يستمع مجلس الشورى بعد غدٍ الثلاثاء إلى وجهة نظر لجنة التجارة والاستثمار بشأن ملحوظات الأعضاء تجاه التقرير السنوي لمركز الإقامة المميزة للعام 44 - 1445 والتصويت على توصياتها، وقبل ذلك الرد على مطالبات ومداخلات الأعضاء إيمان الزهراني وفضل أبو العينين وعائشة زكري، كما يستمع يوم غدٍ الاثنين إلى وجهة نظر لجنة التجارة والاستثمار بشأن ما أبداه أعضاء المجلس في جلسة سابقة من ملحوظات وآراء حول تقرير اللجنة بشأن مشروعي نظامي السجل التجاري، والأسماء التجارية.

ومن أبرز المداخلات بشأن التقرير السنوي لمركز الإقامة، طالبت د. إيمان الزهراني مركز الإقامة المميزة بمراجعة دورية للمعايير التفصيلية الخاصة لكل منتج من منتجات الإقامة المميزة، ووضع مؤشرات أداء سنوية لقياس الآثار الناتجة لمنتجات الإقامة المميزة لضمان عدم تأثر مزايا المواطن، ولتكون داعمة لقرارات التوطين، وتساءلت بشأن إقامة مستثمر الأعمال تكون إقامة دائمة بشكل مباشِر، والمشروطة باستحداث وظائف خلال أول عامين فقط، لماذا لا يكون هذا الشرط مربوط بطوال مدة تَمَتُعِهِ بهذه الإقامة وليس فقط لعامين؟ خاصةً أنها إقامة دائمة، وليست محددة بمدة معينة.

الموهوبون يحتاجون إلى لجنة تختص بالنظر في طلباتهم المُقدّمة

زيادة منافسة

وقالت د. إيمان الزهراني: إن منتجات الإقامة المميزة، المُقَدَمة للمستثمرين ورواد الأعمال، بالإضافة إلى مُلاك العقارات، تستهدف المستثمرين الذين لهم الرغبة في الاستثمار في الأنشطة الاقتصادية، ورواد الأعمال الراغبين في تطوير القطاعات المختلفة في السعودية، وكذلك مُلاك العقارات الذين لهم أصول عقارية بقيمة لا تقل عن أربعة ملايين ريال سعودي، مضيفةً: كما هو معروف أن إقامة المستثمر مرتبطة بصاحب العمل، وتكون المنشأة الاستثمارية هي الكفيل ولا يستطيع إصدار رخصة عمل أو تسجيل عقار سكني باسمه، أما حامل الإقامة المميزة فلا يرتبط بكفيل ولا منشأة استثمارية، ويستطيع استخراج سجل تجاري، واستقدام العمالة الأجنبية، كذلك يستطيع من مزاولة الأنشطة التجارية والعمل في منشآت القطاع الخاص، وامتلاك العقارات والانتفاع بها.

تنوع الجنسيات

وفيما يخص التسويق لمنتجات الإقامة المميزة وتوصية لجنة التجارة والاستثمار، التي تُطالب مركز الإقامة المميزة بالتسويق لمنتجاتها، بالشراكة مع الجهات المختلفة، فترى د. إيمان الزهراني أننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من التسويق لمنتجات الإقامة المميزة، فدور المركز هو استقطاب الراغبين في الإقامة المميزة، ولا يكون ذلك إلاّ عن طريق التسويق لمنتجاتها، وبما أن نسبة حاملي الإقامة المميزة 8 % فقط من خارج المملكة، في حين أن 92 % من داخل المملكة، ونظراً لاستحواذ مواطني الدول العربية على الإقامة المميزة، والحاجة إلى التنوع في الجنسيات وعدم الاقتصار على دول معينة لتحقيق الأهداف المرجوة من الإقامة المميزة، فأرى أنه من الضروري، أن لا يقتصر التسويق لمنتجات الإقامة المميزة على اللغة العربية والإنجليزية فقط، وإنما يكون بلغات مختلفة لاستقطاب الكفاءات العالمية واحتضان أفضل العقول، مقترحةً على اللجنة التجارة والاستثمار تبني توصية محتواها على مركز الإقامة المميزة التسويق لمنتجاته بلغات متعددة وليس مقتصر على اللغة العربية والإنجليزية.

