كنّا وإلى وقت قريب نعتقد أن الإعلام الغربي قدوة في المهنية والمصداقية.. من منطلق إيماننا أن الإعلام هو وجه الحقيقة ونظن أنهم يفعلون ذلك، نردد ذلك مع إيماننا أن مهنة الصحافة والإعلام تنطلق من مبدأ وفضائل.. لا تلميع وشتائم وانتصار لأحد على الآخر على حساب القوانين والمعايير الإنسانية.. لكن الحقيقة اتضحت الآن فهناك ما هو مختلف كشفته الوسائل الحديثة أسقط الجدار وكشف أخلاقيات المهنة المفقودة لدى بعض ذلك الإعلام الذي اعتقدنا أنه قدوة، حتى لو بلغ من الشهرة والسمعة الأفاق الأكبر كما هو أكثره في أوروبا وأميركا الذي تقوده الـ bbc تلفزيونيا والواشنطن بوست صحفيا.
ما يلاحظه العالم الآن أن ذلك الإعلام لم يعد قادرا على ضبط محتواه من حيث مصداقيته أولا وجودته ثانيا، ويبدو أن الانتصار المحموم لما يريدون حتى وإن كان ضد الإنسانية والمنطق كما يحصل في فلسطين الآن هو المعمول به لديهم قبل المعلومة والحقيقة والأخيرة حتى لو تناقلها الكم الكبير من الناقلين "مواقع إلكترونية وتواصل اجتماعي وقنوات تلفزيونية وصحافة" وهو ما أوجد ضعفا في مصداقيتهم من فرط أن الخبر أصبح عملية سهلة يجدها الفرد بكل سرعة ويسر.
الشاهد أن التسارع وما يحمله من معلومات وأخبار وتقارير ضخمة قد أدت إلى ارتباك العقول تجاه الإعلام خاصة تلك التي كانت وإلى وقت قريب يعتقد أنها الرائدة في كل شيء حتى انكشف تلاعبها بالعقول، فلم يعودوا قادرين على تغيير الصورة النمطية للرأي العام، فالعالم يعيش التسارع المعلوماتي التقني وأصبحت المعلومات المغلوطة والشائعات تمر عبر فلاتر التدقيق والاستيضاح وأي تأخر ولو لدقائق معدودة يعني أن هناك من سيسبقك على هذا الأمر، والأكيد أن ذلك قد أوجد كثيرا من الارتباك في التعامل بين العالم من جهة وتلك الوسائل الإعلامية المزوِرة حتى من داخل بلدانهم.
ما نحن متأكدون منه في زمننا الجاري أن قادة ذلك الإعلام يعيشون أزمة ثقة وفوضى داخلية كما يحدث الآن مع الـ bbc لترتفع درجة التساؤلات من وسيلة إعلامية مشابهة لها إلى أخرى.. هل نحن مزورون؟ وهل العالم أحمق بما يكفي ليستمر بتصديق أكاذيبنا؟ ونسأل نحن هل تلك التي تستمر بالأكاذيب والتزوير تحمل نفس درجة الحماقة في التقييم والفرح بالقتل والتأييد له، هي كذلك مع كثير من نظيراتها الغربية، ففي الوقت الذي بكت فيه على المستعمرات الإسرائيلية، صمتت أمام قتل المدنيين وفق أوصاف حملت الانتقام ورد الاعتداء.
الآن الإعلام الغربي المنحاز لن يحظى بأي مصداقية في تحديد الظالم والمظلوم، ومن يموت ومن له الحق في الحياة.. ليتوقف امتداد لتاريخ من الإعلام المهين الذي يحدد ما يريد وينقل ما يريد، هم الآن يريدون تصوير الإسرائيليين بالمُعتدَى عليهم الأبرياء.. ونساء وأطفال فلسطين معتدون، ولا مجال لذكر حقوقهم حتى وهم يقتلون.. وكل ذلك نعرفه.. لكن هيهات من في كل رقعة من العالم أدرك الحقيقة.. ومعها سقوط تماثيل الإعلام المزيفة؟
التعليقات