قفز حجم سوق لحوم البقر العالمية إلى 526.5 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل قيمته السوقية إلى 555.2 مليار دولار في 2024، وفي ظل نمو القطاع بمعدل سنوي مركب قدره 4.2٪ حتى عام 2030، سيكون السوق مرشحاً لحصد إيرادات بقيمة 712.5 مليار دولار، مستفيداً من تزايد العولمة وانفتاح الأسواق العالمية، والتفضيلات الغذائية المتطورة للمستهلكين على مستوى العالم، والاتجاه العالمي النشط لتناول البروتين، وهذه عوامل تقوي الطلب أكثر على اللحوم ومنتجاتها، حيث تحتوي على مكونات وعناصر غذائية أساسية سهلة الطهي، ولذلك، يركز المصنعون العالميون في المقام الأول على جودة اللحوم ومنتجاتها.

يعد ارتفاع الوعي الصحي بين المستهلكين، إلى جانب الطلب المتزايد على البروتين من مصادر حيوانية، عاملاً رئيسياً في دفع صناعة لحوم البقر، ومع تغير العادات الغذائية، تتحول تفضيلات المستهلكين بسرعة نحو المنتجات الغذائية ذات المحتوى المنخفض من الدهون والسعرات الحرارية والقيمة العالية للبروتين، بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستخدام المتزايد للحوم البقر في صناعة المواد الغذائية يشجع نمو السوق، حيث يتم تقديم البرجر المصنوع من لحم البقر والهوت دوج والنقانق والفيليه وشرائح اللحم على نطاق واسع في المطاعم والفنادق والمتاجر لتقديم أطباق أصيلة وشهية ومتعددة تلبي رغبات كافة المستهلكين حول العالم.

وبين العوامل الرئيسية الدافعة للطلب على اللحوم، يأتي الارتفاع المطرد في دخل المستهلكين من الطبقة المتوسطة في دول أمريكا اللاتينية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، فضلا عن الطلب الكبير على الأطعمة الجاهزة بين السكان العاملين والأجيال الشابة الحريصة على الطهي في المنزل، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، أدت جداول العمل اليومية المزدحمة للمستهلكين إلى توسيع نطاق منتجات اللحوم الجاهزة للأكل على مستوى العالم، في الوقت نفسه، يشكل الابتكار حافز كبير جدًا للنمو في سوق لحوم البقر، بدءًا من الممارسات المستدامة وحتى التقدم التكنولوجي، تعتبر هذه الابتكارات استجابة للأثر البيئي لإنتاج اللحوم التقليدية والمخاوف المتعلقة بصحة المستهلك.

تقوم الشركات العاملة في القطاع بتطوير منتجات مثل البرجر الخالي من اللحوم "الدموية" وشرائح اللحم النباتية التي تشبه إلى حد كبير اللحوم التقليدية في الطعم والملمس، وقد حققت شركات ناشئة، وخاصة في الولايات المتحدة، خطوات كبيرة في هذا المجال، حيث أطلقت نسخاً محسنة من البرجر النباتي الذي يعد أكثر جاذبية لسوق أوسع، بما في ذلك أكلة اللحوم، والبرجر النباتي لا يحتوي على اللحوم، حيث يشمل مكونات مثل فول الصويا، والمكسرات، والحبوب والبذور والخضروات، والطحينة، والخس والكاتشب، في كعكة كاملة من السمسم، أو البطاطا المقلية، وتعد شركة "بيوند ميت" الأميركية إحدى الشركات الواعدة في القطاع، حيث تعتمد على نظام تقني لتكسير المواد النباتية إلى الأجزاء المكونة لها، الأحماض الأمينية، والدهون، والمعادن، ثم إعادة بنائها باستخدام نظام التدفئة والتبريد والضغط، والنتيجة فطيرة نيئة ذات لون بني محمر قريبة إلى لحوم الحيوانات من حيث المذاق والملمس.