توصية المواهب

وأشار عضو الشورى فضل سعد البوعينين إلى التوصية الأولى للجنة التجارة والاستثمار، التي بنيت على ملاحظاتها على أداء المركز، ومنها الفقرة التي جاء فيها "الحاجة لتطوير آليات عمل المركز في المواءمة مع مختلف الجهات ذات العلاقة"، ويرى أنه وبالرغم من أن التكامل المنشود مرتبط بالسياسات القطاعية والتشريعات ذات الصلة، إلاّ أن التكامل بين الجهات ذات العلاقة، في تقديم الخدمة للمستفيدين لا تقل أهمية عنها، خاصةً في بعض المسارات الجديدة ومنها مسار الموهبة، على سبيل المثال لا الحصر، وفيما يخص ما أعلنت المملكة عن منتجات جديدة للإقامة المميزة، من بينها منتج "إقامة الموهبة" ويستهدف هذا المنتج المواهب والمتخصصين في المجالات الرياضية، الثقافية، والفنية، يرى أبو العينين أن التحدي الرئيس، وفق الشروط المعلنة، يكمن في أن أحد تلك الشروط المطلوبة هو الحصول على خطاب توصية من الوزارة المختصة دون وضع آلية واضحة لطريقة التقديم على هذه التوصية، أو الإدارة المختصة بمنحه!.

غياب المرجعية

وقال فضل البوعينين: من المعروف أن طبيعة عمل أصحاب المواهب، من المواليد المقيمين في المملكة، وهم من الشرائح المستهدفة، تعتمد على العمل الحرّ في المناسبات والفرص الموسمية، والأنشطة المفتوحة، وبالتالي فليس لهم مرجعية مؤسسية يمكنهم الاعتماد عليها في إيصالهم للوزارة المختصة للحصول على التوصية، مما يضطرهم في النهاية للاتجاه إلى العمل في مهن أخرى، غير المهنة التي أبدعوا فيها، توفر لهم جهة عمل نظامية، ومصدر رزق، فيتوقفون عن العمل في مجال موهبتهم، وقد ترى اللجنة أهمية إضافة توصية لمعالجة تحدي صعوبة الحصول على خطاب التوصية لعدم وجود آلية تكفل للمستفيدين من الموهوبين القدرة على التقديم والحصول على خطاب التوصية وفق ضوابط محددة، مقترحاً تبني توصية تدعو مركز الإقامة المميزة وضع آلية واضحة لإجراءات الحصول على خطاب التوصية من الجهات المختصة، ويرى أن من الآليات الفعالة لذلك أن يشكل المركز لجنة مكوّنة من ممثلي الجهات المعنية بالمواهب تختص بالنظر في الطلبات المقدمة من الموهوبين، والتوصية على استحقاقهم لهذه الإقامة بناء على أداءهم السابق وفق معايير محددة.

جذب واستقطاب

ومن المداخلات التي جرت على التقرير السنوي لمركز الإقامة المميزة 44 - 1445، قالت د. عائشة حسن زكري: إن تقرير المركز أشار إلى أحد أهم مستهدفاته لعام 2025 هو وصول عدد الإقامات المميزة المستهدف إصدارها للمتقدم الأساسي إلى 26 ألفا، وذلك لجذب الفئات المستهدفة إلى المملكة، كأحد الأهداف الاستراتيجية للمركز، وفي سبيل ذلك، قام المركز بجهود واضحة في تطوير منتجات الإقامة المميزة وذلك باقتراح خمسة منتجات تم إقرارها في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بتاريخ 27-3-1444 ليصبح اجمالي عدد منتجات الإقامة المميزة سبعة منتجات، كما ونتطلع مستقبلاً الى المزيد من المقترحات لمنتجات جديدة، ووفق ما نصت عليه الفقرة الثالثة من المادة الرابعة من تنظيم المركز، فإن عمليات اقتراح وتطوير الخدمات والمنتجات التي يقدمها المركز المتعلقة بالإقامة المميزة، يجب أن تكون بشكل مستمر لتلبية احتياجات الفئات المستهدفة التي تضم المواهب العاملة والاستثنائية ورواد الأعمال والمبتكرين والمستثمرين والمتقاعدين والطلاب والباحثين، وغيرهم، مما يؤكد حجم المسؤولية التي تقع على عاتق المركز في جذب واستقطاب الفئات المستهدفة منها للإسهام في تمكين الاقتصاد الوطني، بما يتماشى مع الاستراتيجيات والأوليات الوطنية التي انطلقت تباعاً وتوالت مع مسيرة الرؤية العملاقة للسعودية في مراحلها المختلفة.

