشرفة عليها، وهي تواصل تنفيذ جهودها للعام السادس بالتعاون مع وزارات "الخارجية، والصحة، والحج العمرة، والإعلام، والهيئة العامة للطيران المدني، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن. وفي كل عام نرى إضافة لرفع مستوى خدماتها وجودتها، فالمبادرة، التي تتواجد اليوم في صالات خاصة بها بأحد عشر مطارًا، موزعة على سبع دول مستفيدة منها، وهي: المغرب، وإندونيسيا، وماليزيا، وباكستان، وبنجلاديش، وتركيا، وكوت ديفوار.
عندما قررت الكتابة في هذا الموضوع الذي لم يكن صراحة على جدول قائمة ما سأكتبه هذه الأسبوع، وما دفعني لتسليط الضوء عليها كان مصادفة، بعدما وصلتني تغريدة من أحد الأصدقاء منسوبة إلى حساب مبادرة "طريق مكة (@MakkahRoute@)، على منصة إكس (تويتر سابقًا)، مدعومة بفيديو لأحد حجيج الدول المستفيدة، والذي فاضت مشاعره بالخدمات التي قدمت له، وسهلت عليه الوصول إلى مقصده في المدينة المنورة، فضلًا عن كثير من الفيديوهات التي شاهدتها من هذا النوع، والتي يقف خلفها –بعد فضل الله أولًا- شبابنا وبناتنا الذين نجحوا في تقديم الصورة الحضارية السعودية ومنهجيتها في خدمة ضيوف الرحمن، وهو ما نفخر به على المستوى الوطني، إذ لطالما كان هذا الأمر محل اهتمام من القيادة الرشيدة إلى مختلف الأجهزة المعنية التي ترى فيه "عبادة" قبل أن تكون خدمات تُقدم. قيمة مبادرة "طريق مكة" لا تكمن في الأتمتة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي الذي أسهم في تسهيل الإجراءات، بل في المخرج النهائي الذي تُعبر عنه الابتسامات المرسومة على مُحيا المستفيدين من حجاج بيت الله الحرام، الذين ودعوا ذويهم بالرضا والقبول والطمأنينة والراحة بعد إنجاز معاملاتهم بكل يُسر وسهولة، قبل التوجه إلى الأراضي المقدسة.
اليوم توفر المبادرة أحدث التقنيات الإجرائية المتتابعة التي يستشعر معها الحاج اليسر والسهولة كإصدار التأشيرة إلكترونيًا، وتسجيل الخصائص الحيوية، وإنهاء إجراءات الجوازات في مطار المغادرة بعد التحقق من توفر الاشتراطات الصحية، وكذلك ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة العربية السعودية، ولدى الوصول ينتقل الحجاج إلى مقار إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة في حركة مباشرة، في حين تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم إلى إقامتهم. والجديد –بالنسبة للمبادرة- استحداث "الكاونتر المتنقل"، الذي يتيح آلياً إنهاء الإجراءات لكبار السن وذوي الإعاقة، بأمان وموثوقية، ويحتوي على مستشعر بصمات الأصابع، وجواز السفر، وكاميرا أمامية وأخرى خلفية، وشبكة للتواصل ونقل بيانات المستفيدين إلى أنظمة وزارة الداخلية للمصادقة عليها، والتأكد من سلامة وثائق السفر والتأشيرات.. دمتم بخير.
التعليقات