من جهة أخرى، يشارك العديد من اللاعبين الكبار في السوق مثل شركة تايسون فودز، ودانمارك كراون، وشركة هورمل فودز، في أنشطة الاندماج والاستحواذ، ومن خلال هذه الاستراتيجية، يمكن لهذه الشركات توسيع نطاق انتشارها الجغرافي وفتح أسواق جديدة، وتشمل درجة الابتكار مجموعة واسعة من الأساليب الجديدة التي تهدف إلى مواجهة التحديات والفرص في صناعة اللحوم، بالإضافة إلى اعتماد ممارسات زراعية مستدامة تركز على الحد من الآثار البيئية من خلال تحسين إدارة الرعي وكفاءة الأعلاف.

خلال السنوات الماضية، كان هناك اهتمام واسع بمصادر البروتين البديلة، مثل اللحوم المزروعة في المختبر والبدائل النباتية، والتي تلبي الاهتمامات البيئية والتفضيلات الغذائية المتنوعة، وتعتبر الهندسة الوراثية أمرًا محوريًا، حيث يتم توجيه الجهود نحو تعزيز مقاومة الأمراض، ومعدلات النمو، وجودة اللحوم في الماشية، وتتنوع بدائل منتجات لحوم البقر بشكل متزايد بسبب المخاوف الصحية والاعتبارات البيئية، وأحد البدائل الأكثر شيوعًا هو اللحوم النباتية، المصنوعة من مكونات مثل الصويا أو البازلاء أو جلوتين القمح، والتي تحاكي طعم وملمس لحم البقر، ويفضلها بشكل خاص النباتيون، وهؤلاء تتجاوز أعدادهم 1.5 مليار نسمة حول العالم، ويتطلعون إلى تقليل استهلاك اللحوم لأسباب صحية أو بيئية، أما البديل المبتكر الآخر فهو اللحوم المزروعة في المختبر، والمعروفة باسم اللحوم المستنبتة، والتي تقدم حلاً يعالج كلاً من التأثير البيئي ومخاوف رعاية الحيوان.

استحوذت قطع الخاصرة في البقر على حصة إيرادات رائدة بنسبة 36.3٪ في عام 2023، وقد بلغت قيمة مبيعات الخاصرة 191.3 مليار دولار في عام 2023 ومن المتوقع أن تصل إلى 254.8 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب 4٪، لتصبح الأكثر طلباً بين الزبائن، حيث تعد أكثر أقسام لحوم الحيوان طراوة ونكهة، مما يزيد الطلب عليها، في الوقت نفسه، من المتوقع أن يتوسع قطاع لحم الصدر بأسرع معدل نمو سنوي مركب حتى عام 2030، ولحم الصدر هو اللحم المحيط بعظم الصدر للحيوان، وهي قطع خشنة وسميكة، ولهذا، تبدو مناسبة تماماً لعملية طهي منخفضة وبطيئة، وتتطلب الكثير من الوقت ودرجة حرارة منخفضة حتى يصبح اللحم طرياً وقابلاً للتكسير، ويعتبر من ألذ قطع اللحوم، حيث يحظى بشعبية كبيرة بين الزبائن بسبب تكلفتها المنخفضة، وتستخدم في الغالب في حفلات الشواء.

حصدت لحوم البقر الحلال حصة كبيرة من إيرادات السوق العالمية في عام 2023، بفضل نمو أعداد المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى 2 مليار نسمة، مشكلين حوالي 25% من سكان العالم، ويعد المسلمون قوة استهلاكية هائلة ودافعة للطلب على منتجات اللحوم الحلال الخالية من أي مكونات محرمة في الشريعة الإسلامية، ولهذا، يعد لحم البقر الحلال أحد أكثر أنواع اللحوم المفضلة لدى المسلمين، حيث يحرم تناول لحم الخنزير، من جهة أخرى، يزدهر سوق اللحوم في كافة مناطق العالم، وعلى سبيل المثال، فقد بلغ حجم سوق اللحوم في أوروبا الغربية 274.8 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو السوق بمعدل سنوي مركب يزيد عن 3٪ حتى نهاية 2030.

