رحل صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن - رحمه الله - بجسده، لكنه يبقى حاضرا معنا بما قدمه من عطاء واستقلالية في الأدب وريادة الشعر الحديث ومحبة الأجيال.

هكذا بدأ الفنان القدير علي عبدالكريم، حديثة عن الراحل الكبير الأمير بدر بن عبدالمحسن، مؤكدا أن الأمير "بدر" كان قريبا منه، عندما كان في بدايته الفنية وعلاقته المتميزة من الناحية الإنسانية والإبداعية.

وبين علي عبدالكريم: أن سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن، كان الداعم الحقيقي لشخصه في تلك الحقبة الزمنية من سبعينيات القرن الماضي، وهي بداية معرفته بشخصه، بعد انطلاقة جمعية الثقافة والفنون بجدة، والتي أثثها الأمير من جيبه الخاص، لينطلق من إثر هذا الدعم الحثيث ثُلة من المبدعين.

وقال علي عبدالكريم: كانت البداية عندما أحضروا خبيرا فنيا ليختار أربعة أصوات سعودية، تدعم الفترة السابقة منها والتي كان مهيمناً عليها طلال مداح - رحمه الله - ومحمد عبده - شفاه الله - فلا يوجد غيرهم في الساحة.

وكانت الفكرة أن تدعم الأغنية بجيل آخر، حينها حظيت برعاية الأمير بدر بن عبدالمحسن - رحمه الله - وكان داعما لي بشكل خاص، ودعم من سمو الأمير محمد بن عبدالله الفيصل - رحمه الله -، وفي تلك الفترة مرت ثلاث سنوات، أرسلت بعدها للقاهرة بدعم منهم، قدمت وقتها أغاني خاصة، منها "زل الربيع" و"وش عاد ترجين" و"ناحت حمامة" و"البارحة ليلي غدى"، ومجموعة كبيرة من الأغاني، فالأمير بدر بن عبدالمحسن، يتميز بكونه شاعراً عبقرياً وإنساناً عظيماً، حرصه المتواصل ومتابعته، عندما كان يتواصل مع سراج عمر - رحمه الله - بشكل يومي. وقد زارني الأمير بدر وسراج عمر في منزلي، وسلم لي سبعة نصوص موقعة من طرفه، بعضها ذهب للملحن عمر كدرس وبعضها ذهب لسراج عمر - رحمهم الله جميعا -، وبعضها ما زالت محفوظة لدي وإن شاء الله سترى النور لاحقا حسب ترتيب معين، حيث بلغ عدد الأعمال التي قدمتها للأمير "البدر" ما يقارب الثلاثين عملاً.