دراسة عميقة

وأضافت د. عائشة زكري أن الأمر يتطلب دراسة عميقة وشاملة لواقع تلك الاستراتيجيات والمواءمة معها، من خلال وضع خطط فاعلة وعملية لتعظيم الفائدة من خدمات ومنتجات الإقامة المميزة، تتضمن تحديد القيمة المستهدفة وبناء رحلة شاملة ومتكاملة للمستفيد، وذلك لكل منتج على حدا، واقترحت على لجنة التجارة والاستثمار تبني توصية تطالب مركز الإقامة المميزة بناء رحلة شاملة ومتكاملة لفئات المستفيدين في كل منتج من منتجات الإقامة المميزة، ومواءمتها مع الاستراتيجيات والأوليات الوطنية، وتطويرها وتقويمها بشكل مستمر، مبينةً أنه يلاحظ على المبادرات التي يعمل عليها المركز، أنها محدودة وغير محددة، فهي محددة لا تعكس حجم المهام والأعمال المنوط بها المركز كما جاءت في تنظيمه، كما أنها غير محددة بخطوات عملية يمكن الوقوف عليها وتقييم سير عملها، أضف إلى ذلك أن التقرير لم يوضح ارتباطها بأهداف المركز الاستراتيجية، التي وضعت تلك المبادرات من أجل تحقيقها، وبصفة عامة فإن المركز بحاجة إلى مراجعة خطته الاستراتيجية وتطويرها بما يتوائم مع مهامه ويحقق أهدافه.

لا بد من وجود خطط فاعلة وعملية للإفادة من خدمات الإقامة المميزة

مؤهلات علمية

وتساءلت عضو الشورى الدكتورة لطيفة الشعلان في مداخلة على تقرير لجنة التجارة والاستثمار بشأن التقرير السنوي لمركز الإقامة المميزة للعام المالي 44-1445 هل انعكست رؤية المركز وأهدافه الطموحة في نوعية حاملي الإقامة المميزة؟ وقالت: الإجابة من وجهة نظري لا، فحتى نهاية عام التقرير كان العدد الإجمالي لحاملي الإقامة المميزة هو 1190، جُلهم من دول عربية خارجة من حروب وأزمات داخلية أو اقتصادات منهارة، فهل بهؤلاء سيحقق المركز رؤيته وأهدافه؟ كما لاحظت الدكتورة الشعلان أن الإحصاءات الواردة في تقرير المركز لم توضح أحد المؤشرات المهمة وهو المؤهلات العلمية لهؤلاء الحاصلين على الإقامة المميزة، وقالت: لفت انتباهي عامل مهم آخر وهو الفئات العمرية للحاصلين على الإقامة المميزة، فيتضح من الاحصاءات الواردة في تقرير المركز أن 23 % فقط منهم هم في العشرينات والثلاثينات من العمر، بينما النسبة الأكبر وتحديدا 77 % هم في منتصف العمر أي في الأربعينات والخمسينات إلى الستينات وأكثر، وتساءلت: هل العوامل الجاذبة للإقامة المميزة لم تكن كافية أو مستهدفة أكثر لفئة الشباب؟

أبناء المواطنة

وبشأن إطلاق المركز خمسة منتجات جديدة للإقامة المميزة، قالت الدكتورة لطيفة الشعلان: كنت أتمنى على لجنة التجارة والاستثمار بالمجلس لو استفسرت من المركز فيما يخص إمكانية إطلاق منتج آخر يخص أبناء المواطنة السعودية من أب غير سعودي، وأقصد هنا المواطنة التي كان زواجها من غير سعودي بموافقة الجهة المختصة، فهذا المنتج المقترح سيكون استثماراً استراتيجياً خاصة وكثير من أبناء المواطنات يتمتع بالتأهيل العلمي والخبرات العالية، وهذه الفئة درست في مدارسنا ودرجت على ثقافتنا وتدين للبلد بالمحبة والولاء، وقد يكون تخصيص أحد منتجات الإقامة المميزة لأبناء المواطنات حلاً مرحلياً لما تواجهه، مضيفةً أن توجه رؤية 2030 نحو تمكين النساء والشباب يدعم هذا المنتج المقترح، أيضاً هذا المنتج سيسهم في توثيق أواصر الأسرة السعودية تحقيقاً لمقتضى المادتين التاسعة والعاشرة من النظام الأساسي للحكم، وهنا أُذكّر بأن قرار مجلس الوزراء رقم 406 والمعدّل بالقرار رقم 151 بشأن الترتيبات الخاصة بأبناء المواطنة، والذي كثيراً ما يُحتج به في هذا السياق، قد كفل لهم حق الإقامة على كفالة والدتهم والمعاملة معاملة السعودي في التعليم والعلاج خلال حياتها، مادامت الأم على قد الحياة، لكن هذه الحقوق تسقط بمجرد وفاتها، ويعامل ابنها البالغ معاملة الوافد.

د. إيمان الزهراني
د. عائشة زكري
مناقشة المعايير التفصيلية لمنتجات الإقامة المميزة