تكتسب صناعة الأسمدة أهمية قصوي، باعتبارها مسؤولة عن إنتاج وتجارة واستهلاك ملايين الأطنان من المغذيات النباتية سنوياً، ووفقاً لبيانات الرابطة الدولية للأسمدة، فقد بلغت قيمة سوق الأسمدة العالمية 290 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إيرادات القطاع إلى حوالي 320 مليار دولار بحلول 2030، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب قدره3.3٪، ويوظف القطاع حوالي 1.9 مليون عامل حول العالم، ومع ذلك، فإن عوامل الاقتصاد الكلي الراهنة تخلق ظروفاً متقلبة في أسواق الأسمدة، في ظل غلبة حالة عدم اليقين، والمخاطر الجيوسياسية، وعدم وجود مؤشرات على قرب انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وهما دولتان مهمتان في قطاع الأسمدة، ممايجعل هناك ضبابية في أدوات اكتشاف الأسعار، وسط تضارب في توقعات السوق العالمية سواءعلى الأجل المتوسط أو الطويل.

تساعدالأسمدة في تعزيز قدرة التربة الزراعية على الاحتفاظ بالمياه، وزيادة قدرة النباتات على تحمل الآفات، ويقلل من اعتمادها على المبيدات الحشرية، وبالتالي إنتاج محاصيل أكثر صحة، وتسهم الأسمدة في تزويد المحاصيل بالعناصر الغذائية مثل الفوسفور والبوتاسيوم والنيتروجين، حيث تمكن هذه العناصر الغذائية المحاصيل من النمو بشكل أسرع وأكبر وإنتاج المزيد من الغذاء، ويحتاج المزارعون إلى إنتاج المزيد من الغذاء لإطعام الأعداد المتزايدة من السكان، وبالتالي فإن هذا التوجه يخلق الطلب على الأسمدة، ويقود هذا الاتجاه تقارب النظام الغذائي بين البلدان المتقدمة والنامية، ويعتبر النيتروجين النوع الرائد عالمياً من الأسمدة باعتباره أحدالعناصر الغذائية الضرورية لنمو النباتات.

يؤدي عدم الاستقرار السياسي، الذي ينعكس في فرض التعريفات الجمركية، والعقوبات التجارية الصريحة، إلى مزيد من عدم اليقين في سوق الأسمدة، وهي سوق ضرورية للأمن الغذائي، ويبلغ إجمالي صادرات الأسمدة العالمية سنوياً حوالي 224 مليون طن، فيما تضيف تجارة الأسمدة الوسيطة مثل الأمونيا والكبريت وصخور الفوسفات أكثر من 100 مليون طن إلى هذه الأرقام، وعموماً، فإن إجمالي الطلب العالمي على الأسمدة الرئيسية الأولية يصل إلى 497 مليون طن سنوياً، وقد تضاعفت قيمة الطلب على الأسمدة الأولية من 115 مليار دولار في عام 2021، إلى أكثر من 231 مليار دولار في عام 2023، مدفوعة بالحاجة إلى الأمن الغذائي، وعوامل العرض مثل زيادات تكاليف الطاقة.

هناك اتجاه متزايد نحو استخدام الأسمدة العضوية بسبب زيادة الوعي بالتأثير الضار للأسمدة الكيميائية على البيئة والإنسان، وقد بلغت قيمة سوق الأسمدة العضوية العالمية 9.9 ملياردولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 19.5 مليار دولار بحلول عام2030، وذلك بفضل اختيار المستهلكين الأطعمة العضوية، في ظل استعداداهم لدفع أسعار أعلى مقابلها، ويؤدي هذا العامل في النهاية إلى تسريع نمو السوق خلال السنوات القادمة، ويتميز سوق الأسمدة بقدرة تنافسية عالية ويخضع لتحولات أو تغيرات سريعة بسبب اضطرابات سلسلة التوريد، مما قد يشكل مخاطر على المستثمرين.

يتميز سوق الأسمدة بقدرة تنافسية عالية ويخضع لتحولات أو تغيرات سريعة بسبب اضطرابات سلسلة التوريد، مما قد يشكل مخاطر على المستثمرين، وبسبب كون سوق الأسمدة مجزأة للغاية، ومع وجود عدد كبير من اللاعبين في السوق، يشارك هؤلاء اللاعبون باستمرار في البحث والتطوير وعمليات الاستحواذ والاندماج وإطلاق المنتجات الجديدة والشراكات للحصول على ميزة تنافسية على الآخرين واستغلال فرص السوق الواعدة، وعموماً، فإن شركات الأسمدة تحتاج إلى استثمار مبلغ كبير في الأعمال التجارية، وعلى وجه الخصوص، تحتاج مصانع اليوريا إلى رأس مال أعلى من باقي الأسمدة الأخرى.

