العلم السعودي ليس مجرد قطعة قماش تُحمل أو تُعلق على سارية؛ بل رَمز سؤددٍ وفخر لأمة سعودية، تضرب أطنابها في عمق ثلاث مئة سنة، من التوحيد، والقوة، والعدل، والنماء، والرخاء.
يتفق جمهور المؤرخين أن شكل العلم السعودي بدأ بقطعة قماش خضراء، كتب عليها برسمٍ أبيض عبارة: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، الذي استمر في الدولة السعودية الأولى ثم الدولة الثانية، وحتى بداية الدولة الثالثة، وحينما دخل المغفور له الملك المؤسس الحجاز عام 1925 حصل تطوير للعلم، إذ أصبح قطعة حرير، تعلوها عبارة التوحيد، ووضع شعار النخلة والسيفين المتقاطعين، وأضيفت قطعة من القماش الأبيض بينها وبين السارية، بهدف تقوية العلم، ثم شهد علم المملكة تغيرات طفيفة، حتى وصل إلى شكله الحالي.
قبل نحو تسعين عاماً، وبالتحديد في 11 مارس 1937، أصدر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أمره بالموافقة على قرار مجلس الشورى رقم "354"، الذي أقر فيه مقاس العَلَم السعودي وشكله الحالي، ومن هنا، نص الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على "أن يكون يوم 11 مارس من كل عام يومًا خاصًّا بالعَلم، باسم (يوم العلم).
والرائع في علمنا السعودي أنه علمٌ متفرد، وليس مستورداً من الخارج، أو مستوحى من أي علم آخر، كما تفعل أغلب الدول باختيار مجموعة من الألوان، بل يعكس عمق الدولة السعودية، ويجسد هويتها، ويمثل القيم والمبادئ التي قامت عليها منذ الدولة السعودية الأولى وحتى اليوم، أيضاً يتميّز علمنا السعودي عن بقية أعلام كافة الدول أنه لا ينكس، كما نصت المادة الثالثة عشرة من نظام العلم السعودي على أنه "لا يجوز تنكيس العلم الوطني".
والحقيقة أنه لا أجمل من تلكم اللحظات التي نقف فيها أمام بيرق عز بلادنا، هذا العلم الذي تهفو له قلوبنا، نشعر بالفخر ونحن نرقبه يرفرف في السماء، لافتاً الأنظار بلونه الأخضر، واحتوائه على عبارة التوحيد، ورمز بلادنا "النخلة والسيفين"، والأجمل حينما يعزف نشيدنا الوطني، لتكتمل لوحة الفخر.
ولعلها فرصة أن تتبنى إمارات مناطق المملكة فكرة أن يكون ساحة مركزية في العاصمة الإدارية لكل منطقة والمحافظات والمدن، ينصب في منتصفها سارية مرتفعة، تحمل العلم السعودي، ليكون بارزاً للعيان، وموقعاً لإقامة الفعاليات الوطنية، كما هو الحال في جدة والدرعية.
أسأل الله -عز في علاه- أن يحفظ بلادنا المباركة وقيادتنا الرشيدة، وأن يبقى علمنا خفاقاً في الأعلى، شاهداً على عظمة بلادنا وعلى عزيمة قادتنا.
التعليقات