تأتي الذكرى بيعة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يوم 26 رمضان ضمن سلسلة إنجازات نوعية شهدتها مسيرة السعودية تحت ظل قيادته نحو مستقبل مشرق وتحول اقتصادي واجتماعي شامل سمته التجديد والانفتاح مع الحفاظ على القيم والتقاليد.
الشخصية الاستثنائية لسمو ولي العهد، ساعدت على إعادة تشكيل ملامح السعودية بشكلها الحديث والسعي نحو تسويقها عالميًا، من خلال رسم خارطة التحول الاقتصادي الذي أسهم في رفع مستوى التنافسية الدولية للمملكة في مختلف القطاعات، إلى أن أصبحت قبلة لكبار القادة والساسة والمستثمرين وعمالقة الثقافة والفن والمفكرين، ولتكون من أكبر المراكز الاقتصادية والعلمية والثقافية والسياحية في العالم بمشاريع وإنجازات عملاقة.
يواصل سمو ولي العهد السير بخطى ثابتة ومدروسة التسويق للسعودية عالمياً عبر تسليط الضوء على الثروات الاقتصادية والكنوز الثقافية الغنية التي تزخر بها المملكة، من خلال دعم الجهود التسويقية لرؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد السعودي من اعتماده على النفط إلى اقتصاد متنوع ومبتكر، كذلك استقطاب الاستثمارات الأجنبية وجذب السياحة العالمية بغرض توسيع سوق العمل وتوظيف أبناء الوطن مع التركيز على التقنية الحديثة والبنية التحتية الرقمية، أيضا تنظيم الفعاليات العالمية الكبرى مثل سباق الفورمولا 1 وموسم الرياض، وإقامة مهرجانات الترفيه والحفلات الموسيقية والفنية العالمية، بالإضافة الى انشاء المشاريع الضخمة مثل نيوم وذا لاين والعلا وبوابة الدرعية والقدية والمربع الجديد وحديقة الملك سلمان ومدينة مسك وتطوير المنطقة الاقتصادية الجديدة على البحر الأحمر، كذلك الضفر باستضافة السعودية لإكسبو 2030 وكأس العالم 2034.
لسمو ولي العهد دور بارز نحو بناء صورة ذهنية مميزة عن السعودية الحديثة التي تتسم بتنوع الاقتصاد والانفتاح والاعتدال والاعتزاز بالهوية والثقافة السعودية، من خلال حضوره اللافت وقوة شخصيته المؤثرة في مقابلاته التلفزيونية على وسائل الإعلام الدولية بشتى أنواعها، التي اتسمت بالواقعية والمنطقية والثقة العالية في مخاطبة العالم، مرتكزا في كلماته على لغة الأرقام التي تترجم إنجازات السعودية ومسيرتها نحو التنمية والتطوير الشامل، مع حرص سموه على التحول إلى الإعلام الرقمي الذي يتسق مع علم التسويق الحديث.
إضافة إلى البعد الدبلوماسي الرسمي، تميزت جولات سموه للعديد من دول العالم بطابع ما يطلق عليه الدبلوماسية الشعبية، حيث تعدت لقاءاته السياسية لتشمل فعاليات وزيارات متنوعة لجامعات ومراكز بحثية وشركات عالمية، أيضا عقد لقاءات ثنائية مع شخصيات بارزة في مجالات متعددة أعطت انطباع إيجابي عن الصورة الحقيقية التي نريد العالم أن يراها عن وطننا، من خلال التسويق بشكل غير مباشر لمملكتنا الغالية.
النظرة المستقبلية للسعودية تحت قيادة ولي العهد تتجه نحو مستقبل يتخطى تحقيق القوة الاقتصادية لتصبح السعودية مركزاً للابتكار والتقنية وريادة الاعمال عبر الاستثمار بكثافة في التعليم والتقنية، بما في ذلك تطوير الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، بهدف إعداد المملكة للمستقبل وضمان نمو اقتصادي مستدام، كذلك تعزيز مكانة السعودية في مبدئ الحوار والشفافية واحترام حقوق الإنسان ودعم تمكين المرأة السعودية والسماح لها بقيادة السيارة وأن تصل إلى مناصب قيادية عليا لـم يشهده تاريخها، الى جانب فتح دور السينما ما عكس صورة أكثر تجددًا وانفتاحًا للسعودية.
في ذكرى بيعة الأمير محمد بن سلمان السابعة، ننظر نحو المستقبل بعيون ملؤها التفاؤل على أعتاب عهد جديد يسعى لمزج التقاليد بالحداثة، وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية، هذه المناسبة المباركة يتشارك فيها الوطن بمواطنيه والمقيمين فيه لتجسيد عمق العلاقة المتبادلة بين الشعب وقيادته لمستقبل يسوده المحبة والولاء.
التعليقات