ذكرت وسائل إعلام سورية وإيرانية أن غارة جوية إسرائيلية دمرت مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق أمس الاثنين، في تصعيد واضح للصراع في الشرق الأوسط. وقال مصدر أمني لبناني لرويترز إن محمد رضا زاهدي، القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني، من بين القتلى. وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن عددا من الدبلوماسيين الإيرانيين قتلوا في الهجوم. ورأى مراسلو رويترز الذين انتقلوا لمكان الهجوم بحي المزة بالعاصمة السورية دخانا يتصاعد من أنقاض مبنى سُويَ بالأرض وسيارات طوارئ متوقفة بالخارج. وشوهد علم إيراني معلق على عمود أمام الأنقاض. كما انتقل وزيرا الخارجية السوري والإيراني إلى مكان الهجوم. وضربت إسرائيل أهدافا إيرانية أكثر من مرة خلال حربها مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر في غزة، لكنها رفضت التعليق على هجوم.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "لا نعلق على التقارير الواردة في وسائل الإعلام الأجنبية".

وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن خمسة أشخاص قتلوا في الهجوم الإسرائيلي. وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء بسقوط عدد غير محدد من القتلى والجرحى.

كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قائد فيلق القدس في سورية ولبنان من بين ثمانية أشخاص قتلوا في قصف إسرائيلي استهدف مبنى القنصلية الايرانية في دمشق الاثنين.

وأفاد المرصد بأنه تأكد "من مقتل قيادي رفيع المستوى شغل منصب قائد قوة القدس في سورية ولبنان ومستشارين إيرانيين و5 من الحرس الثوري الإيراني، في حصيلة أولية، للضربات الإسرائيلية على مبنى تابع للسفارة الإيرانية بالمزة بالعاصمة دمشق".

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا إن "العدوان الإسرائيلي استهدف مبنى في حي المزة في دمشق"، لافتا إلى أن "وسائط دفاعنا الجوي تصدت لأهداف معادية في محيط دمشق". وقال المرصد "دمرت صواريخ إسرائيلية، بناء ملحقا بالسفارة الإيرانية على اوتوستراد المزة بالعاصمة دمشق".

وفي طهران، أكدت وسيلة إعلام رسمية إيرانية حصول الضربة الإسرائيلية التي أدت إلى تدمير مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية في سورية. وقالت وكالة نور الإيرانية للأنباء إن "حسين أكبري، سفير الجمهورية الإسلامية في إيران في دمشق وعائلته لم يصابوا في الهجوم الإسرائيلي".

وأكد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان أن الضربة أسفرت عن تدمير المبنى الملحق بالسفارة في شكل كامل.

وأظهرت صور لفرانس برس المبنى مدمرا بالكامل. وعلى مسافة غير بعيدة، تجمع عشرات الأشخاص قبالة مكان الهجوم ولوحظ وجود سيارة إسعاف في المكان.

من جهته أكد وزير الخارجية السوري فصيل المقداد الاثنين أن: "كيان الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع التأثير على العلاقات التي تربط بين إيران وسورية". وقال الوزير المقداد في تصريح من "مقر السفارة الإيرانية بدمشق بعد القصف  الإسرائيلي لمبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، "ندين بقوة هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وأدى إلى استشهاد عدد من الأبرياء". من جانبه قال سفير إيران في دمشق حسين أكبري" الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية يعكس حقيقة الكيان الصهيوني الذي لا يعترف بأي قوانين دولية ويقوم بكل شيء مناف للإنسانية لتحقيق ما يريد". وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أفادت في وقت سابق بمقتل محمد رضا زاهدي وهو ضابط كبير بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، ويشرف زاهدي على فريق نشر معدات الدفاع الجوي في سورية.

وكان مصدر عسكري سوري قد أفاد "إنه في حوالي الساعة الخامسة من مساء الاثنين، شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق".

ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن المصدر قوله: "تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها وأدى العدوان إلى تدمير البناء بكامله واستشهاد وإصابة كل من بداخله ويجري العمل على انتشال جثامين الشهداء وإسعاف الجرحى وإزالة الأنقاض. من جهة أخرى ، ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أن هذا الهجوم استهدف جزءا من المبنى القنصلي للسفارة الإيرانية ومقر إقامة السفير.

وأعلن السفير الإيراني في سورية أن بلاده "سترد في شكل حاسم" على القصف الإسرائيلي لقنصليتها في دمشق الاثنين والذي أسفر عن مقتل خمسة عناصر في الحرس الثوري على الأقل، وصرح السفير لصحفيين أن "هذا العمل سيؤدي إلى رد حاسم من جانبنا".

فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين تحت الحطام
وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يزور موقع قصف المبنى التابع للسفارة الإيرانية في دمشق (أف ب)
فرق الطوارئ والأمن تطوق موقع القصف الإسرائيلي في العاصمة السورية (أ ف ب)