في المقابل، استحوذت منطقة آسيا والمحيط الهادئ على 48٪ من حصة إيرادات صناعة لحوم البقر العالمية في عام 2023، والأسواق الرئيسية للحوم البقر في هذه المنطقة هي الصين والهند وباكستان واليابان وأستراليا، حيث تعد الصين واحدة من أكبر أسواق لحوم البقر في العالم بفعل الارتفاع الكبير في استهلاكها، مدفوعًا بزيادة الدخل المتاح، وتأتي واردات لحوم البقر إلى الصين بشكل أساسي من أستراليا، وتهيمن سوق لحوم البقر في الصين على أكبر الإيرادات في السوق العالمية، حيث حققت 273 مليار دولار في عام 2023.

وفي أمريكا الشمالية، بلغت قيمة السوق 170.6 مليار دولار في 2023، ومن المتوقع أن يسجل معدل نمو سنوي مركب كبير حتى عام 2030، وذلك بسبب وجود بنية تحتية فعالة ومتطورة للرعي، وشبكات نقل تتيح نقل منتجات البقر عبر المناطق المختلفة، فضلا عن الخبرات العلمية في قضايا مثل علم الوراثة، وجودة اللحوم، وتعتبر أمريكا الشمالية أكبر منتج للحوم البقر في العالم سواء للأسواق المحلية أو للأسواق العالمية، على الرغم من أن الأراضي العشبية تعد النظام البيئي الأكثر تهديدًا في أمريكا الشمالية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الضغوط المناخية والسوقية، حيث تتغذى معظم الأبقار على العشب في مرحلة ما خلال دورة حياتها.

أما في المملكة، فإنه يتم تقسيم سوق اللحوم الحمراء حسب النوع إلى لحم البقر، ولحم الضأن، وبلغ حجم سوق اللحوم في السعودية 1.33 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 1.49 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 2.2٪، ويعد استهلاك لحم الضأن ولحم البقر مرتفعًا في المملكة، حيث يشكلان معاً حصة تزيد عن 85٪ بسبب ارتفاع الدخل، وزيادة الإنتاج، وتوافر اللحوم بأسعار معقولة، ويفضل معظم المستهلكين اللحوم الصحية المطبوخة ببطء مثل لحم البقر، والذي يوفر مذاقًا ممتازاً، وكما هو وضع القطاع العالمي، تعد متاجر السوبر ماركت ومحلات الجزارة قناة التوزيع الأكثر موثوقية على مستوى مناطق المملكة.

وتستورد السعودية لحوم أغنام وماعز سنوياً بقيمة 198 مليون دولار، لتصبح رقم 14 بين أكبر مستوردي لحوم الأغنام والماعز في العالم، فيما تعد هذه النوعية المنتج رقم 185 الأكثر استيرادًا في المملكة، وتأتي الواردات بشكل أساسي من: أستراليا (84.9 مليون دولار)، ونيوزيلندا (47.9 مليون دولار)، وإثيوبيا (34.3 مليون دولار)، وكينيا (11.3 مليون دولار)، وباكستان (10.3 مليون دولار)، في المقابل، تصدر المملكة لحوم أغنام وماعز بقيمة 1.43 مليون دولار، مما يجعلها رقم 57 في تصنيف أكبر مصدري لحوم الأغنام والماعز في العالم، وتعد هذه النوعية المنتج رقم 451 بين الأكثر تصديراً في المملكة، والوجهة الرئيسية للصادرات السعودية هي: السنغال (مليون دولار)، وسلطنة عمان (181 ألف دولار)، والإمارات (132 ألف دولار)، وموزمبيق (34.6 ألف دولار)، وسيشيل (5 ألاف دولار).