في ليلة متميزة من ليالي الثقافة والأدب، أقيمت يوم الثلاثاء، احتفالية تكريم الفائزين بجائزة الدكتور غازي القصيبي الثقافية بفروعها الثلاث: الأدب والتطوع والإدارة والتنمية في نسختها الثانية 2024.

وذلك في قاعة الشيخ محمد الخضير في جامعة اليمامة، صاحبة مبادرة إنشاء كرسي ومركز غازي القصيبي -رحمه الله-.

حضر الحفل حشد كبير من أصحاب السمو والمعالي والسعادة والمثقفين من محبي ومهتمي بشخص وكتابات غازي القصيبي، في إشارة منهم إلى حرص القائمين على اللجنة الإشرافية على الجائزة بالإبقاء على الإرث الثقافي العظيم الذي خلفه الدكتور والأديب غازي القصيبي، بأن تكون الأفرع الثلاثة للجائزة في مجال الأدب والتطوع والإدارة والتنمية، حيث جسد القصيبي هذه المسارات من خلال أدبه وإداراته المتميزة خلال توليه عددا من الحقائب الوزارية، وصولا إلى أنه رائد من رواد التطوع ومن المحفزين له.

وكانت الاحتفالية متميزة بالأجواء الثقافية بكل ما تحمله من معنى، وازداد تألق لحظة عرض الفيلم الوثائقي للمحتفى به، حيث جاء بعنوان: "القصيبي.. إرث وأثر"، وكذلك تكريم الفائزين وعرض أفلام وثائقية لكل فائز.

وتتطلع الجائزة التي تحمل اسم شخصية وطنية بحجم الراحل المثقف، والأديب، والدبلوماسي، غازي القصيبي إلى تحفيز الإبداع والتميز في مختلف المجالات وتقديم الدعم للمبادرات الرائدة والمبتكرة في خدمة المجتمع وتطويره.

ويعد غازي القصيبي الذي مضى على رحيله عقد كامل علامة مضيئة في فضاءات الإبداع والفكر والإدارة، كما أن له إسهامات صحافية متنوعة ومهنية أيضاً عبر تقلده عدداً من المناصب فقد كان أستاذا مساعدا في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود في الرياض.

ثم عمل مستشارا قانونيا في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة وقد نال منصب عميد كلية التجارة بجامعة الملك سعود، ثم أصبح مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية ومن ثم وزيرا للصناعة والكهرباء، فوزيرا للصحة فسفير السعودية لدى البحرين ثم سفير السعودية لدى بريطانيا، ليعودَ بعدها وزيرا للمياه والكهرباء ومن ثم وزيرا للعمل.

تمنح جائزة الراحل غازي القصيبي مرة واحدة كل سنتين، وتتخصص في فروع عدة، تشمل الأدب، والإدارة والتنمية، والتطوع، وتتضمن مراحل متنوعة تخضع للترشيح، والفرز والتصفية، وبعدئذ، التحكيم وأخيراً إعلان الجوائز.

من جهته، يقول الأمين العام للجائزة الدكتور عمر السيف: إن فكرة الجائزة بدأت مطلع عام 2021، وكانت الدورة الأولى شرارة الانطلاق، ونستطيع القول إنها إعلان ولادة الجائزة، فيما جاءت الدورة الثانية لتؤكد استمرارية حالة النجاح.

ويضيف السيف، أن الجائزة منذ تبلورت ملامحها قد اختير لها ثلاثة أفرع: الأدب - والإدارة والتنمية - والتطوع.. وجرى اختيار ثلاثة مسارات لهذه الجائزة.

في إطار الأدب جرى اختيار أفضل تجربة شعرية، فالشعر هوية البلد، ولا ننسى أن العام الماضي كان عاماً للشعر، حسب حديثه.

يفسّر الأستاذ الدكتور عمر السيف في سياق شرحه تفاصيل "الجائزة"، إذ بيّن أنها تضم ثلاثة مسارات فمثلاً في سياق الشعر يقول: قررت اللجنة اختيار شاعر لم يسبق له الفوز في أي جائزة من قبل، وكانت المسألة نوعاً أشبه بـ"التحدي" بيد أن تكاتف الجهود جعلنا نقرر فوز المرشح الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد، الذي فاز بالجائزة.

د. عبدالواحد الحميد: القصيبي شخصية وطنية متعددة المواهب

أما في مسار "التنمية والإدارة" فقد اختير موضوع البيئة المثالية لعمل المرأة، إذ يتزامن الموضوع ذاته مع المؤشرات التي حققتها السعودية في مسألة التمكين، ويوضح الدكتور السيف بأن المسار ذاته بحث تفاصيل تنمية مهاراتها القيادية، وتطويرها المهني، ومراعاة احتياجاتها.

ويضيف الدكتور عمر السيف، أمين جائزة غازي القصيبي: أن مسار المبادرات التطوعية جعلنا نفكر في الاحتفاء بالمبادرات البيئية التي باتت نهجاً سعودياً راسخاً من أجل مكافحة التغير المناخي، وزيادة مستويات التشجير، وبالتالي فإن هذا المسار تحديداً يحفز المبادرات تلك على بذل الجهود من أجل مضاعفة الاخضرار وحماية البيئة.

وقال عبدالواحد الحميد، رئيس الهيئة الإشرافية لــ "كرسي غازي القصيبي للدراسات الثقافية والتنموية": قررت جامعة اليمامة أن تنشئ في البداية "كرسي غازي القصيبي للدراسات الثقافية والتنموية" لتقديم دراسات في مختلف المجالات التي كان يهتم بها الدكتور غازي في حياته وهي الأدب والإدارة والتطوع، وقدمت محاضرات وندوات وطبعت كتب ومسرحيات خلال السنوات الماضية. وستستمر الجائز على مدى السنين القادمة وقد يضاف لها مسارات أخرى على حسب المستجدات التي تهتم بها الجائزة وستعلن في حينها.

وأكد الحميد على أن الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله-، شخصية وطنية، متعدد المواهب، خدم في مواقع كثيرة، أديب وشاعر قدم الكثير من الأعمال الأدبية، وخدم في السلك الوزاري والدبلوماسي، والدكتور غازي باختصار هو "قدوة".

وأضاف في عام 2022م، بدأت فكرت إقامة جائزة باسم الدكتور غازي وبالفعل تم لها ذلك بمظافرة الجهود على نجاح تلك الجائزة.

فيما تتمتع جامعة اليمامة بتوافر برنامج البحث العلمي الخاص بكرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية، إذ اختير الراحل لتسمية هذا الكرسي نتيجة الإنجازات الأدبية والفكرية، فضلاً عن تميزه وإخلاصه في مواقعه الوظيفية كافة.

د. عمر السيف
جانب من الحضور وتظهر زوجة الراحل ود. عبدالواحد الحميد وخالد الخضير
جانب من الحضور ويبدو الأديب حمد القاضي
خالد الحضير وزوجة الراحل بمقر الحفل
الزميلة الإعلامية منيرة المشخص
مفرح الشقيقي مقدم الحفل
د. عبدالله الرشيد الفائز بجائزة الشعر