عين على الخيل، وعين على الأزياء، كنا نتابع موضة القبعات التي تتخايل بها النساء في مسابقة الرويال آسكوت كل عام، والآن، بعد أن توثقت العلاقة بين مسابقة كأس السعودية وبين أزياء يوم التأسيس، صار عندنا ما نتابعه ونفخر به في مجال الأزياء، ويبدو أنه سيصبح تقليدا سنويا عندي أن أكتب عن الأزياء الفاخرة والرائعة التي تقدمها بيوت الأزياء السعودية في هذا المحفل الهام والعريق.
ارتباط كأس السعودية بالأزياء وتركيزها على الأزياء المستمدة من ماضينا العريق، جعلنا ندرك كم هو تراثنا زاخر بالجمال، وكم كان الأجداد يهتمون بالمظهر وجماله، وكم أننا أغنياء بتراثنا.
ننظر إلى كمية الفخامة في أزيائنا القديمة، في عهد الأجداد، يبهرنا التطريز الذي يستخدم خيوط الحرير والقصب، الأقمشة الفاخرة، الرسومات الهندسية أو التي تعتمد الورد والطبيعة، الفضة والمعادن التي تدمج مع القماش لتعطينا أجمل الأشكال، إتقان مذهل، تنوع عجيب، ألوان، زخارف، جودة، كل ما نراه من أزياء الماضي دليل على العراقة وإثبات إلى مدى ما وصل إليه أجدادنا من رفاه وحب للجمال.
ممتنة لهيئة الأزياء التي وضعت هذا التقليد، وسعيدة بالمصممين السعوديين والمستوى الذي وصلوا إليه في سنين قليلة.
أذكر بعض الأمثلة التي رأيت وتابعت وأعجبتني وملأت قلبي بالإيمان بالإنسان السعودي وهي أمثلة قليلة وأعرف أن فاتني الأغلب لكن ما لا يدرك جله لا يترك كله.
قرمز واحتفائه بالعقال السعودي. هيا البحيري وزي يمثل الرمال والصحراء. بشاير القنبيط والأبواب النجدية، خولة العيبان والبخنق والورد، مشاعل البقمي ومعالم تربة، خالد اليحي ودقلة الروشن وأخرى أبرز فيها المصنف الجنوبي وثالثة عن الإبل، الكادي العبيد وتصميم الجنبية، سارا التويم وعروس جازان، وعد العقيلي والورد الطائفي، سميرة العتيبي وبني سعد، نور الظاهري وجبة أهل الباحة، أضوى أكبر والسعودية خضراء، نجلا الراجح وعروس القصيم، شوق المبارك والزهور الطائفية والحساوية، ريم السبهان والجراد، مشاعل الدريعي وعمارة الأحساء، كوثر الهريش والخزامى، مها الحديبي وخاتم جدتها.
هناك أكثر بكثير مما ذكرت، ومن ذكرتهم هم غيض من فيض، وكما تلاحظون، غاص مبدعونا في تراثهم، بيئتهم، حكاياتهم الشخصية ليبدعوا هذه الأعمال التي تبرز الهوية السعودية في كل أرجائها والتي هي وحدها بدون كلمات تخبرنا كم هي السعودية واسعة وثرية بالجمال المختلف في كل مكان فيها.
بقي لي عتب كبير على المبدعين، متعب جدا البحث عنهم وعن أعمالهم، وبرأيي ما داموا وصلوا لأن يكونوا علامات وأن يشاركوا في معرض 100 براند سعودي، يجب أن يهتموا أكثر بمواقعهم الإلكترونية، أيضا هذا العتب للبعض وليس الكل، لكنه أمر ملاحظ.
التعليقات