خلال عام 2023، هيمنت المحاصيل الحقلية على الإيرادات، مشكلة نحو 82.1% من القيمة السوقية لسوق الأسمدة، أي 157.1 مليار دولار، وذلك بفضل سيطرة إنتاج المحاصيل الحقلية في جميع أنحاء العالم، حيث تخضع أكثر من 95% من الأراضي الزراعية في العالم لزراعة المحاصيل الحقلية، وتتصدر الإنتاجية الأرز والقمح والذرة، فيما تمثل هذه المحاصيل الثلاثة حوالي 38% من الأراضي الزراعية في العالم.

منجهة أخرى، تمثل المحاصيل البستانية حوالي 12.7% من إجمالي القيمة السوقية للأسمدةعلى مستوى العالم، وخاصة في البلدان النامية، ولا سيما في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حيث تتواجد في هذه البقعة من العالم حوالي 73% من مساحة زراعة البستنة العالمية، أي حوالي 137.66 مليون هكتار من الأراضي المزروعة بالبستنة، قطاع العشب ونباتات الزينة هو أصغر سوق للأسمدة، تليها المحاصيل البستانية، أما قطاع العشب ونباتات الزينة فقد استحوذ على 4.9% من القيمة السوقية لسوق الأسمدة العالمية، أي نحو9.5 مليار دولار، ويعتبر قطاع أسمدة العشب في الحدائق وأسمدة الزينة سوقاً مجزأة، ومع ذلك، تحتل المناطق المتقدمة مثل أمريكا الشمالية وأوروبا حصة سوقية كبيرة، مقارنة بآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الجنوبية.

تهيمن منطقة آسيا والمحيط الهادئ على زراعة المحاصيل الحقلية والبستانية في جميع أنحاءالعالم، وذلك بنسبة 40.5%، حيث يتسارع بقوة نمو سوق الأسمدة في هذه المنطقة الزاخرة بالسكان، فيما تعد المنطقة الأوروبية ثاني أكبر سوق للأسمدة، ويؤدي التحضر المتزايد في العديد من المناطق وتناقص المساحة الزراعية الإجمالية إلى زيادة الطلب على الأسمدة، وتعد الصين أكبر منتج ومصدر للأسمدة في العالم، إذ تساهم بنسبة 25%من إنتاج الأسمدة العالمي، أما الهند فهي ثاني أكبر مستهلك للأسمدة في العالم، حيث يبلغ حجم استهلاكها 70 مليون طن متري، وعلى الرغم من كونها ثالث أكبر منتج عالمي للأسمدة، إلا أن الهند لا تزال تعتمد على الاستيراد، فهي الدولة الأسرع نمواً منحيث استخدام الأسمدة.

تعد فرنسا أكبر دولة أوروبية مستهلكة للأسمدة، مع حصة تبلغ 20%، أي بقيمة 9 مليارات دولار، وبمعدل نمو سنوي 5.8%، ومن المرجح أن يؤدي اعتماد أساليب الزراعة المتقدمة إلى زيادة استخدام الأسمدة المتخصصة في كل العالم، وفي أمريكا الجنوبية، تتزايد باستمرار مساحة المحاصيل الغذائية الرئيسية، مع هيمنة المحاصيل الحقلية على 95% منحصة السوق في أمريكا الجنوبية، بفضل فول الصويا والذرة وقصب السكر، في الوقت نفسه، تعتبر الولايات المتحدة أكبر سوق للأسمدة في أمريكا الشمالية، إذ تستحوذ على 82.1%من إجمالي السوق، حيث تشغل 73.6% من إجمالي الأراضي الزراعية في أمريكا الشمالية.

وفي عام 2023، استوردت المملكة ما قيمته 171 مليون دولار من الأسمدة، لتصبح السعودية المستورد في القطاع رقم 81 في العالم، وتعد الأسمدة المنتج رقم 69 الأكثر استيرادًا في السعودية، وتأتي الواردات بشكل أساسي من الأردن (49.2 مليون دولار)، ومصر (41.1مليون دولار)، والصين (20.7 مليون دولار)، وإسبانيا (13.2 مليون دولار)، وهولندا(9.8 مليون دولار)، في المقابل، صدرت المملكة أسمدة بحوالي 6.4 مليار دولار في عام2023، مما يجعلها سادس أكبر مصدر للأسمدة في العالم، وتعتبر الأسمدة رابع أكثر المنتجات تصديرًا في المملكة، وتذهب الصادرات  بشكل أساسي إلى الهند (2.4 مليار دولار)، والولايات المتحدة (844 مليون دولار)، والبرازيل(804 مليون دولار)، واستراليا (665 مليون دولار)، وتايلاند (532 مليون دولار).